جريدة الجرائد: بدأ وفد من المخابرات المركزية الأمريكية تحريات في تركيا هدفها جمع المعلومات عن الاتصالات والعلاقات المحتملة للانتحاري الأردني همام خليل البلوي، الذي قتل 7 من عملائها في عملية انتحارية بأفغانستان الخميس 7-1-2010، فيما قالت quot;دفني بيرقquot; زوجة البلوي أن زوجها كان يعتبر الولايات المتحدة عدوا وأنها فخورة بما قام به.
وشككت بيرق وهي مواطنة تركية في أن زوجها كان يعمل لحساب المخابرات المركزية الأمريكية.
وقالت بيرق التي تعيش حاليا في اسطنبول للصحفيين quot;أنا فخورة بزوجي لقد نفذ عملية في غاية الأهمية في مثل هذه الحربquot;. وأضافت quot;في اعتقادي لا يمكن لزوجي أن يكون عميلا أمريكيا، كان معاديا بشدة للولايات المتحدة لدرجة لا يمكن معها أن يعمل لحسابها، وربما استخدم أمريكا والأردن للوصول إلى أهدافهquot;.

وقالت بيرق وهي صحفية ألفت كتبا من بينها كتاب عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لجريدة quot;صباحquot; التركية اليومية في وقت سابق أنها كانت تعتقد أن زوجها سافر إلى أفغانستان لمواصلة دراساته الطبية وأنها صدمت لنبأ موته.

وقالت بيرق التي كانت ترتدي quot;تشادورquot; أسود اللون أنها علمت من خلال اتصال هاتفي من احد أصدقاء زوجها الأردنيين في باكستان انه فجر نفسه في قاعدة أمريكية في أفغانستان يوم 30 كانون الأول (ديسمبر).وأضافت أن الصديق ابلغها أيضا انه سيرسل لها وصية زوجها ورسالته الأخيرة.

وقالت quot;آخر اتصال هاتفي جرى بيننا قبل أربعة أو ستة أسابيع وأجرينا اتصالا عبر الانترنت منذ عشرة أيام ابلغني انه سيعود إلى تركيا وسيتقدم حتى بطلب للحصول على الجنسية التركية وانه سيواصل دراساته الطبية هناquot;.

وفجر البلوي نفسه داخل قاعدة تشابمان للعمليات ال متقدمة وهو مجمع شديد التحصين في إقليم خوست قرب الحدود الجنوبية الشرقية مع باكستان. وأعلن جناح تنظيم القاعدة بأفغانستان المسؤولية عن الهجوم الانتحاري وهو ثاني اكبر هجوم من حيث عدد القتلى في تاريخ quot;سي اي ايهquot; قائلا انه انتقام لمقتل قادته.

وقالت بيرق quot;شخصيته قوية جدا لو فعل هذا فلابد أنه فعله بإرادته لا أحد يستطيع أن يجعله يفعل شيئاquot;.

أقرأ في جريدة الجرائد

2010 : تمهيد لنهاية العالم واغتيال نصر الله وأوباما

وقال مسؤولون سابقون بالمخابرات أن المخابرات الأردنية كانت قد جندت همام خليل البلوي وهو طبيب لمحاولة اختراق القاعدة وطالبان. واتصل البلوي بإسلاميين فيما مضى لكن وكالات المخابرات الأمريكية والأردنية اعتقدت أن البلوي quot;أبعد عن التطرفquot; بنجاح.

وذكرت بيرق أنها التقت بزوجها الأردني اثناء دراسته الطب في جامعة اسطنبول وعاشا في الأردن حيث أنجبا بنتين قبل العودة إلى تركيا في تشرين الأول (أكتوبر) 2009.

ونقل المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية quot;سايتquot; عن قائد تنظيم القاعدة في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد أن همام البلوي أكد في شهادته أن العملية جرت انتقاما quot; للشهداءquot;، متحدثا عن عدد من مقاتلي طالبان قتلوا بغارات صاروخية شنتها طائرات أمريكية بدون طيار على المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لأفغانستان.

وكانت وسائل إعلام أميركية كشفت أن الانتحاري الذي قتل سبعة عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية الأمير كية وضابطاً أردنياً في قاعدة تشابمان بأفغانستان كان عميلاً مزدوجاً.

ونقلت شبكة quot;سي أن أنquot; الإخبارية الأميركية عن مسؤول استخباراتي أميركي سابق قوله أن الانتحاري كان مخبراً أتى إلى القاعدة في quot;خوستquot; على الحدود الباكستانية للمشاركة في اجتماع في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأشار المسؤول إلى أن الرجل استخدم من قبل جهازي الاستخبارات الأميركي والأردني في الماضي وقدّم معلومات عن أهداف عالية الأهمية وهو ما جعله يحظى بثقة الجهازين.

وقال quot;نعم، كان مخبراً أميركياً أردنياً مشتركاً قدم خلال الفترة التي تعاوّنا معه فيها الكثير من المعلومات المفصّلة القيّمة والمفيدة جداً لجميع المستويات في الحكومة الأميركيةquot;.

وأشار إلى أن الانتحاري هو همام خليل البلوي من مدينة الزرقاء في الأردن وهي مسقط رأس زعيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي.

وذكرت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية ان الانتحاري استدرج المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين والضابط الأردني إلى كمين عبر التعهد لهم بتزويدهم بمعلومات جديدة عن قيادة تنظيم القاعدة إذ طلب الاجتماع بهم في القاعدة الأميركية. وقالت مصادر للصحيفة أن سجل البلوي سمح له على ما يبدو بدخول قاعدة quot;سي آي ايهquot; من دون تفتيش. وقد تبيّن ان الضابط الأردني الذي قتل في الهجوم هو النقيب في جهاز الاستخبارات الأردني علي بن زيد.

سيرة ذاتية
همام خليل أبو ملال البلوي أو أبو دجانة مواليد 1973، طبيب أردني، غادر بلده قبل نحو عام ، إعتقلته المخابرات الأردنية قبل سفره بأشهر قليلة.
درس همام الطب في تركيا على نفقة الحكومة الأردنية بعد حصوله على معدل 97% في الثانوية العامة.
وعمل الطبيب الذي تنتمي عائلته لعشائر بئر السبع في وكالة الغوث الدولية (اونروا) قبل سفره، وهو متزوج من صحفية تركية تقيم حالياً مع أولادها في تركيا.
ورفضت عائلة الطبيب الأردني التي تقيم في مدينة الزرقاء الإدلاء بأي معلومات إلتزاماً بمنع الأمن الأردني لها من الإدلاء بأي تصريحات للإعلام. وبحسب quot;الجزيرة نتquot; ذكر الحاج يعقوب -وهو مسؤول في طالبان باكستان- أن المخابرات الأردنية كانت قد جندت الأردني أبو دجانة ليقابل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وأضاف أن أبو دجانة الذي نفذ العملية تمكن من تضليل المخابرات الأردنية والأميركية لمدة عام كامل.

واستدرج البلوي ضباط وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى اجتماع على وعدٍ بتقديم معلومات جديدة عن الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري. لكن البلوي فور دخولِه فجر نفسه فقتل سبعة من ضباط وكالة الاستخبارات الأمريكية والأردني المسؤول عنه واسمه علي بن زيد.
وبحسب شبكة quot;إن بي سيquot; الأمريكية فأن المخابرات الأردنية كانت تعتقد أنها استطاعت تجنيد البلوي للعمل معها وأرسلته إلى أفغانستان لاختراق تنظيم القاعدة، وكانت مهمته المحددة هي ملاحقة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، غير أن الناطق باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريف قد نفى صحة هذه التقارير. فيما أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن العملية، وقال المتحدث باسم طالبان: إن همام البلوي كان عميلًا مزدوجًا، وقد ضلّل الاستخبارات الأردنية والأمريكية على مدى عام.

وبحسب الجزيرة نت فإن المخابرات الأردنية اعتقلت الشقيق الأصغر لهمام، كما استدعت والد منفذ العملية وحذرته من فتح بيت للعزاء لنجله حتى لا يتحول لتجمع للعناصر السلفية الجهادية. لهمام سبعة أشقاء وثلاث شقيقات، جميعهم من المتفوقين دراسياً ويعمل اثنان من أشقائه خارج الأردن.

أما والدة البلوي فقد ابدت شكوكا بان يكون ولدها هو ذاته الانتحاري. وقالت شنارة فاضل البلوي (64 عاما) ، ابني إنسان معتدل, ولم تكن لديه ميول دينية, مبينة انه غادر إلى تركيا أواخر شباط الماضي لإحضار النسخة الأصلية من شهادة الطب التي حصل عليها من جامعة تركية, إلا أن إخباره انقطعت منذ ذلك الحين, وعلمنا من زوجته - التي كانت هناك - أنها بحثت عنه ولم تجده, حتى أنها قصدت السفارة الأردنية في أنقرة طلبا للمساعدة دون جدوى. وتابعت الوالدة ..منذ أن غادرنا وحتى الآن لم اسمع صوته, ولا اعرف ما هي أخباره أو أين ذهب?.
وأكدت والدة المشتبه به انه أراد إكمال دراسته في الولايات المتحدة كي يحصل على تخصص في الطب, وتقدم بطلب للسفارة الأمريكية, ودفع رسوم امتحان القبول, الذي كان من المفترض أن يتم في الأول من آذار الماضي.

(إعداد: عدنان أبو زيد)