بيروت - وسام أبو حرفوش ورلى موفّق
أعلن رئيس الحكومة العراقية الأسبق رئيس القائمة laquo;العراقيةraquo; الدكتور اياد علاوي laquo;ان حكومة عراقية تمتلك حسن النوايا والثقة في امكانها فتح قنوات الحوار مع الاشقاء الكويتيين وصولاً الى تذليل العقبات والاشكالات العالقة بين البلدينraquo;، معتبراً laquo;ان الارضية مهيأة الآن لمثل هذا الحوار، خصوصاً اذا جاءت حكومة لا تريد المزايدةraquo;، لافتاً الى laquo;ان الكرة في مرمى العراقيين الآن الذين عليهم المجيء بحكومة لها برنامج واضح يعكس اصراراً على ضرورة التواصل مع الجوار، كل الجوار، لكن بتوازن واحترام سيادة الجميعraquo;.
ورأى علاوي في حديث اجرته معه laquo;الرايraquo; في بيروت laquo;ان مسألة كيانية الكويت وسيادته حسمت نهائياًraquo;، معتبراً laquo;ان ملف التعويضات سياسي وليس ماليا raquo;، مشيراً الى انه لمس من الاشقاء الكويتيين كل الحرص على احتضان العراق وعودته الى محيطه العربي. وقال: laquo;ان الفقرات الواردة في قرار الامم المتحدة حول الحال بين العراق والكويت قد حلت تقريباً ويجب ان ننتهي منها لنتوجه الى الامام بثقة واقتدارraquo;، مشيراً الى laquo;وجوب ان ننتهي من بعض الاشكالات خصوصاً في ما يتعلق بالممرات المائية للعراقraquo;، معرباً عن اعتقاده laquo;ان ليس للكويت مشكلة في هذا الامر لان لا علاقة له بمسألة الحدود التي تم اقرارها من الامم المتحدةraquo;.
ونوّه علاوي بدور المرجعية الشيعية في العراق laquo;التي لعب دوراً مميزاً في هذه الانتخاباتraquo;، وقال: laquo;أود عبر صحيفتكم ان اتوجّه بتحية كبيرة الى المرجعية الشيعية في العراق لهذا الدور المميز الذي لعبته على قاعدة الا تكون مع جهة في وجه اخرىraquo;.
واعتبر ان التصويت في الانتخابات الاخيرة لـ laquo;القائمة العراقيةraquo; التي حظيت بدعم سني كبير laquo;يصب في اتجاه قبر الطائفية السياسية واعادته الى الحظيرة العربية واعادة العرب الى العراقraquo;، مؤكداً laquo;ان الانتخابات التي جرت مفصلية للعراق كما للمنطقة، وانه يمكن للعراق ان يلعب دوراً مهماً في استقرار المنطقة ويكون نقطة جذب وتوازن بين الدول الاسلامية والعربيةraquo;، مضيفاً: laquo;ان العراق يستطيع لعب هذا الدور ومن الخطأ ان نبقى خائفين تارة من ايران وتارة اخرى من تركيا، وعلينا وضع اسس سليمة للاقليم، تقوم على المصالح المشتركة والأمن، اذ ان اميركا وشعوب الارض لم تبق موجودة لطلب الحماية منهاraquo;... وفي ما يلي نص الحوار:
bull; ثمة من يعتقد ان التصويت لـ laquo;العراقيةraquo; عبّر عن حراك في المجتمع العراقي يؤشر الى الرغبة في العودة الى laquo;الحظيرة العربيةraquo; هل تقرأون نجاحكم، وبغض النظر عن الحصيلة النهائية للانتخابات، على هذا النحو؟
- رغم انه كان لي الشرف في ادارة أول عملية ديموقراطية في العراق والاشراف على انتخابات نزيهة وحرة في العام 2005، فلي الشرف الآن بانني شكلت فرصة من خلال الانتخابات الحالية تصب في اتجاه قبر الطائفية السياسية في العراق وفي اعادة العراق الى حظيرته العربية واعادة العرب الى العراق، هذا هو المؤشر المهم الذي افرزته الانتخابات الاخيرة، وأتمنى ان يتم فرز ما تبقى من نتائج في شكل طبيعي وسليم وان تكون النتائج واضحة وتعبّر عن ارادة الشعب العراقي، رغم ما شاب تلك الانتخابات من مشكلات كبيرة، قبلها وخلالها، كالابعاد والاعتقالات والاتهامات والتهميش والتخويف واستعمال لأدوات الحكومة، اضافة الى تفجيرات يوم الانتخاب التي اودت بحياة عدد كبير من العراقيين، رغم كل ذلك فإن الشعب العراقي عبّر عن رفضه للطائفية السياسية وهو سيسعى الى قبرها ان شاء الله في شكل كامل. ولهذا فإن التصويت الذي حصل جاء تعبيراً بوضوح عن هذا الخيار، بدليل اننا في قائمة العراقية حصلنا على تصويت واسع في المحافظات التي تسمى laquo;سنيةraquo; وايضاً حصدنا نتائج جيدة في المحافظات التي تسمى laquo;شيعيةraquo; وهو امر لا يعبر عن دعمي او عن دعم laquo;العراقيةraquo; فقط انما يعبّر عن رفض الطائفية السياسية وعن ان العراق جزء حيوي من منطقته.
bull; هل تخشون ان تؤدي لعبة التحالفات في المستقبل الى الاطاحة بالتوجهات السياسية التي افضى اليها الاقتراع لـ laquo;العراقيةraquo; في الانتخابات ؟
- تبقى الخطورة قائمة، وأعتقد انه في كل أوساط العراقيين هناك شبه اجماع على ضرورة تجاوز البؤر التي أصبح لها مصالح والتي ستحاول التمسك بمواقفها، لكن في رأيي واذا سارت العملية الديموقراطية بسلام وطرحت عملية التحالفات على قاعدة خدمة مصالح العراق واستقراره، فإن تلك البؤر ستتراجع بقوة كما تراجعت في الانتخابات، فلديّ ثقة عالية بالقوى السياسية العراقية التي فازت وبتوجهات الشعب العراقي الذي يرفض العودة الى المربع الاول المتمثل بتفشي الطائفية السياسية والطلاق مع العمق العربي والاسلامي.
bull; هل تعوّل على دور المرجعية الشيعية في هذا الاتجاه؟
- دعوني أتحدث بصراحة، المرجعية الشيعية لعبت دوراً متميزاً في مسارين: الاول انها أعلنت في شكل واضح وقاطع بانها لن تكون مع جهة في وجه جهة أخرى، وهذا أكد الى حد كبير ما كان يقال في وقت سابق عن ان المرجعية كانت مع هذه الجهة أو تلك، والثاني ان المرجعية طلبت من العراقيين في مسألة الانتخابات ان تكون القوائم مفتوحة وواضحة امام المجتمع العراقي وان تكون هناك نسبة عالية من المشاركة في العملية الانتخابية، وهو ما وضع المرجعية في موضع مركزي بالنسبة الى الارشاد الوطني العام الذي كان ينبغي ان يحصل. وانا أود عبر صحيفتكم الكريمة ان أوجّه تحية كبيرة الى المرجعية الشيعية في العراق لهذا الدور المميز الذي اتخذته.
bull; في حال عودتكم الى رئاسة الحكومة كيف ستقاربون ملف العلاقات مع الكويت تحديداً ؟
- الكويت بلد شقيق وبلد له سيادة وهناك كثير من المشتركات بيننا وبين الكويت، وأعتقد ان حكومة عراقية تمتلك حُسن النوايا والثقة في امكانها فتح قنوات الحوار وبوضوح مع الاشقاء الكويتيين وصولاً الى تذليل كل العقبات والاشكالات، رغم اقتناعي بان لا اشكالات كبيرة بيننا وان الارضية مهيأة الآن لمثل هذا الحوار، خصوصاً اذا جاءت حكومة لا تريد المزايدة وانما تريد حل المشكلات وجميعها قابلة للحل، وانا واثق من ان الكويت على استعداد للتعامل مع عراق موحّد بايجابية عالية واحترام وجاهزة مع دول الخليج الاخرى للمباشرة في الاستثمار الواسع في العراق، لكن الكرة في مرمى العراقيين الآن الذين عليهم المجيء بحكومة لها برنامج واضح يعكس اصراراً على ضرورة التواصل مع الجوار، كل الجوار لكن بتوازن وباحترام لسيادة الجميع وخصوصياتهم واقامة العلاقات المتينة. والمسألة مع الكويت محلولة ان شاء الله.
bull; هل انتهت مسألة laquo;كيانية الكويت وسيادتهraquo;، وهل يمكن ان يعاد طرحها في يوم ما ؟
- لا، لا، بالتأكيد، هذه المسألة laquo;قبرتraquo; وانتهت، وأقول بصراحة ان وضع العراق الآن مفصلي ومهم وهناك اهتمام عربي واسع النطاق بالانتخابات العراقية... تسلمت رسائل ومكالمات من قادة عرب مختلفين ومهمين، منهم من هم في المسؤولية الآن ومنهم من هم خارجها وكلهم يعتبرون ان انتصار التوجه الوطني في العراق ولملمته والخروج من الطائفية سيلاقي بنتائجه الايجابية على المنطقة بأكملها، فالانتخابات كما هي مفصلية للعراق هي ايضاً مفصلية للمنطقة. ومن هذا الباب اتطلع الى توازن اقليمي في المستقبل واضح ومبني على احترام السيادة والخصوصية وعدم التدخل في شؤون اي دولة، وقفل الملفات العالقة والشائكة بين العراق والدول الاخرى تبعاً لذلك وعلى رأسها الكويت، ومن ثم بناء شبكة كبيرة من المصالح التي ستعزز السلام والاستقرار في المنطقة. لهذا فإن مسألة كيانية الكويت وسيادتها انتهينا منها.
bull; ملف التعويضات للكويت، هل هو مالي ام سياسي وتالياً كيف ستتعاطون معه؟
- انه ملف سياسي وأعتقد ان الكويت الآن ليست في حاجة. وأقول حقيقة انني لمست من الاشقاء في الكويت كل الحرص على ان يكونوا مع العراق ويحتضنوا العراق، وعلى ان يعاد العراق الى وضعه العربي والايجابي. هناك ما يسمى بمسألة الحالة بين العراق والكويت تبعاً لقرار الامم المتحدة الذي يشتمل على فقرات مهمة: اولاً المفقودون والثروات، وثانياً التعويضات، وثالثاً الحدود والسيادة. المسائل الثلاث حلت تقريباً ويجب ان ننتهي منها ونضع الامور في نصابها الصحيح ونتوجه الى الامام بثقة واقتدار، وان تكون الكويت جارة حقيقية مساندة وعمق للعراق والعراقيين وان ننتهي من بعض الاشكالات، خصوصاً في ما يتعلق بالممرات المائية للعراق. وأعتقد ان ليس للكويت مشكلة في هذا الامر، لان لا علاقة له بمسألة الحدود التي تم اقرارها من الامم المتحدة. وهناك المتعلقات الاخرى في الحالة ويمكن بالتفاوض الانتهاء منها والتأسيس لعلاقة وثيقة. وما يحصل مع الكويت يجب ان يحصل مع ايران ومع تركيا ومع الدول الاخرى.
bull; تفجر الساحة العراقية كان انعكاساً لتأزم علاقة العراق مع محيطه وسقوطه تحت التأثير الايراني. في حال عدتم الى السلطة هل انتم قادرون على تشكيل توازن سياسي - اقليمي حول العراق يخرجه من التخبط ؟
- بالتأكيد، لقد سعيت في هذا الاتجاه في مؤتمر شرم الشيخ الاول وكان مهماً لانه انعقد بمشاركة الجوار العراقي والامم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، فهو شكل المدخل الحقيقي لاستقرار العراق والمنطقة، لكن الحكومات التي أعقبت حكومتي لم تهتم بمتابعته ووضع آليات عمل للبناء على نتائجه، لو جرى ذلك لكان الوضع في المنطقة مختلف عما هو عليه الآن. وأذكر من مجمل الآليات الايجابية التي انبثقت عن المؤتمر والتي عطلت من الحكومات اللاحقة هي اللجنة الثلاثية التي شكلت بين العراق سورية والولايات المتحدة الاميركية لمناقشة مختلف الجوانب التي تتعلق بالاستقرار والامن، وكنا بصدد تشكيل لجنة مماثلة مع تركيا ونطمح الى تشكيل لجنة مشابهة ايضاً مع ايران، وهي الامر التي لم تحصل. ولذا فانني اعتقد ان العراق يمكن ان يلعب دوراً مهماً في استقرار المنطقة ويكون نقطة الجذب والتوازن ما بين الدول الاسلامية والدول العربية وان يعمل على سلامة المنطقة ويؤمن مع الآخرين استقرارها ونمو شعوبها، وهو الموضوع الاساسي في تقديري والذي يجب ان يكون المحور الرئيسي والمركزي في محاور السياسة الخارجية العراقية، وهو ما كنت ناقشته سابقاً مع زعماء العالم والقادة العرب، فالعراق بما يمثله من موقع جغرافي وبما يمتلكه من امكانات يستطيع لعب هذا الدور ويجب ان يلعبه، وعلى الاخوة العرب مساندة العراق للعب هذا الدور لانه من الخطأ ان نبقى خائفين تارة من ايران وطوراً من تركيا، علينا وضع الاسس السليمة للأقليم، اسس تقوم على المصالح المشتركة والامن لانني لا اتوقع ان تبقى اميركا وشعوب الارض موجودة ونطلب منها الحماية، حماية المنطقة يجب ان تكون من شعوبها.
bull; هل تتوقعون حصول laquo;فيتوraquo; عليكم لابعادكم عن تشكيل الحكومة المقبلة ؟
- ممن ؟
bull; ... اقليمي أو ايراني بالتحديد؟
- يمكن ان يكون هناك laquo;فيتوraquo;، ولا اخشاه، فانا مؤمن بقضية شعب العراق وبالحاجة الى تحقيق الاستقرار في المنطقة. وعندما مورس عليّ laquo;الفيتوraquo; في السابق استمريت في عملي وجهودي والحمدلله، بعدما انجزت أول عملية تحوّل ديموقراطي في العراق فانني الآن في طريقي مع اخواني الى laquo;قبرraquo; الطائفية السياسية والانتهاء منها والعودة بالعراق الى وضعه السليم والى علاقته الطبيعية مع محيطه العربي والاسلامي، ونحن مصممون على ان يأخذ العراق دوره في المنطقة وأي laquo;فيتوraquo; من أي جهة سيسقط باذن الله بفعل ارادة الشعب العراقي.
bull; التخلص من الطائفية السياسية هل يعني عملياً الخروج من المحاصصة في التركيبة السياسية الحالية، أي هل ستعملون على الخروج من المحاصصة الطائفية في السلطة؟
- التصويت الاخير هو اكبر دليل على ان ارادة الشعب العراقي الخروج من المحاصصة الطائفية والايمان بالمصالحة الوطنية، والمسألتان متلازمتان.
bull; التصويت شيء ولو كان في هذا الاتجاه، وانهاء المحاصصة الطائفية شيء آخر... أليس كذلك؟
- هذه بداية الطريق وليس نهايتها، فالآن بدأ التغيير وبدأ المجتمع العراقي ينفض عنه غبار الطائفية بدليل
التصويت الاخير، وهذا التصويت لا يعني اننا انتهينا من الواقع السلبي، بل يعني اننا بدانا التغيير عبر الخروج من الطائفية السياسية، فمع احترامي لكل الشعائر الدينية وللاسلام بكل مذاهبه، فنحن لا نريد ان يسيس الدين أو المذهب، لذا فنحن نقول اننا الآن وضعنا القطار على السكة، هناك مطبات لكن القطار سيمضي الى الامام إن شاء الله.
التعليقات