الكويت
ذكر تقرير منظمة حقوق الإنسان الدولية ان عشرات الآلاف من الإيرانيين اضطروا في الأشهر الماضية الى الهروب من بلادهم واللجوء الى دول اخرى، ومن هؤلاء اكثر من 4200 شخص ينتمون للقوى المعارضة والجامعيين.
وكشف التقرير انه وبسبب الاعتقالات والاعدامات وأعمال العنف والقمع اضطر آلاف من الإيرانيين ومنهم 54 صحافيا وإعلاميا الى الهروب من ايران الى تركيا والعراق ودول خليجية بهدف الانتقال الى الولايات المتحدة وكندا ودول أوروبية. ويقول ايرانيون من طالبي اللجوء في تركيا ان المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الانسان واللجوء السياسي تطبل فقط عندما يموت بعض المحتجين او يتم إعدامهم ولا تعير هذه المنظمات اي اهتمام للأحياء الذين حياتهم في خطر ومهددون بالقتل والإعدام من جانب النظام في طهران.
بدورها تقول منظمة حقوق الإنسان انها غير قادرة على تأمين مطالب اللاجئين الإيرانيين وان بعض الدول الأوروبية وافقت فقط على إعطاء حق اللجوء السياسي للعشرات منهم فقط وهذه الدول غير مستعدة لفتح أبوابها امام اللاجئين الإيرانيين.
لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الإيرانيين حذرت بدورها من مخطط إرسال عناصر النظام الإيراني الى تركيا والعراق ودول عربية خليجية تحت غطاء الهجرة من ايران بهدف التجسس على المهاجرين الفعليين ومعرفة نشاط المنظمات والجماعات التي تساعدهم في هذا المجال.
ويقول احد الهاربين من بطش النظام الإيراني الى تركيا ان عناصر النظام تسعى الى إقناعهم بالعودة الى بلادهم او تهديدهم بالقتل الا ان الكثير من اللاجئين يؤكدون ان النظام لا يهمه هروب مئات آلاف ولا حتى ملايين من شباب ايران لانه بالأساس يخطط لاخلاء البلاد من جيل الشباب المعارضين والنخب السياسية والجامعية لكي يستمر بسلطته لفترة أطول.
ويقول مراقبون ان معظم الإيرانيين الذين يفرون من إيران يتوجهون الى تركيا بسبب عدم وجود تأشيرة السفر بين البلدين ومن ثم يبحثون عن طرق أخرى للوصول الى أميركا بالدرجة الأولى. ومن الأخطاء الكبرى التي ارتكبتها الإدارة الأميركية في هذا المجال هي تحفيز الكثير من قادة القوى السياسية والجامعية ورجال دين معارضين التوجه الى واشنطن والعمل في مؤسسات تابعة للحكومة الأميركية مثل صوت اميركا التي تبث برامجها باللغة الفارسية او مؤسسات اخرى مخصصة لدراسة وتقييم الأوضاع في ايران وحتى ان الولايات المتحدة تشرف على إرسال بعض الإيرانيين الهاربين الى إسرائيل للتعاون معها في كل المجالات.
وقد رصدت واشنطن 100 مليون دولار سنويا بهدف استقطاب النخب الإيرانية وهي تنفذ خطة يبدو انها نسقت مسبقا مع النظام الإيراني لنقل معظم قيادات الاتحاد الجامعي وقادة القوى المعارضة لان هؤلاء مع مرور الوقت يتحولون الى أوراق محروقة ويسقطون شعبيا بين المواطنين ويتحولون الى بيادق تتلاعب بهم الولايات المتحدة وتحول مواقفهم السياسية والدينية لمصلحة سياستها غير المؤيدة لرأي غالبية الشعب المعارض للنظام في ايران. حتى ان الكثير من رواد الفكر الإسلامي في ايران تحولوا بسبب التقديمات المادية الى زنادقة وكفرة وملحدين بعد لجوئهم الى أميركا وقطعا ان هذا المخطط تم بالتعاون المباشر او غير المباشر مع أركان فاعلة في قيادة خامنئي.
التعليقات