مبارك محمد الهاجري
أعلن 27 نائباً في بيان شجاع رفضهم المطلق لتنقيح الدستور، أو المساس به بأي شكل كان، ولم يكد أن ينتهي هؤلاء الشجعان من بيانهم، حتى قامت قيامة التحريضيين، وأعداء الدستور في مناحة انبطاحية كشفت عن حقيقة توجهاتهم، التي لم يكن لها دور وطني قط سوى الردح والمدح لمؤيدي التنقيح، ليس حباً في المزيد من الحريات، وإنما طمعاً في تحقيق أحلامها القديمة، لفرملة الديموقراطية، والرأي الآخر، والتضييق عليها ما استطاعت!
لم يكفر الـ 27 نائبا حين طالبوا بمنع التنقيح، ولم يعلنوا انضمامهم لتنظيم laquo;القاعدةraquo; حتى يوصموا من قبل بعض الأقلام المأجورة بالتأزيميين، ونعوت، هم أكرم وأرفع مكاناً من قائليها، ممن اعتادوا أن يقتاتوا لتأمين لقمة عيشهم المليئة بالشبهات، وخيانة الأمانة، وانتهاك الدستور، وقوانين الدولة!
ليمضي نواب الأمة الـ 27 الشرفاء قدماً، وعليهم ألا يلتفتوا لنعيق الغربان، ومن تبعهم، ممن يتحينون الفرص للانقضاض على شريان حياتنا وتاج رؤوسنا، الدستور، والذي لولاه لأصبحنا لقمة سائغة ينالها كل كاذب، وهابط، وسارق، ولكن... هيهات هيهات، دون الدستور رجال عاهدوا الله على الحفاظ على كل مادة، وقانون، أقره الآباء المؤسسون، ونقول لمن جند نفسه من نواب التنقيح والانبطاح، إن ذاكرة التاريخ حية ما دامت الحياة على الأرض، والأيام دول، ولك فيما مضى عبرة لعلك تعود إلى رشدك، وتترك عنترياتك الفارغة، والتي قد تكون مادة تتندر بها الأجيال القادمة!
*
كلمة الحق تجارة لا تبور، وبها عاشت الأمم والحضارات، وما يحدث اليوم هنا، معركة بين الحق والباطل، فإما انتصار للحق، وإما فزعة للباطل، ولا بد للباطل أن يزهق طال الزمان أم قصر، فتلك هي سنة الحياة، وما يحز في النفوس، أن هناك من نواب الأمة من أقسم، وتحت قبة البرلمان بالذود عن الدستور، ومصالح الأمة، وإذا به يضرب بهما عرض الحائط في أول اختبار حقيقي، وجاد، اختبار لا يحتمل القسمة على اثنين!
فهل هذا ما يعول عليه الناخب، خيانة القسم، والاستهانة بمصالح البلاد والعباد، لأجل منافع شخصية، ودنيوية، هكذا... هانت عليك يا نائب أصوات الآلاف ممن وضعوا كامل ثقتهم بحضرة جنابك، اعتقاداً منهم بأهليتك، وقدرتك على صون الدستور ومواده من العبث، فإذا بك أول من يؤيد العبث به، فأصبحت بموقفك هذا، ملكياً أكثر من الملك!
في هذا الأسبوع تحديداً سيتبين الخيط الأبيض من الأسود، وفيه تتضح معادن الرجال، فاختر ما شئت من مواقف، فمصيرك بين يديك!
- آخر تحديث :
التعليقات