هاشم عبده هاشم

**نحن لا نبحث عن دور .. وإنما نتحمل مسؤولية

** وفارق كبير بين من quot; يتسولquot; أدواراً .. هو ليس في مستواها.. وليست له القدرة على الاضطلاع بها .. وإنما هو حريص فقط على أن يقول للآخرين على الدوام quot;هأنذا quot; وبين من يتحمل مسؤولية ويتصدى للقيام بها بكل مسؤولية .. وباقتدار وبأهلية .

** هذا الفارق من الوضوح بدرجة كبيرة في المشهد السياسي للأوضاع التي تحياها المنطقة .. وتعيشها الشعوب ولا تغيب عن فطنة quot;الصفوة quot; وملاحظتهم لها ..

** والمملكة العربية السعودية .. لم تكن في يوم من الأيام بحاجة إلى من يشيد بجهودها .. أو يتحدث عن مبادراتها .. لأنها لم تقم بما قامت به ليقال بأنها فعلت كذا .. وصنعت كذا وحققت كذا وكذا .. وإنما هي قامت بكل ما قامت به عن إيمان .. وبدوافع الحرص على هذه الأمة .. وتأمين المظلة الواقية لها من أخطار حقيقية تحدق بأمتها .. وتفرض على جميع أبنائها دفع جميع الشرور عنها وذلك بتسخير علاقاتها المتميزة بدول العالم .. وتأثيرها المباشر في اقتصاداتها ومصالحها وتداخلها الشديد مع هيئاته ومؤسساته لخدمة قضايا الأمة والدفاع عن هذا العالم .. وضمان تماسكه ووقوف دوله موحدة أمام تلك الأخطار المحيطة بها ..

** فالمملكة لم تكن رقماً صغيراً في هذا الإقليم .. حتى تبحث عن دور تنال به مكانة مستحقة ..

** كما أنها لا تعاني من أي شعور بالنقص .. أو العزلة .. أو الخجل .. فهي تقوم على أسس وثوابت ومقومات تاريخية وروحية وثقافية وحضارية وإنسانية تؤهلها لأن تكون واجهة مشرفة للأعمال الطليعية التي تسهم في صنع الأمن والاستقرار في العالم وتشيع في مجتمعات الدنيا كل معاني الخير والمحبة والوئام .. وتكرس مبادئ العدل .. وترسخ قواعد الاعتدال في الأرض.

** من هذا المنطلق يجب فهم الأبعاد الأخلاقية والسياسية والنفسية التي دفعت المملكة إلى طرح مبادرتها الأخوية لدعوة قادة العراق وواجهاته السياسية وفعالياته للمجيء للرياض .. والجلوس إلى بعضهم البعض .. وتسوية خلافاتهم بروح الأخوة والمسؤولية .. والاتفاق على إخراج العراق من حالة الفراغ السياسي الناشئة عن تأخر تشكيل الوزارة وتحديد من سيكون رئيس هذه الوزارة .. وكذلك رئيس الجمهورية .. ورئيس البرلمان في المرحلة القادمة ..

** وكم سنكون سعداء لو أن القادة العراقيين جعلوا من لقاء المحبة في الرياض quot;طائف جديداًquot; ودخلوا في مرحلة تصافٍ وتعاون وتفاهم هدفها الأول والأخير حماية وحدة العراق .. وضمان تماسكه واستقراره .. واستعادته لدوره في المنطقة العربية بكل اقتدار ..

** وكم سنكون أشد سعادة لو أن لقاء الرياض كان بداية حقيقية لتعزيز الوحدة الوطنية العراقية بعيداً عن الطائفية .. والمذهبية .. والمحاصصة.. وقامت على الإثر حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها جميع أطياف العراق وفعالياته وارتفعت أيدي الجميع متضامنة .. ومجسدة للأخوة العراقية الصحيحة والمنشودة ..

** بل إننا سنكون أكثر سعادة لو أن الجميع عادوا إلى بلدهم بعد التوصل إلى اتفاق تاريخي يُجمع فيه الكل على تأمين وحدة العراق وسلامة أراضيه .. وترسيخ قواعد هويته الوطنية العربية .. باعتباره واجهة حضارية تجسد معنى التنوع والتكامل والتناغم الرفيع في بلد الرافدين

** تلك هي رسالتنا إلى الجميع .. ودافعنا إلى الدعوة للكل للمجيء إلى عاصمة الحب والوئام والتفاهم

** فمن دعا العالم كله إلى quot;التعايشquot; وquot;التقاربquot; رغم تفاوت ثقافات الشعوب ..ورؤاها .. ومواقفها ..فإنه ليس غريباً عليه أن يدعو أشقاءه .. وأبناء أمته للالتفاف حول مصير بلدهم .. وتاريخهم .. ومستقبل أجيالهم ..

** وليس علينا بعد ذلك أن نستمع إلى من لا يريدون الخير للعراق .. ويسعون إلى عدم استقراره ..لأن الأمانة والمسؤولية تفرضان على عقلاء الأمة عدم الالتفات إلى من يعطلون مسيرتها المباركة لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار والسلامة ..لأنفسهم ولغيرهم..

***

ضمير مستتر :

**(مهما نقنقت الضفادع .. وتحركت في المستنقعات التي تعيش فيها..فإنها لن تستطيع أن تعكر سوى المياه الراكدة والمسمومة التي تعيش فيها)!!