أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية البحرينية دعا الى ايجاد مؤسسات دينية مشتركة تتقبل الحوار و النقاش

المنامة - علي العلاس

رفض أمين عام جمعية الوفاق الوطني الاسلامية النائب البحريني السابق علي سلمان اطلاق مسمى laquo;تنظيم سريraquo; على الاشخاص الذين اعتقلتهم السلطات الامنية البحرينية اخيرا على خلفية اتهامهم بمؤامرة قلب وتغيير نظام الحكم، نافيا ان يكون لدى هؤلاء الاشخاص اي ارتباطات بقوى خارجية.
وقال سلمان في حوار مع laquo;الرايraquo; ان هؤلاء الاشخاص كانوا يناقشون قضاياهم امام الملأ في اماكن مكشوفة، لانه لا توجد لديهم اي مخططات او برامج لتغيير نظام الحكم في بلدهم، مضيفا كان من الافضل لو تم تحذير هؤلاء او توجيه تهم اليهم على خلفية تعرضهم لرموز بدلا من وضعهم تحت تهمة laquo;تنظيم سريraquo;.
واشار سلمان الى ان السلطات البحرينية نفت قبل ثلاثة ايام على لسان احد مسؤوليها ان تكون لايران اي علاقة بهذا التنظيم، لافتا الى ان عملية ربط اي مشكلة او اي ازمة داخلية تحدث في اي بلد بجهات خارجية اصبحت السمة البارزة للهروب من مواجهة المشكلة وايجاد حل لها.
ودلل على ذلك بقوله laquo;ان ربط المشاكل الداخلية بالجهات الخارجية ينتهي فور ايجاد حل للمشكلةraquo;.
واعرب سلمان، الذي اعلن اعتزاله خوض المعترك الانتخابي لهذا العام عن قلقه ازاء مسألة التجنيس العشوائي التي تنتهجها بلاده لاهداف سياسية، مؤكدا ان laquo;مشروع التجنيس البحريني اوجد خللا اجتماعيا وهدد استقرار وامن المواطنين فضلا عن تشكيله ضغطا على ميزانية الدولةraquo;.
واستنكر سلمان ما صرح به ياسر الحبيب وقال ان ما صرح به لايعبر الا عن نفسه، وهو محل استنكار.
واشاد سلمان بالتجربة البرلمانية الكويتية وتأثيرها في القرارات التي تتبناها، متمنيا ان تحذو المؤسسة البرلمانية البحرينية حذو نظيرتها الكويتية وان تقوم بمنح الاعضاء المنتخبين صلاحيات تؤهلهم لمحاسبة اعضاء الحكومة ورئيس الوزراء كما هو حاصل في الكويت.
وإلى تفاصيل الحوار:

bull; ما الهدف من الزيارة؟
- بين الحين والآخر يشعر الفرد منا انه في حاجة الى التواصل مع أهله والاقتراب منهم اكثر، هذه الحالة تنطبق علي الآن فأنا كنت في حاجة الى زيارة اهلي في الكويت والالتقاء معهم من اجل التواصل.
bull; ولكن يشاع ان سبب زيارتك في هذا التوقيت جاء لحشد التأييد لمرشحي جمعية الوفاق الوطني الاسلامية البحرينية؟
- لا، لسنا في حاجة الى دعم خاص، فنحن اعضاء الجمعية نعتبر اهل الكويت كافة اخوانا لنا لا نفرق بين تيار او فئة فالكل لدينا سواسية.
bull; قبل الخوض في مسألة الانتخابات، لا بد من الخوض في الاحداث الاخيرة التي شهدتها مملكة البحرين الشقيقة، وتمثلت في محاولة لقلب نظام الحكم من قبل تنظيم سري، ترى ما السبب الذي دفع بهؤلاء الاشخاص الى القيام او التفكير بمثل هذا الامر؟
- قبل الخوض في تفاصيل هذا الموضوع يجب ان يعرف الجميع كما نعرف نحن ان هؤلاء الاشخاص الذين تم اعتقالهم لا توجد بينهم قواسم فكرية مشتركة او روابط متصلة، وبعضهم يعيش حالة عمل مستقل، هذا فضلا عن ان الفكر السياسي لدى هؤلاء الاشخاص مختلف من شخص الى آخر، لذلك فإن وضعهم تحت مسمى laquo;تنظيم سريraquo; امر كان غير مصدق، هؤلاء الاشخاص ليس لديهم اي مخططات او برامج لتغيير النظام، انهم لا يمتلكون قطعة سلاح وليس لديهم حتى سكين، فكيف كانوا ينوون تغيير او قلب النظام، وأنا أؤكد هنا ان هؤلاء ما هم الا أناس عاديون جدا ولا يتمتعون بأي نفوذ في الدولة، وكان يمكن ان توجه الى البعض منهم تهمة laquo;الخطاب العاليraquo; بمعنى انه كان يمكن للحكومة البحرينية ان تقول لهؤلاء ان خطابكم السياسي غير مقبول ويمس بعض الرموز، وبالتالي سيكون لنا الحق في معاقبتكم ان لم تكفوا عن هذا الخطاب، عندها كان من الممكن القبول بهذا الموضوع.
bull; إذاً لماذا قام جهاز الامن الوطني باعتقالهم؟
- لا ادري، هؤلاء الاشخاص يمارسون نشاطهم بشكل علني وفي اماكن علنية وجميع لقاءاتهم كانت تعقد في مجالس مكشوفة ومرصودة، هذه الطريقة العلنية لا يمكن لها ان تغير نظام حكم في اي دولة، هؤلاء الاشخاص لا يمكنهم حتى تغيير نظام جمعية صغيرة.
bull; البعض اتهم هؤلاء الاشخاص او كما اطلق عليهم laquo;التنظيم السريraquo; بوجود علاقة تربطهم بأطراف خارجية، ما صحة هذا الاتهام؟
- في الاصل وكما ذكرت انه لا يوجد تنظيم سري، هؤلاء الاشخاص ما هم الا مجموعة كانت تعمل بشكل علني، ربما كانوا مزعجين للنظام وربما يوجد في حقهم بعض الاخطاء لكن ليس من المقبول ان نصف هؤلاء الاشخاص على صدر الصحف بأنهم laquo;تنظيم سريraquo; كان يحاول قلب نظام الحكم، هذا برنامج مختلف تماما ولا يمكن ان يفكروا به اطلاقا، فهم يعرفون ان نظام الحكم في مملكة البحرين نظام مستقر ولا يوجد احد في البحرين يفكر في تغييره، اما فكرة ارتباط هؤلاء الاشخاص بالخارج فهي ليس لها اساس من الواقع والصحة، صحيح كان بعضهم يزور بعض الدول مثل لندن ويلتقون بمنظمات حقوقية وصحافية في الخارج في حدود وأطر معينة وبشكل علني، أما مقولة ارتباطهم بالخارج ووجود علاقة ونوع من النشاط الدولي يقف خلفهم فلا اعتقد ذلك لأن هؤلاء يرفضون ان يكونوا عملاء لأي بلد آخر.
bull; ولكن البعض اتهم ايران بوقوفها خلف ما يقال عن laquo;التنظيم السريraquo;؟
- هذا الاتهام غير صحيح، والدليل ان البحرين نفت قبل ثلاثة أيام على لسان أحد مسؤوليها في مقابلة اجراها مع صحيفة laquo;الحياةraquo; وجود أي علاقة تربط هؤلاء الأشخاص بإيران.
bull; لماذا مع كل مشكلة داخلية تواجهها أي دولة خليجية أو عربية مجاورة للجمهورية الإسلامية الايرانية يتم على الفور تحميل المشكلة لإيران؟
- هذه المرة اسقطت البحرين الشماعة الإيرانية ونفت ان تكون لها علاقة بهؤلاء الأشخاص، ودائما كما ذكرت في السؤال، يتكرر هذا المشهد عند اي مشكلة أو أزمة داخلية في اي بلد، ربما يكون هذا نوعا من التكتيك السياسي الهدف منه تخفيف صورة الاختلاف والاحتقان الداخلي من خلال تحميل جزء من الازمة او الازمة برمتها لطرف خارجي، وعلى سبيل المثال نحن في البحرين عايشنا مثل هذه التجارب، ففي فترة الخمسينات عندما كانت الحركات الداخلية تطالب بمشاركة شعبية تم تحميل النظام الناصري مسؤولية هذا الأمر، وبعد ذلك بفترة تم تحميل نظام البعث المسؤولية، ومن ثم النظام اليمني الجنوبي عندما كان يشجع على تغيير أنظمة الحكم في الدول العربية وفي فترة من الفترات تم اتهام الحركة البحرينية بانهاء وراء الانتقادات الداخلية لارتباطها ببريطانيا، الفكرة التي اريد الوصول اليها انه كما واجهتنا مشكلة داخلية نفشل في حلها يعتقد البعض ان من المناسب اطلاق مثل هذه التهم جزافا، ووصف الحراك الداخلي بانه ليس حراكا وطنيا وانما هو مدفوع من الخارج.
وعودة الى السؤال المتعلق باتهام ايران ووقوفها خلف كل ازمة او مشكلة داخلية، اقول ان هذا الامر ربما يعود الى ظهور ايران في العقدين الاخيرين كدولة جديدة ونظام حديث في المنطقة وعلى الساحة الاقليمية جعلها محل اتهام، ولكن حتى لو نظرنا الى هذا الموضوع لوجدنا ان هناك اتهامات كانت توجه الى ايران ايام حكم الشاه، بوقوفها وراء بعض الازمات والمشاكل الداخلية في بعض البلدان العربية، هذا ليس جديدا في كثير من البلدان عندما تفلت فيها الامور يتم القاء اسبابها على إيران.
والشيء الغريب هنا ان دائما عندما تجد حوارا داخليا ينجح في حل المشكلة تختفي على الفور اتهامات الارتباط بالخارج، ومثال على ذلك الحراك الحاصل حاليا في اليمن الجنوبي، الذي يتم ربطه بجهات خارجية وسيقولون انه مدعوم من قوى اجنبية خارجية، وسيقال عنه كما قيل في السابق عندما حدث حراك في اليمن الشمالي وتم ربطه بجهات خارجية.
bull; اذا كيف يمكن من وجهة نظرك معالجة هذه المعضلة وعدم تحميل الاطراف الخارجية مسؤولية ارتباطها بالازمات الداخلية؟
- نحن بحاجة اولا الى فهم بعضنا البعض من خلال التحاور والمناقشة الهادفة التي يمكن ان تقودنا في النهاية الى الوصول والتوافق على بدايات الحلول او انصافها، الى ان نتمكن من ايجاد حل لاي مشكلة او ازمة داخلية تواجهنا، هذا هو الطريق الواقعي لمعالجة اي مشكلة من شأنها ان تحدث في اي بلد.
bull; هناك الكثير من الاطراف في البحرين قالت ان هذا التنظيم مرتبط بعلاقات خارجية وفي المقابل قمت انت باتهام جهاز الأمن الوطني بخلق هذه المشكلة، على أي اساس بنيت اتهامك؟
- الكل يعلم ان جهاز الأمن الوطني هو الذي تصدى لحملة الاعتقالات وهو الذي تصدي ايضا لعملية التصاريح الاعلامية، وللاسف هذا الجهاز يفكر بطريقة امنية فقط، ولا يأخذ في اعتباره بعض النواحي الاخرى كادراج الواقع السياسي وتطوراته واحتياجاته لا احد يستطيع القول ان الامن غير مطلوب على العكس الامن مطلوب جدا وضروري، ولكن يجب الا تعطي لرجال الامن مسؤولية تحديد القرارات السياسية، ودائما يربط هؤلاء الامنيون بين واجبهم وحتمية تضييق الحريات بحجة وجود متطلبات امنية تستدعي ذلك.
وانا اعتبر ان هذا الامر laquo;مزلقraquo; سيأخذ السياسيين تجاه الهاوية لكي يتنازلوا عن البناء الذي احدثوه والتطور لصالح هذه العقلية الامنية ومتطلباتها التي لا تنتهي، ومن السلبيات التي يمكن ملاحظتها على هذا الجهاز الذي اعيد تشكيله قبل سنتين تدخله وتعقيده لبعض الامور الداخلية، حيث نجده احيانا يقوم بتعقيد عملية توظيف بعض الاشخاص في المؤسسات الرسمية بحجة ان هذا الشخص المتقدم لشغل وظيفة معينة غير مناسب لها، هذا فضلا عن تعقيدات اجراءات سفر الكثيرين من اهل البحرين الى الدول الاخرى، وعندما تسأل عن مصدر هذه المعلومات وتبحث من الجهة التي صدرتها تجد ان من يقف وراءها في النهاية هو جهاز الأمن الوطني، فهذه العقلية الأمنية لو اخذت مساحة اكبر مما تستحق، فان الامور ستنعكس سلبا على الاوضاع الداخلية.
bull; هل عملية منعك من دخول الكويت في فترة سابقة كانت ايضا بناء على تعليمات اصدرها جهاز الامن الوطني البحريني الى نظيره الكويتي؟
- يمكن القول بذلك.
bull; ولكن اين دور الجمعيات السياسية الفاعلة على الساحة من هذا الامر وتركها المجال امام الاجهزة الامنية للتدخل في اختصاصات غيرها؟
- الجمعيات السياسية نشطة بالفعل، وحاولت في وقت مبكر التصدي لهذا النوع من التدهور، وكانت دائما تدعو الى عدم تغليب اللغة الامنية على سائر الامور الاخرى واهمية تغليب التنافس السياسي وافساح المجال امامه، وأحب ان اشير
هنا الى بيان اصدرته 6 جمعيات سياسية دعت فيه الى تغليب لغة الحوار وعدم التوسع في الاجراءات الامنية، وقالت فيه ايضا laquo;اذا كان لابد من الاعتقال تحت اي ظرف من الظروف، فلابد هنا من احترام حقوق المعتقلينraquo;. وبعد هذا البيان طلبت لقاء جلالة الملك لعرض موضوع البيان عليه، هناك محاولات ان تطلق مبادرة هنا او هناك من اجل سحب البساط من تحت اقدام الاجهزة الامنية لصالح الحركات السياسية.
bull; وهل حدث لقاء بينكم وبين جلالة الملك؟
- لا، تم تحويل الطلب الى وزير العدل بصفته المسؤول عن نشاط الجمعيات السياسية، ولكن هذه الجمعيات ارتأت انها لن تستطيع ان تصل الى نتيجة مع وزير العدل وطلبنا لقاء جلالة الملك مازال قائما، صحيح ان الانتخابات حاليا اخذت جهد وتركيز عدد كبير من الجمعيات، ولكن فكرتها في المبادرة والحل السياسي واللقاء من اجل تدارس الامور وايجاد حلول لها مازالت قائمة وفي ديدن نشاطها.
bull; عودة الى ملف الانتخابات البرلمانية البحرينية ترى ما السبب الذي جعلك تفضل عدم خوض المنافسة في هذه الجولة او بالاحرى اعتزالك العمل البرلماني؟
- الفكرة جاءت لكسر المقولة laquo;من المهد الى اللحدraquo; او laquo;من الكرسي الى القبرraquo; بالنسبة لي خدمت من موقعي كنائب لمدة اربع سنوات وقمت بتأدية ما هو مطلوب مني والان جاء دور الدماء الشابة في تبوؤ هذه المناصب، فكان لابد من افساح المجال امام الشباب واعضاء كتلة الوفاق حتى تكون هناك ديناميكية في العمل السياسي.
bull; يعد ملف التجنيس احد الملفات الخطيرة التي تتعامل معها حكومات الدول بكثير من الدقة، خصوصا في دول الخليج، حول هذا الموضوع وجهت في فترة سابقة انتقادات لبعض المسؤولين عن ملف الجنسية البحرينية، ما السبب الذي جعلك توجه مثل هذا الاتهام؟
- اولا وقبل الحديث في هذا الموضوع الشائك لابد ان نؤمن بان فكرة الاستقواء بالخارج سواء من المعارضة او النظام فكرة فاشلة، على العكس فكرة الحوار الداخلي المنفتح من مكونات المجتمع التي من شأنها ان تأتي بنتائج ايجابية، انا تطرقت الى هذه النقطة تحديدا حتى اتخذتها مدخلا للحديث عن مشروع التجنيس البحريني الذي يأتي خلاف هذه الفكرة حيث يتم منح الجنسية اما بداعي الحفاظ على الامن واما لكسب الانتخابات او غيرها من الاهداف، اعتقد انني في غنى عن هذا النوع من التجنيس، بحيث لو صرفنا نصف هذه المبالغ التي يتكلفها مشروع التجنيس على الخدمات الاسكانية والتعليمية والصحية وتوظيف العاطلين عن العمل فانه افضل بمراحل.
مشروع التجنيس البحريني اوجد خللا اجتماعيا في البلد، وزادت حدة النزاعات بين حديثي التجنيس والمواطنين باختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، هذا التجنيس اوجد نوعا من الاختراق الامني بعدما تم تجنيس عناصر من باكستان، تصور ان المنطقة الواقعة بين باكستان وافغانستان يوجد فيها تجنيس بحريني، ماذا تتوقع من هذه العناصر بعد منحها الجنسية؟ من المؤكد انه سيكون هناك انفلات امني.
bull; هل تقصد ان التجنيس في البحرين لا يتم بناء على ضوابط ومعايير محددة يتم بموجبها منح الجنسية لمن يستحقها؟
- نحن لا نتحدث عن الاشخاص الذين تنطبق عليهم شروط التجنيس، هؤلاء مرحب بهم، ولكن المشكلة تكمن في عملية التجنيس السياسي الذي يتم خارج اطار القانون ودون مراعاة الشروط والضوابط، فالحاصل حاليا هو ان هناك من يحصل على الجنسية البحرينية قبل وصوله البحرين، هذا هو التجنيس المرفوض الذي نتحدث عنه، اما الشخص الذي يحصل على الجنسية وفق الضوابط المتعارف عليها فسيكون على laquo;عينا ورأسناraquo; من فوق لانه سيصبح جزءا من نسيج ومكونات المجتمع البحريني، هذا النوع من التجنيس العشوائي اوجد في الاونة الاخيرة ارباكا اجتماعيا وتخللته اختراقات امنية، واصبحت للمجنسين على هذا الاساس علاقات بخلايا اخرى، حتى ان بعض هذه الخلايا نشطت في الكويت في فترة سابقة وشكلت تهديدا على الامن الداخلي، هناك عناصر تابعة لنظام البعث العراقي السابق تم منحها الجنسية البحرينية.
bull; بصفتكم تمثلون رأي الاعتدال السياسي والعقائدي ما رأيكم في التصريحات التي اطلقها ياسر الحبيب وتعرض فيها الى ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها؟
- ما صرح به ياسر الحبيب لا يعبر به الا عن نفسه وهو محل استنكار ولكن التفاعل الزائد مع تصريح سياسي او مذهبي شاذ وابرازه بصورة ما او بأخرى، يمكن صاحب التصريح من تحقيق ما كان ينشده من اهداف هذا الشذوذ واخذ مساحة من تفكير المجتمع لا يستحقها، ولله الحمد فإن الكويت تتميز بقوة الروابط الاجتماعية ما جعلها متماسكة ضد هذا النوع من الشذوذ.
واحب ان الفت هنا الى نقطة غاية في الاهمية، انه لا يجب تعميم قول فردي على اتباع مذهب هذا الشخص، وانما يجب النظر الى منهج ورأي المراكز العلمية الرصينة في مثل هذه المواضيع، وبهذا اقول يجب ان تعالج مثل هذه النوعيات من الشذوذ في حدودها ولا يجب اعطاؤها حجما اكبر مما تستحق، واطلب من المراكز الرئيسية في كل مذهب ان تبادر وتفضح بنفسها هذا النوع من الشذوذ والتعبير عن رفضها واستنكارها له.
bull; هل تعتقد ان للحالة السياسية والصراع السياسي تأثيرا وانعكاسا على الحالة الاسلامية في المنطقة؟
- انا اعتقد بوجود هذا التأثير، فالصراع السياسي يدخل في الحالة الاسلامية، وغالبا يتم تجبيره لمصالح سياسية بين دول معنية وليس لمصالح مذهبية كما هو معتقد وهذا لا يعني ان هذا النوع يمنع ظهور التعصب الديني، ولكن في الغالب، خصوصا في السنوات الاخيرة اصبحت السياسة هي التي توظف المذاهب والمصالح الدينية لمصالحها، لذا اقول واردد دائما انه يجب ان تكون هناك حالة من الحوار والتواصل وتوسعتها بمختلف الوسائل وليس فقط عبر الندوات، دائما مطلوب ان تخلق مؤسسات دينية مشتركة تتقبل الحوار والنقاش وتلتقي في نقاط القواسم المشتركة وتبتعد عن نقاط الخلاف، خصوصا وان النسبة المتفق عليها تتجاوز 90 في المئة، لماذا لا يتم انشاء مؤسسة تعنى بالقرآن الكريم وعلومه، فالكل يجمع على انه لا يوجد خلاف حول علوم القرآن وتفسيره، وانا هنا لا اتحدث عن السنة والشيعة فقط، وانما اتحدث ايضا عن الاباضية والزيدية والمذاهب التي اعتبرتها وثيقة مكة قبل 5 سنوات مذاهب اسلامية يجوز التعبد بها، هذه الوثيقة تعتبر نقلة مهمة جدا ولكن للاسف لم يتم تسليط الضوء عليها بالقدر الكافي رغم اهميتها.
bull; لو طلبنا منك عقد مقارنة بين العمل البرلماني الكويتي ونظيره البحريني فماذا تقول؟
- في عام 1973 قمنا باستنساخ التجربة البرلمانية الكويتية قبل ان تتعطل وتعود في 2001 لو كنت تقصد هذه الفترة ويمكنني القول ان العمل متطابق.
bull; اقصد عقد مقارنة حالية؟
- في 2002 اختلفت التجربة في وجوه عدة، صار لدينا نظام المجلسين اما في الكويت فبقي الموضوع على ما هو عليه laquo;نظام المجلس الواحدraquo;.
التجربة الكويتية تتمتع بمشاركة شعبية حقيقية، بحيث نجد ان الـ 50 عضوا يمتلكون صلاحيات كثيرة وليس عليهم يد عليا على الرغم من مشاركة الوزراء في بعض القرارات التي يتم التصويت عليها، اما في البحرين فهناك مجلس منتخب من 40 عضوا يمارس العملية التشريعية والرقابية، ومجلس آخر معين مجموع اعضائه يساوي اعضاء المجلس المنتخب اي 40 عضوا، وهو ايضا يمارس العملية التشريعية والرقابية، ولكن صلاحياته هي الاكثر وله اليد العليا مقارنة بالمجلس المنتخب، هذا شيء اما الشيء الآخر فان امكانية توجيه سؤال الى رئيس الوزراء الكويتي واستجوابه امر متــــــاح، اما فــــي البحرين فان ســــؤال رئيــــــــــس الـــوزراء امر غيــــر مـــتــــاح فضــــلا عـــــن الاستجواب.