عبدالله زمان
منذ الثمانينات وإلى أعوام قصيرة مرت، كانت العلاقات الكويتية - العراقية ملتهبة شعبياً. ففي فترة حكم طاغية العراق، كان نصيب الكويتيين الشيعة من تداعيات تلك العلاقة مليئة بالأشواك السامة والمؤامرات التي كان يحيكها النظام الصدامي ضد ليس الشيعة بالكويت فقط، بل في كل المنطقة في سبيل تدعيم حملته الإعلامية التي صاحبت حربه الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. حتى مرت العلاقة الكويتية - العراقية في منعطف خطير آخر وهو ما قبل الغزو الصدامي للكويت، حينما رفع النظام الحاكم رايات التهديد والوعيد لمن يتآمر على مقدرات العراق على حد زعم الحكم الصدامي الفاشي، وهو ما ترتب عنه غزو عسكري على الكويت. حتى وصلنا لمرحلة ما بعد سقوط النظام العراقي، لتسارع الكويت بتقديم الدعم الكامل للديموقراطية العراقية وهذا الوليد الجديد في المنطقة، بل قدمت الكويت في سبيل استقرار الدولة الجارة ما لم تقدمه أي دولة أخرى.
اليوم، وهذا العراق يتمتع بحكم ديموقراطي فريد من نوعه في المنطقة. وحينما أقول فريدة، فهي لا تشبه أي ديموقراطية في العالم تماماً كما ديموقراطيتنا التي لا تشبه أي تجربة عالمية أخرى.
أتذكر مقولة لوزير الخارجية الدكتور محمد الصباح مفادها بأن الكويت تعتمد سياسة درء المخاطر أولى من جلب المكاسب. ومن هنا، فإن استقرار العراق والدول المجاورة يعتبر من مسلمات السياسة الكويتية. ومن خلال هذه النتيجة، أعتقد بأن تطوير العلاقات بيننا وبين العراق أصبح من الضروريات الملحة للشعبين المتجاورين أيضاً. وفي ما يلي مقترحات لتنفيذ عملية التطوير في العلاقات السياسية الرسمية والديبلوماسية الشعبية بين البلدين:
bull; زيادة الاستثمارات الكويتية في العراق والشراكة الحقيقة في مشاريع البنية التحتية للدولة.
bull; استعاضة مبالغ التعويضات الناتجة عن الغزو الصدامي بمشاريع استراتيجية تقيمها الكويت على الأراضي العراقية في سبيل تنفيع البلدين اقتصادياً على مبدأ تبادل المصالح وخلق فرص عمل للعراقيين والكوتيين معاً وما يترتب على ذلك من احتكاك إيجابي بين الشعبين.
bull; إقامة علاقات واتفاقيات أمنية مشتركة مع العراق وأخذ مبادرة التدريب العسكري للعراقيين على أيدي الجيش الكويتي.
bull; الرعاية الرسمية من قبل الطرفين للديبلوماسية الشعبية وتبادل الوفود الإعلامية والثقافية والمتخصصة والفنية في زيارات متبادلة بين البلدين، وما أكثر المنتديات والأنشطة الثقافية والفكرية والأدبية بالعراق التي نحن في حاجة لزيارتها.
لعل في النقاط السابقة تفصيل أدق، وهي مقترحات في حاجة لشرح مفصل عن كيفية التنفيذ وبلوغ المنافع الراجعة على الشعبين المتجاورين. إلاّ أنني أكتفي بذكر النقاط بشكل عام وموجز حتى ندع المجال للعصف الذهني بأن يفعل مفاعيله الإيجابية في مثل هذه المقترحات.
جمعني والسفير العراقي السيد محمد حسين بحر العلوم حديث حول الديموقراطية في العراق. وعلى ضوء هذا الموضوع، قال سعادة السفير بأن الديموقراطية العراقية وليدة العام 2003 وهي فريدة من نوعها، ومن جملة ما ذكره من معالم لهذه الديموقراطية، قال إن الحالة المرجعية الرشيدة لآية الله السيد علي السيستاني، دام ظله، تعتبر حالة داعمة للعملية برمتها، وهي صمام الأمان الذي يستتب العمل الديموقراطي به على أرض الواقع.
ومنّا إلى المعنيين في البلدين لدراسة هذه المقترحات.
التعليقات