شريف قنديل

هل يسمح لنا شيخ الأزهر الجديد الدكتور أحمد الطيب بالاختلاف معه في أول أسبوع من توليه منصبه؟ هل يسمح لنا الإمام الأكبر أن نقول له: لا لعضويتك في أمانة الحزب الوطني؟
يقول الشيخ عندما سألته المذيعة الشهيرة منى الشاذلي عن إمامة الأزهر وأمانة الحزب، إن القياس أو السؤال هنا غير منطقي لأنها وكأنها تسأله عن الفرق بين الليل والنهار أو الشمس والقمر.. ورغم أن الشيخ الوقور حاول شرح وجهة نظره quot;المنطقيةquot; باعتباره أستاذ منطق، فقد شعرت المذيعة وكلنا معها بالإحباط.
يقول الشيخ في حواره مع المذيعة الشهيرة منى الشاذلي إنه كان يخاف قبل توليه مهام الإفتاء من مقولة quot;إنهم سيوجهونك بالريموتquot;، فلما تولى منصب المفتي لم يحدث أن وجهه أحد، ولأن ذلك كذلك فهو لا يخشى من أي تأثير سلبي للأمانة ـ أمانة الحزب ـ على الإمامة ـ إمامة الأزهر.
وبداية نؤكد أن أمانة الحزب الوطني أو أي حزب آخر ليست سبة أو رجسا من عمل الشيطان، ولكن: ماذا لو أسفرت نتائج الانتخابات المصرية المقبلة عن فوز حزب الوفد أو التجمع؟
هذه واحدة، والأخرى أن الشيخ رد على خصومة الإخوان المسلمين له بخصومة مضادة ذات جذور منذ كان رئيسا لجامعة الأزهر.. صحيح أننا نتفق معه في منطقه تجاه الميليشيات، لكن الصحيح أيضا أنه بات خصما سياسيا لجماعة حزبية معينة، وهذا عين الخطأ.
وقبل هذا وبعده فقد صدعنا الناس من التأكيد على عدم خلط الإسلام أو الدين بالسياسة، فما الذي نقوله لهم عندما يتصدر شيخ الأزهر إحدى جلسات الأمانة.
لقد آن للإمام الأكبر الذي جاء اختياره بحق تطبيقا سليما لمقولة quot;الرجل المناسب في المكان المناسبquot; أن يقدم استقالته فورا من أمانة الحزب الوطني، ليس لأن الحزب ضعيف أو قوي، وإنما لأن الإمامة أكبر من ذلك كله.