بيروت: حسن عبدالله

تتناقل شخصيات سياسية في الأكثرية والمعارضة مؤشرات عن قرب صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد رأس السنة الميلادية على أبعد تقدير، فيما تسارعت الاتصالات والمشاورات بين كبار المسؤولين اللبنانيين مع العواصم الإقليمية المعنية بمساعي تسوية الأزمة الحالية، وينشط مندوبون من كافة الأطراف على خطوط عديدة ومع المراجع الرسمية توصلا لإيجاد مخرج لأزمة ملف شهود الزور، وبالتالي المحكمة من خلال مجلس الوزراء.
وتشير مصادر مواكبة لأجواء الحكومة إلى أن جلسة مجلس الوزراء، ما زالت قائمة في موعدها غدا، وأن هناك مفاوضات حول مصيرها، مشيرة إلى أن أي توافق لم يحصل حتى الآن حول شهود الزور، فيما أوضح المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، النائب علي حسن خليل، بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري، أنه لمس أجواء إيجابية للانطلاق نحو التفاهم، لافتا إلى أنه ما زال هناك وقت للاتفاق حول ملف شهود الزور. وقد أجرى خليل مشاورات مع رئيس الجمهورية في السياق نفسه.
وبالتزامن مع التهديدات التي يطلقها حزب الله بتغيير مسار الأمور في لبنان في حال صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية قالت شخصية مقربة من الحزب لـquot; الوطنquot; إن حزب الله معني بالاستقرار في لبنان وهو لن يقدم على أي خطوات من شأنها هز الاستقرار الأمني. وأضافت أن ذلك لا يعني أن الأمور لن تتغير في حال لم تتخذ الأكثرية وخصوصا رئيس الحكومة موقفا يطوق القرار الظني، وستكون التبعات على قدر كبير من الأهمية والجذرية. وأكدت الشخصية المقربة من حزب الله أن قيادة الحزب والمعارضة بشكل عام ما زالت بانتظار تصاعد الدخان الأبيض من المسعى السعودي السوري، وهي باتت تراهن عليه كخطوة أخيرة في إطار ابتداع حل للأزمة القائمة.
وعلى الرغم من هذه التطمينات، دعا رئيس كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; النائب محمد رعد quot;الطرف الآخر إلى أن يعيد حساباته ويراجع خياراته، لأن البلد أيضا سيتعرض للإساءة وسيهتز وضعهquot;، فيما اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع أنَّ quot;حزب الله وحلفاءه مصرّون على مقاطعة مجلس الوزراء ما لم تأخذ الحكومة تدبيراً قضائياً معيناً يحدّ من صلاحيات المحكمة الدوليةquot;، مشيراً إلى أنَّ quot;قرار تحويل ما يُسمّونه quot;ملف شهود الزورquot; إلى المجلس العدلي اللبناني هو تطويق لعمل هذه المحكمة في الواقعquot;.
وفي موقف يشير إلى الخوف من التغييرات المقبلة، وصف البطريرك الماروني نصر الله صفير وضع البلد بـquot;المحزنquot; نظراً للتجاذبات الحاصلة بين الفرقاء السياسيين.
وأبدى البطريرك صفير تخوفه من quot;اختلال التوازن الوطني فتتعطل الصيغة التي يبنى لبنان على أساسهاquot;، مؤكداً أن quot;مشاركة الطوائف في صناعة القرار الوطني يجب أن تكون متوازنةquot;، وأضاف quot;وهذا يستدعي قبل كل شيء أن تقوم مؤسسات الدولة فترعى شؤون المواطنين على قدم المساواةquot;.