القاهرة ـ حسام أبوطالب

تسود الحزب الحاكم وأروقة الحكومة والمؤسسات الكبرى في النظام المصري حالة من الترقب بسبب تنامي المواجهة من بعض أحزاب المعارضة والحركات الإحتجاجية للجماهير بالزحف على مطار القاهرة في التاسع عشر من الشهر الحالي حيث موعد عودة الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الذرية لمصر، حيث من المتوقع أن يبدأ صراعاً تصادمياً ضد النظام الحاكم بغرض إنها إحتكار السلطة.
وقالت مصادر داخل الحزب الحاكم لـ'القدس العربي' ان قيادات النظام تخشى من أن يسطو البرادعي بما له من كاريزما على نجومية الرئيس مبارك ونجله جمال.
وكشف المصدر عن وجود دعاوى وخطط الهدف منها منع المواطنين من التوجه للمطار على غرار استقبال المنتخب القومي لاستقبال د. البرادعي في المطار لدى عودته إلى القاهرة 19 شباط/فبراير الحالي.
ويخطط مسؤولون كبار مع رموز في أحزاب المعارضة من اجل القيام بحملة مناهضة للبرادعي من أجل حضه على الإنزواء بعيداً وعدم دخول حلبة السياسة.
وفي خطوة وصفها مراقبون بأنها بداية المشوار للمنافسة على رئاسة مصر قرر الحزب الدستوري الحر منح محمد البرادعي - المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الرئاسة الشرفية للحزب الذي ولد قبل خمسة أعوام.
وفي تصريحات خاصة قال ممدوح قناوي رئيس الحرب انه تحدث مع البرادعي تليفونيا أمس وعرض عليه الأمر فوافق على الفور.
أضاف بأن القرار بموافقة البرادعي على الرئاسة الشرفية جاء بموافقة جميع أعضاء اللجنة العليا للحزب خلال اجتماعه الأخير وذلك تقديرا للبرادعي على دوره الوطني ورغبته الصادقة في خدمة بلاده والعمل على الدفع بمصر نحو الديمقراطية للوصول للمرتبة التي تستحقها، مشيرا إلى أنه أعرب عن امتنانه من مجهود الحزب.
غير ان 'قناوي' أكد أن د. البرادعي غير راغب في خوض الإنتخابات الرئاسية المقبلة على قوائم أي حزب وإنما يريد أن يخوضها في المستقبل مستقلاً.
يذكر أن ممدوح قناوي ـ رئيس الدستوري الحر- منح عضوية شرفية بالحزب لـ 6 شخصيات عامة هم د.محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والدكتور أحمد زويل، ود. مجدي يعقوب جراح القلب المعروف، ود. محمد غنيم مدير مركز للكلى والمسالك البولية بالمنصورة، والشاعر فاروق جويدة ود. شريف مختار رئيس وحدة القلب والحالات الحرجة بمستشفى القصر العيني.
في سياق متصل كشف السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق، وعضو تجمع 'مصريون من أجل انتخابات حرة' أنه نقل للمستشار محمود الخضيري زعيم التجمع، نائب رئيس محكمة النقض السابق تحفظه على تأييد التجمع للبرادعي كمرشح رئاسي، وتشكيل وفد من أعضاء التجمع لاستقباله بمطار القاهرة لدى وصوله في منتصف شباط/فبراير الجاري.
وهاجم الأشعل البرادعي مشدداً على أنه لا يملك المقومات التي تجعله مؤهلا لحكم دولة بوزن مصر، متهما إياه بالارتباط بجهات أمريكية دفعته لإبداء رغبته للترشح لانتخابات الرئاسة المصرية لتشديد الضغوط على النظام الحاكم في مصر وإجباره على تقديم تنازلات في العديد من الملفات.
وأكد ألأشعل على أن أهم الأسباب التي تدفعة لرفض البرادعي كونه شخصاً موالياً لواشنطن وبالتالي فهو شبيه بالرئيس مبارك في هذا الشأن.
أضاف أن من بين أسباب تحفظه ابتعاد البرادعي عن مصر ثلاثين 30 عاما بالخارج، وأن مصر لا تحتاج مع كامل الاحترام لقدرات البرادعي بقدر ما تحتاج لمشروع وطني يحظى بإجماع ويسعى لاستعادة دورها العربي والإقليمي ويتصدى للمشاكل العديدة التي تحاصرها.
غير أن محمود الخضيري نفى تلك الملاحظات من قبل الأشعل مشدداً على أن البرادعي يمكن أن يدفع بمصر نحو تجديد تحتاجه خاصة في مجال عدم احتكار السلطة.
واشار إلى أن عقلية الرجل ورغبته في وضع دستور جديد للبلاد ينبغي ان تكون مقومات لمنح الفرصة له كي ينافس على المنصب السامي.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' قال اللواء محمد عبد الفتاح وكيل لجنة الأمن القومي في المهرجان إن مصر لا يمكن أن تقبل بزعيم غير مبارك مشدداً على أنه الضمانة الوحيدة لإستقرار البلاد في الوقت الراهن.
ولم يحسم اتخاذ البرادعي قرار الترشح إلى الانتخابات حتى الآن، في الوقت الذي لا يرجح فيه الأشعل استمراره في مسعاه حتى النهاية، مرجعا ذلك لكونه لا يتمتع بنفس طويل يمكنه من الاستمرار في خوض معركة الرئاسة، فضلا عن احتمالات بتلقيه تعليمات من جهات ـ دون أن يسميها- للانسحاب من السباق الرئاسي.
جدير بالذكر أن أنباء ترددت مؤخراً مفادها ان مؤسسة الرئاسة أوفدت شخصيات للبرادعي لحضه على الإنضواء تحت مظلة الحزب الحاكم وأن المرحلة المقبلة سوف تشهد المزيد من تلك المحاولات.
في سياق متصــــل أكد صفوان محمد، الناشــط بحملة 'عايز حقي'، أنه تم تحديد الأسبـــــوع المقبل ليكون موعدا لأولى اجتماعات اللجنة التحضيرية لوضع دستور جــــديد للبلاد، برئاســـة د. يحيى الجمـــل الفقيه الدستوري، ويشارك فيها د.أسامة الغــــزالي، رئيس حزب الجبهة، ود. أيمن نور، مؤسس حزب الغد و د. حســن نافعة منسق 'مصريون ضد التوريث'، والقيادي بحزب التجمع عبد الغفار شكر.
أضاف صفوان أنه جار الاتصال بكافة العناصر المكونة للحملة، لبحث مسألة ضم عدد من الشخصيات القانونية وغيرها من أجل تشكيل لجنة تأسيسية نهـــــائية لوضع دستور جديد للبلاد، فيما تعقد حملة 'عايز حقي' اجتماعها الثاني بالقاهرة يوم الجمعة القادمة بمقر حزب الغد 'جبهة أيمن نور'.
وتضم اللجنة التحضيرية لوضع دستور جديد للبلاد د. محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمستشار هشام البسطويسي، والدكتور محمد سليم العوا الفقيه الدستوري البارز والمستشار محمود الخضيري، ود.أيمن نور، مؤسس حزب الغد، والنائب حمدين صباحي، ود.أسامة الغزالي، رئيس حزب الجبهة، ود. يحيى الجمل، وعمرو موسى، أمين عام جامعه الدول العربية، ود. حسن نافعة، منسق اللجنة التحضيرية لـ'مصريون ضد التوريث وجورج إسحاق، المنسق السابق لحركة كفاية، وقيادي التجمع عبد الغفار شكر والكاتبة سكينة فؤاد.