طهران - اينده ( المستقبل)

التظاهرات المتقابلة والمتعارضة امام مقر السفارة الاميركية المغلقة في طهران، سيطرت على جانب مهم من تقارير الصحافة الايرانية هذا الاسبوع، واعطى بعضها مقارنة بين مواقف الرئيس الحالي احمدي نجاد الآن وبين معارضته لاحتلال السفارة عام 1979، كما اوردت قائمة بمن اسمتهم laquo;الثوريينraquo; وlaquo;الانتهازيينraquo;.
وفي الجانب النووي والعلاقة مع القوى الكبرى فقد ركزت احدى الصحف على الدور الروسي وlaquo;حدودهraquo;، ومراعاة موسكو للمصالح مع الغرب.. في حين رأى معلقون آخرون ان خوف النظام الايراني حاليا هو من المعارضة الداخلية، وان الضغوط الدولية غير مؤثرة ولن تصل مبدئيا الى مستوى فرض عقوبات جديدة.

مع مرور الذكرى الـ 30 لاحتلال السفارة الاميركية من جانب الطلبة الجامعيين يرى المراقبون تحولا كبيرا في تعامل النظام مع هذا الملف، فيما لا يعرف كثيرون من هم الذين قادوا عملية احتلال هذه السفارة، ومن هم الذين عارضوهم وأضحوا اليوم قادة ومسؤولين يطلقون الشعارات الجوفاء فقط ضد ما يصفونه بالاستكبار العالمي.
القادة الاساسيون الذين احتلوا السفارة هم عباس عبدي والمهندس طبرزدي ومحسن ميردامادي ومحسن امين زاده واصغر زاده ومحمد موسوي ومعصومة ابتكار، الاول: اعتقل قبل اعوام بتهمة العمالة لسفارة اجنبية وصار سجين بيته. الثاني: اعتقل مرات عدة واتهم بالتآمر على القيادة وتشكيل تجمع طلابي غير قانوني. الثالث: محسن ميردامادي هو مسؤول جبهة laquo;مشاركتraquo; الاصلاحية واعتقل قبل 4 اشهر بتهمة العمالة لاميركا والتآمر على النظام وما زال في السجن. الرابع: امين زاده عين نائبا لوزير الخارجية في عهد حكومة خاتمي واعتقل قبل اشهر بتهمة المشاركة في الاعتراضات الجماهيرية على تزوير الانتخابات وما زال قيد الاعتقال. السيد موسوي كان نائبا في مجلس الشورى ومسؤولا عن احدى المنظمات الجامعية في عهد خاتمي وتم اعتقاله وتهديده مرات عدة، ويقال انه خطط للجوء الى دولة غربية. اما الاخير فهو مسؤول اعلامي في عهد خاتمي واعتقل بتهمة التآمر ضد النظام والعمالة لاميركا ولاسرائيل!
جميع هؤلاء اعترفوا في عهد خاتمي انهم اخطأوا باحتلال السفارة الاميركية لانه عمل غير قانوني وغير انساني، وبما ان ايران عضو في منظمة الامم المتحدة فيجب احترام ميثاق هذه المنظمة وقراراتها. ومن سخرية القدر ان محمود احمدي نجاد الذي اختاره السيد خامنئي ليصبح رئيسا للجمهورية كان من الد معارضي احتلال السفارة. حتى انه شارك في تجمع سياسي وامني طالب بطرد الجامعيين المحتلين للسفارة عام 1980.
ويقول السياسي ابراهيم اصغرزاده ان احمدي نجاد الذي يردد الان شعارات laquo;الموت لاميركاraquo; ويزعم انه الد خصومها، اجتمع لمرات عدة مع قادة القوى الجامعية الذين احتلوا السفارة انذاك وندد بهذا الاحتلال، حيث وصفه بغير القانوني. ويتابع اصغرزاده: كان احمدي نجاد ينصح الجامعيين بالخروج من السفارة لان اميركا دولة مهمة. وطالب احمدي نجاد انذاك باحتلال سفارة الاتحاد السوفيتي، لان خطر السوفيت- حسب قوله- اكثر بكثير من اي خطر اخر! وظل احمدي نجاد وجميع الذين يؤيدونه ويدعمونه الان يعارضون ما يسمى بنهج الامام الخميني تحت ذريعة محاربة الخطر الشيوعي، الامر الذي ادى في النهاية بالامام الخميني الى الاعتراض على مثل هذه الذرائع.. وتم ابعاد احمدي نجاد الى اقليم اخر، لكنه تسلم بعد وفاة الامام الخميني مناصب حكومية عدة، بفضل مواقفه المعارضة لنهج الامام والثورة!
وبالرغم من مزاعم احمدي نجاد انه كان عضوا بارزا في لجنة قيادة الجامعيين المحتلين لسفارة اميركا فان محسن ميردامادي كان قد كشف ان هذه اللجنة كانت تضم رحيم باطبي ومنصور بي طرف واصغر زاده ورضا سيف اللهي وعباس عبدي وامين زاده والسيدة ابتكار، بالاضافة الى عضويتي، ولم يكن احمدي نجاد بالاساس جامعيا ثوريا بل كان يقف دوما ضد ارشادات الامام الخميني.
السياسي امين زاده اكد بدوره انه خلال الفترة التي احتللنا فيها السفارة 444 يوما، لم نشاهد المدعو احمدي نجاد، ولا نعرف كيف يزعم الان انه كان المسؤول الاساسي عن احتلالها انذاك؟!.ويؤكد هؤلاء ايضا ان القيادة الحالية كانت تعارض احتلال السفارة وانها ايضا كانت من ابرز المعارضين لولاية الفقيه.. ولكن ماذا نفعل ان اقتضت المصالح المادية والفئوية خلع ثياب الخنوع والمساومة ولبس ثياب الثورة والعداء لاميركا، فيما سعت هذه القيادة ايضا الى اعتقال وتشويه سمعة كل الذين احتلوا السفارة وتمسكوا بنهج الامام الخميني، بهدف التغطية اولا على مواقف المساومين السابقة، وثانيا خداع الراي العام من خلال جعل الثوريين في قفص الاتهام والجلوس فوق مقاعد الانتهازية واطلاق الشعارات البراقة.
ومن سخرية القدر انه وبعد 3 عقود من الثورة وخلال اقامة مراسم احتلال السفارة لم يشارك اي من مئات الجامعيين الذين احتلوا السفارة في المراسم الرسمية، لسبب وحيد وهو ان جميع هؤلاء هم الان في سجون النظام او محتجزون بشكل قسري في بيوتهم او هربوا ولجأوا الى الغرب!