زياد علوش

يؤخذ على ويكيليكس الذي رفد الملحقات السلطوية في المنطقة بمواد ثبوتية مشتعلة يحاول كل طرف انتقاء ما يناسبه لتثبيت صاحبه وخلع الاخر!
شح وثائقه عن المطبخ الصهيو امريكي وكر التآمر الثنائي والدسيسة في العالم حيث السم الصهيوني واضح التركيب في العسل التركي باتهام اردوغان باصوله المالية في المصارف السويسرية.
ان التخبط الدبلوماسي الامريكي عبرت عنه تسريبات وكيليكس سواء بايحاء او دونه جاءت كمؤشر للفوضى السياسية والخيارات الاستراتيجية الدولية الخاطئة، ان العراق وافغانستان ابرز ضحايا النظام العالمي فضحا مقاربات الغرب الحضارية في الديمقراطية وحقوق الانسان..والتي يعمل على استمرارها في العقل السياسي الهرم لتشمل المزيد من الدول العربية والاسلامية عمقتها تركة دبليو بوش الثقيلة التي اثبتت ان غزل البعض العذري للولايات المتحدة هو من طرف واحد غير قابل للانجاب على رأي وزير الدبلوماسية السورية وليد المعلم على مسمع الامين العام عمر موسى خاصة في الامن والاستقرار والسلام والتنمية.
امريكا ابلغت ابو مازن الذي يهدد بعدم الاستمرار بترؤس سلطة وهمية بعجزها عن (اقناع) اسرائيل بالوقف المؤقت للاستيطان وبالتالي لا يمكن المراهنة على الدعم الامريكي سوى للاسرائيليين، لقد غابت ردة الفعل العربية الوازنة على ويكيلكس سلبا ام ايجابا كدلالة فاضحة على العدمية والاستلحاق لا رأي قياديا او شرعيا او قانونيا موحدا باي من القضايا الثابتة والاساسية لغياب المرجعية القادرة والصالحة برغم كل الادعاءات كمؤشر على عمق التباين وعدمية التقاطع في الوسائل والاهداف.
وبغض النظر عن تداعيات الحذر والريبة التي ستتركها تسريبات ويكيليكس على مستقبل (الثرثرة) في العمل السياسي والدبلوماسي العالمي خاصة العربي منه لغايات (الزعماء) الاقليميين بالحظوة عند الدولة العظمى او الساسة المحليين رواد السفارات للانتقام من الخصوم على المستوى الداخلي او للتحذير من سقوط الدولة المدنية التي لم تقم اصلا لصالح الدولة الدينية كفزاعة لاستمرار استحلاب ضرع السلطة المدرار بضرب الخصوم السياسيين! حيث العرف التقليدي للافراج عن محتويات مماثلة يتطلب انقضاء ما بين الربع والنصف قرن، تلك المداولات تبقى ضرورة دبلوماسية عالمية لتحقيق الانفراجات واختراق الازمات الحادة بسياسة فن تدوير الزوايا الممكن الا اننا كباحثين واعلاميين لا يمكننا سوى الانحياز لاتاحة المعلومة التاريخية لصالح العمل الصحافي في العالم المتسارع، والتي ربما ستطيح بكثير من المواقع والافراد في البلاد التي تتمتع بشيء من الفاعلية الديمقراطية الداخلية حيث نعتقد ان للديمقراطية الغربية وجهين ومفهومين، نسخة نسبية حقيقية للتعاطي الداخلي واخرى مزيفة للاستغلال الخارجي خاصة مع العرب والمسلمين ربما تسريبات ويكيليكس احدى عيناتها الا ان تأثيرات تلك التسريبات على اصحابها في الوطن العربي ستكون بالتأكيد بمستوى رد الفعل الكامن والمضمر لعدمية فاعلية آليات المحاسبة العامة اي الرأي العام، والتي تحولت مع التدجين من وسيلة اصلاحية الى ذراع اضافية للفساد المستشري بعد تعديل مهامها وتحوير دورها، فالتناول العام لوكيليكس يغني عن تناول تفاصيل مئات الاف الوثائق، تذكرنا بملف مئات الاف الصفحات التي بعث بها صدام عن ملفه النووي للقوى الدولية والوكالة الذرية والتي اهملها الجميع كلية بدعوى محاولة الرجل اغتنام الوقت الميت وباشروا التنفيذ، التاريخ يعيد نفسه بشكل معاكس لكن ايضا لصالح نفس القوى، السبب بسيط نحن الان بعد تقدم طفيف نعود بقوة لما دون النموذج الديمقراطي الغربي في العراق وافغانستان لمفهوم 99، 99'، خيار المدرسة الامريكية دائما بين السيىء والاسوأ! مع الممالك والامارات والجمهوريات الديكتاتورية بشقيها الاكثري والتوافقي وربما تكون الاخبث فالدكتاتوريات بلبوس الجمهورية تسلب الجمهور الاشتباك المباشر حتى على المستوى النظري فضلا عن الميداني منه، سواء استمرت تسريبات ويكيليكس التي وثقت تسريبات الاسرائيليين بحق الاعتدال العربي لغرض فتنوي ام كانت مجرد فقاعة لغرض ظرفي، فانها لن تضيف للذاكرة الشعبية العربية شيئا اضافيا هل ستؤكد التسريبات الجديدة ان حصلت ما ايقنه الجميع من ديكتاتورية وعمالة وفشل تنموي عام بالطبع اصحاب هذا النهج اكثرية تفاخر بعيوب على شكل مآثر.
هل سيقول لنا ويكيلكس ان العرب تحت الطاولة يفرطون بالمقدسات ويعقدون الاتفاقات ويقيمون العلاقات الدبلوماسية ويمارسون المصافحة والعناق مع الاسرائيليين خلف الكواليس ام ان نخبهم المالية تقيم حفلات المجون، ام سيضيف جديدا في مسألة الديمقراطية والحريات على ضفتي النظام العربي الرسمي الموالي والمعارض، تلك بديهيات الواقع في الذاكرة العربية المعاصرة، حتى ورقة التوت قد تخلى النظام العربي الرسمي عنها كاستحداثه المعارضات الوهمية في احضان السلطة فقط للقول ان هناك معارضة بالرغم من امتلاكه الاكثرية المقررة في الرقابة والتشريع ليس لقوته بل لهزال السعي العام، اشكاليات عديدة تستلزم التداول الفوري حول تعارضات وتقاطعات اهل السياسة والاعلام والفكر والثقافة والدين والعلمنة بل عن غزو رجال الاعمال المشبوه لهذا العالم الذي سبق ذكره؟ اذا فليراهن الغرب على شيء اخر غير المزيد من التفتيت لاننا بلغنا منتهاه ونحن قوم لم يعد يؤلمنا السلخ بعد الذبح من الخلف، بدليل ان المقاوم للاحتلال متهم دائم حتى تثبت براءته ربما لمزيد من سادية العولمة بنمطيها الالحادي والتلمودي يتساءل اللبنانيون هل من تسريبات لوكيليكس بشأن قضيتهم الساخنة (المحكمة) فيما خصوم القطريين الكرويين يأملون بفضيحة ويكيلكسية تطيح بملف التكليف لكأس عالمية جديدة في الدوحة عام 2022 فالتشويش الاسرائيلي بدأ بالشكوى من الدور الفاعل لاميرها وناظر خارجيته في حلحلة الكثير من العقد الفتنوية التي اوثقها الاستعماريون بالمنطقة بمزيد من التركيب؟!.