laquo;أوانraquo;

كشف المسح السنوي للحقوق السياسية والحريات المدنية الذي تجريه مؤسسة فريدوم هاوس (بيت الحرية)، تراجع الحرية في أنحاء كثيرة من العالم للعام الثالث على التوالي. إذ شهدت أفريقيا جنوب الصحراء وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة معظم حالات التراجع، فيما شهدت منطقة جنوب آسيا تحسنا كبيرا.

ويتناول laquo;تقرير الحرية في العالم 2009raquo;، حالة الحرية في 193 دولة بالإضافة إلى 16 إقليما إستراتيجيا. ويحلل التطورات التي وقعت في العام 2008، ويحدد حالة الحرية في كل دولة، استنادا للنقاط التي تحرزها عن أدائها في الحريات الرئيسية.

ويشمل الملخص العام للمسح تحليلا للتغييرات أثناء إدارة بوش، ويقترح أولويات لإدارة أوباما القادمة وزعماء النظم الديمقراطية الأخرى الراسخة. وقالت جنيفر ويندسور، المدير التنفيذي لفريدوم هاوس: laquo;يتعين على الإدارة الأميركية الجديدة أن تركز على ضرورة حماية الحريات الأساسية، ودعم المدافعين والدعاة الموجودين في خط المواجهةraquo;.

وعلى الرغم من أن الانتكاسات في العام 2008 لم تشكل تراجعا كبيرا بالنسبة لمعظم الدول، إلا أن الانتكاسات كانت عديدة وأثرت في معظم مناطق العالم. وبينما سجلت 34 دولة تراجعا في الحرية سجلت 14 دولة تحسنا.

النتائج الرئيسية على المستوى العالمي:

{ حرة: عدد الدول التي قدر تقرير الحرية في العالم أنها حرة في العام 2008 بلغ 89 دولة، تمثل 46 في المائة من دول العالم و46 في المائة من سكان العالم. وتراجع عدد الدول الحرة دولة واحدة مقارنة بمسح العام 2007.

{ حرة إلى حد ما: بلغ عدد الدول الحرة إلى حد ما 62 دولة أو 32 في المائة من جميع البلدان التي شملها المسح بالتقييم، و20 في المائة من إجمالي سكان العالم. وتزايد عدد الدول الحرة إلى حد ما دولتين.

{ غير حرة: صنف التقرير 42 دولة بأنها غير حرة، وتمثل 22 في المائة من العدد الإجمالي للدول. و34 في المائة من إجمالي سكان العالم، ويعيش أكثر من 60 في المائة من هذا العدد في الصين. وتراجع عدد الدول غير الحرة دولة واحدة.

{ الديمقراطيات الانتخابية: تراجع عدد الديمقراطيات الانتخابية بمقدار اثنتين إذ يبلغ عددها الآن 119 دولة. والتطورات في موريتانيا وجورجيا وفنزويلا وجمهورية أفريقيا الوسطى أسقطتها من قائمة الديمقراطيات الانتخابية، بينما أصبحت البوسنة والهرسك وبنغلادش ديمقراطيات انتخابية.

النتائج على المستوى الإقليمي:

{ أسوأ الأسوأ: من بين 42 دولة جرى تصنيفها كدول غير حرة، حصلت ثماني دول على أدنى ترتيب بالنسبة للحقوق السياسية والحريات المدنية، وهي: كوريا الشمالية وتركمانستان وأوزبكستان وليبيا والسودان وبورما وغينيا الاستوائية والصومال. ويقع إقليمان في الفئة نفسها هما: التبت والشيشان. وحصلت 11 دولة وإقليما آخر على درجات أفضل بدرجة طفيفة، هي: روسيا البيضاء وتشاد والصين وكوبا إريتريا ولاوس والسعودية وسورية وزيمبابوي وأوسيتيا الجنوبية والصحراء الغربية.

{ أفريقيا جنوب الصحراء: شهدت 12 دولة وإقليما انتكاسات في العام 2008. وبالإضافة إلى السنغال وموريتانيا، سجلت تراجعات أيضا في بوروندي والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا الاستوائية والغابون وغامبيا وغينيا وناميبيا ونيجيريا وزيمبابوي وأرض الصومال. ويأتي التراجع بعد سنوات من التحسن المتواضع. وشملت التطورات الإيجابية مكاسب في زامبيا وجزر القمر وأنغولا وساحل العاج.

{ آسيا: حدث التقدم الأهم في جنوب آسيا، حيث شهدت دول عديدة تحسنا مرتبطا بالانتخابات. وبالإضافة إلى التحسن في باكستان والمالديف وبوتان، حدث قدر من التقدم أيضا في نيبال وكشمير وماليزيا وتايلاند. وحدث تراجع في أفغانستان وبورما وفيجي وبابوا غينيا الجديدة وسنغافورة والتبت. وزادت الصين من وتيرة القمع بدل إدخال إصلاحات على حقوق الإنسان تعهدت بها سابقاً.

{ الجمهوريات السوفييتية السابقة ووسط وشرق أوروبا: واصلت الجمهوريات السوفييتية السابقة، عدا دول البلطيق، تراجعها المستمر منذ عشر سنوات، وتأتي الآن في ترتيب أدنى من أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط، في العديد من مؤشرات المسح. وكانت روسيا وجورجيا من أبرز حالات التراجع في المنطقة، وكذلك أرمينيا وأذربيجان وقرغيزستان ومولدوفا. وظلت الديمقراطية في وسط وشرق أوروبا قوية، على الرغم من الانتكاسات في بلغاريا ومقدونيا.

{ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الآن ركودا بعد عدة سنوات حققت خلالها مكاسب متواضعة. والعراق هو الدولة الوحيدة التي تكشف عن تحسن نتيجة لتقلص العنف والإرهاب السياسي، رغم محافظته على وضع غير حر. كما تراجع الأردن والبحرين وإيران والسلطة الفلسطينية والأراضي المحتلة.

{ الأميركتان: نجحت المنطقة في المحافظة على طابعها الديمقراطي رغم المخاوف الاقتصادية وتزايد الجرائم العنيفة في بعض البلدان وصعود غوغائيين شعبويين. وشهدت باراغواي وكوبا تحسنا في العام 2008، رغم بقاء حكومة كاسترو كواحدة من أسوأ النظم القمعية في العالم. وكانت كولومبيا ونيكاراغوا والمكسيك وفنزويلا من بين البلدان التي سجلت تراجعا.

{ أوروبا الغربية وأميركا الشمالية: لاتزال المنطقة تحصل على أعلى الدرجات في الحرية في العالم. وقد يؤدي انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة إلى إصلاحات لسياسات محاربة الإرهاب المثيرة للخلاف. وعانت دولتان أوروبيتان من تراجع في العام 2008، هما: إيطاليا واليونان. كما يعبر المسح أيضا عن تهديدات محتملة لحرية التعبير في كندا وبريطانيا.