جهير بنت عبدالله المساعد


مرت أزمان وأزمان صدى صوت المرأة الخليجية المسموع لا يجلجل ولا يصهلل إلا على المسارح الغنائية وعبر أشرطة laquo;الكاسيتraquo;، فلا تسمع للخليجية صوتا إلا في الغناء فقط وزميله الآخر المتعلق بهز الوسط أو المتعلق بلغة الجسد في الكليبات الغنائية! ثم تأتي الريادة متمثلة في بروز بعض الفنانات الخليجيات اللواتي يقدمن أدوارا تمثيلية على المسرح أو التلفزيون كممثلات ناجحات! وبعد هذا لم يكن للخليجية مكان في الصورة البارزة والمعلقة في أذهان البعيدين عن الخليج! فمثلا حين يأتي سؤال في مسابقة ثقافية يقول من هي أشهر امرأة خليجية تعرفها من صورتها .. على الفور سيكون الرد جاهزا بأسماء المطربات الخليجيات، أما غيرهن فلا أحد يعرف لهن حضورا مميزا رغم الجهود النسوية المثابرة على أرض الخليج!! ولا عجب وليس ابتكارا من عندي أن الأصابع سوف تتجه لتشير إلى المتقدمات الصفوف وهن المطربات والممثلات ولا أقول قولي هذا تصغيرا لشأن أحد أو إقلالا لقيمة المهن وتسفيها لأهمية المهنة في حياة الإنسان .. إنما أقصد تقرير الواقع وتشخيص الحالة الذهنية السائدة عن الخليجيات وقراءة اليوميات الخليجية في التاريخ وفي الحقيقة، حتى قوة الدفع التي باتت تظهر على الوجود لتقديم نماذج جديدة للمرأة الخليجية لا تستمر طويلا سرعان ما ينطفئ الوهج مع زوال الخبر..
سيدة خليجية استثنائية حاولت مناطحة السحب .. غادرت المقعد الخلفي بإرادتها واستفادت من وجودها في الواجهة وصنعت من هذا الوجود بريقا كبريق الألماس الحر هادئا لكنه ثمين!! سيدة خليجية خرجت عن الصورة النمطية للنساء الخليجيات المتقدمات إلى الأمام والواقفات بالواجهات.. رأت أن النظر إلى أعلى أجدى من النظر إلى أسفل .. وأن إنفاق الوقت لمواجهة أهل الأرض يشغل الخطى عن الصعود إلى الأعلى .. فوق السحاب فأرادت أن تستبدل ذاك بهذا .. فبدأت حكايتها مع الزمان من فوق وانطلقت تعبد طريقا طويلا يشق الصخور ويخترق الجبال ليبني جسرا منفردا إلى القمة! ففي الخليج العريض سيدات يصنعن معجزات لكننا لا نراهن لأننا لا نجدهن أمامنا! في حين أن الشيخة موزة بنت ناصر المسند لم تكتف بالوقوف بالواجهة .. بل وشدت الأنظار في طريقتها التي تقول بها هاأنذا! مدرستها العزيمة والإصرار وحب التفرد والامتياز! عقليتها في وسع البحر وفي عمق البئر وفي لمعان التبر!!
اختصرت الوجود النسوي الخليجي بقوة وقفزت عليه! معروف حبها للتفوق .. ومعروف سعيها للابتكار والتجريب وفتحت أعينها إلى خارج قطر! وأصبحت الدوحة منارة بطريقتها الخاصة الطريقة الخافتة التي تمشي على الزجاج المكسور وتعانق الشوك..
وتحب التحديات لذا جاءت الشيخة موزة تشبه قطر في تحركاتها نحو الأفق! قررت أن تقبض زمام الزمام وتنطلق فانطلقت.. هي الآن على الأرض لكن بصرها شاخص إلى الأبعد.
تحية لها وهي تحل ضيفة في أرضنا صورة مبهرة لامرأة خليجية.