ساطع نور الدين

لعلها القمة الاولى من نوعها للدول الثماني الكبرى، التي يهتم فيها القراء بأخبار نسائها اكثر من اخبار رجالها، الذين اتخذوا قرارات وأصدروا بيانات ختامية لم تكن بقوة ومصداقية المواقف التي اتخذتها مثلا زوجة الرئيس الفرنسي كارلا بروني ساركوزي او مطلقة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، او غيرهما من سيدات ايطاليا اللواتي شعرن بالحرج او حتى بالمهانة خلال هذه القمة التي عقدت في مدينة لاكويلا الايطالية.
كان الحضور النسائي طاغيا على وجود الزعماء الذين لبوا مكرهين دعوة برلوسكوني، الذي سبق ان تناول معظمهم بالسوء، على المستوى الشخصي قبل السياسي، وعبر صراحة عن عنصريته المعروفة عندما قال عن الرئيس الاميركي الاسود باراك اوباما مؤخرا انه laquo;تعرض كثيرا لأشعة الشمسraquo;..
كان الصحافيون يترقبون من القمة كشف النقاب مثلا عن فضيحة جنسية جديدة لرئيس الوزراء الايطالي السبعيني الذي يتباهى بعمليات التجميل وشد الوجه وزرع الشعر وصبغه، ولا ينكر معاشرته القاصرات والحط من قدر النساء عموما. وكان المصورون يأملون بلقطة لمحاولته التحرش بإحدى زوجات الزعماء المشاركين، اللواتي كانت نسبة شبابهن وجمالهن اعلى من اي وقت مضى في تاريخ مثل هذه القمم.
وبحسب الزملاء الذين كانوا يغطون أعمال تلك القمة، فإن معيار نجاحها الرئيسي كان سلوك برلوسكوني الهادئ والرصين نسبيا، علما بأن احدا لم يفهم بعد سبب اختياره ثكنة عسكرية متواضعة ومقرات سكن متلاصقة في مدينة لاكويلا التي دمرها الزلزال قبل ثلاثة اشهر لاقامة الزعماء الضيوف وزوجاتهم، خصوصا ان المدينة لا تحتاج الى معونة ولا الى تعاطف ولا حتى الى جهد خاص لاعادة البناء التي يتوقع ان تنتهي في الخريف المقبل!
لكن الاضواء سلطت على مطلقة برلوسكوني السيدة فيرونيكا وعلى السيدات الايطاليات اللواتي وجهن نداء الى زوجات زعماء الدول الصناعية السبع الكبرى من اجل مقاطعة اعمال القمة احتجاجا على سلوك رئيس وزرائهن وموقفه المشين من المرأة. وهو نداء لم تستجب له سوى السيدة الفرنسية الاولى الايطالية الاصل التي سبق ان كانت عنوان اهانات متبادلة بين برلوسكوني وزوجها الرئيس ساركوزي.
انتهت القمة على خير. تفادى الزعماء وزوجاتهم الاشتباك او حتى الاختلاط مع برلوسكوني. اثبتت زوجة الرئيس الاميركي السيدة ميشال اوباما حضورها المحبب، برغم ان الالسن تناولت استدارة بطنها التي توحي بانها في الاشهر الاولى من الحمل . وقدمت زوجة الرئيس الروسي زفتلانا ميدفيديف نفسها كامرأة جذابة، اكثر من زوجة رئيس الوزراء البريطاني سارة براون، او الكندي لورين هاربر، او من زوجة الرئيس الصيني هو جينتاو التي نجت بنفسها عندما عادت مع زوجها الى بلادها لمتابعة الاضطرابات في اقليم شينجيانغ.
لم تُصدر سيدات قمة الثماني بيانا مشتركا، لكن من السهل التكهن في مضمونه، والجزم في انه سيكون اقوى واهم من كل القرارات الختامية التي اتخذها ازواجهن حول الازمة المالية العالمية او الاحتباس الحراري او مكافحة الفقر او إيران او طبعا حصار غزة.