أسماء المحمد
ليس مستغربا تعبير الولايات المتحدة للسعودية عن امتنانها للمساعدة التي قدمتها وتتعلق بتمرير معلومات تهديد أمني، الدعم وتبادل المعلومات يعني وقوف العالم صفا واحدا ضد تهديده من ثلة معاتيه يعتقدون أنهم فوق سلطة وأمن المجتمع الدولي وإرادة الحياة وضد من يصور لهم خيالهم المريض أنهم بكمية متفجرات بإمكانهم تهديد العالم!
يهمني من هذه الحادثة أن بلادي برجالها المخلصين وجنودها البواسل المجهولين تقدم خبراتها وتجاربها للجار، والحليف البعيد، وأننا بخير ما دامت يقظة رجال الأمن ومن كافة القطاعات تحيط بنا وتفدينا بالأرواح، يصعب تثمين جهود وزارة الداخلية والقطاعات الأخرى الداعمة لمكافحة الإرهاب.. والواجب هنا توجيه بطاقة تهنئة لخادم الحرمين الشريفين ولكل عين ساهرة على أمن الوطن الذي لا يمكن فصله عن أمن المجتمع الدولي والإنسان فوق أي أرض وتحت أي سماء.
من جانب آخر أعتقد أنه لا يوجد عملية كشف عن خلايا جديدة في السعودية (خاصة) إلا ويكون قبلها في سلسلة حلقات مكافحة الإرهاب (عالميا) مقدمات مهمة، وبعدها بالضرورة سيتخذ الطرف الأكثر عتها موقفا أشد غباء من مواقفه السابقة كما تكشف لنا حادثة الطردين!
ماذا يعني تكرار نفس أسلوب تمرير المتفجرات مع اختلافات بسيطة..؟ إلى جانب الغباء وجنون العظمة وتصور أن العالم غافل عنهم وإن اعتبرت طرق وأساليب الكشف الذكية عن المتفجرات تمثل عبقرية الجهات والفرق القائمة على فضح laquo;أعداء العالم والإنسانraquo; إلا أن ما يقدمه كل إرهابي مهما كان جنسه للبشرية من محاولات تدمير يصعب تصنيفها ضمن تصنيفات الذكاء المعروفة.
اليوم وفي طائرات عابرة للأجواء توضع المتفجرات هكذا ببساطة تصل بهم قلة الحيلة أن تطال فكرة التفجير والانتقام الموجه إلى العالم وبعشوائية لتغذية شهوة الدم ونشوة الإحساس بالفوقية واستعراض قدرات ينتج عنها شعورنا بشفقة تمتزج بالاشمئزاز منهم، يرتفع منسوب الذكاء الإجرامي على صعيد أسلوب زرع المتفجرات ويتدنى ويهوي على مستوى أسلوب التنفيذ!!
على امتداد التاريخ تعرضت البشرية لكوارث طبيعية وأوبئة وحروب وفظائع أعتقد أن مصيبتنا فيها مهما كانت لا تقارن بوقع الغباء البشري عندما يستفحل إلى حالة عته مزمنة، الطرد المرسل إلى الولايات المتحدة يحوي مادة تـــريـــنــيـــتـــرات بــنــتــيــريـــثـــريـــتـــول المتفجرة، وحسب بيان شرطة دبي كان معدا بطريقة متقنة بإيصال دائرة كهربائية مغلقة بشريحة هاتف محمول أخفيت داخل الطابعة، هذا ذكاء نسبي. الغباء يكمن في أنها ثاني محاولة فاشلة صممت بنفس الطريقة في ديسمبر الماضي وتم إحباط محاولة تفجير طائرة فوق أراضي الولايات المتحدة!!
التعليقات