شريف قنديل

بعيدا عن الشأن المصري فيما يتعلق بعودة الأمين العام السابق لوكالة الطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي للقاهرة أمس جاءت شهادته في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في أول حديث له بعد العودة لتؤكد أن استطلاعات الرأي الأخيرة التي وضعت خادم الحرمين في صدارة أكثر زعماء العالم الإسلامي ثقة وشعبية لم تأت من فراغ.
يتحدث البرادعي بأسى شديد عن وضع الأمة العربية حاليا وكيف أنها تخلو من فضاءات سياسية أو اقتصادية أو ثقافية واحدة. ويتحدث بأسى أشد عن التراجع العربي في كل شئ. ويتحدث عن جلوس العرب في مقاعد المتفرجين في كل القضايا بما فيها قضية فلسطين, وحين يسأله المحاور اللبق الزميل أحمد المسلماني عن السبب يرد بأنه الإخلاص المفتقد.
يصمت البرادعي لحظة ثم يستأنف حديثه مستشهدا بالهم الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين من فرط تنازل العرب عن مكانتهم وهوانهم على أنفسهم. ويقول البرادعي إن خادم الحرمين الشريفين تحدث بصدق عن ذلك الهم العربي الشديد في العاصمة النمساوية فينا مؤكدا وبيقين أن القادة العرب لو أخلصوا واجتمعوا على كلمة واحدة لتغيرت الأوضاع العربية كلها ولأصبح للكلمة العربية شأن آخر.
والحق أن خادم الحرمين الشريفين بات عنوانا مرادفا للإخلاص لأمتيه العربية والإسلامية..وفي كل موقف عربي يؤثر الرجل على أن يقدم شهادته أمام الله والتاريخ..من ذلك على سبيل المثال لا الحصر تلك الكلمات التي تواترت عن لقائه بالوزيرة الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت أيام حرب الخليج, وتلك الوقفات الحاسمة والحازمة عند كل سعي غربي للحصول على أي مكتسب سياسي أو اقتصادي على حساب القضايا العربية والإسلامية.