تحديات تستوجب موقفاً حاسماً

دبي

تنعقد القمة العربية الدورية في مدينة سرت الليبية وسط مخاطر تعصف بالمنطقة من كل اتجاه، من خارجها وداخلها، قد تحدد تداعياتها ونتائجها مصير الأمة لأمد بعيد . ولعل أخطر هذه العواصف وأعتاها، ممارسات ldquo;إسرائيلrdquo; العدوانية، التوسعية، الاستيطانية، وخصوصاً سعيها الدؤوب لتهويد مدينة القدس ومحو ما تمثله من قداسة وتاريخ وثقافة وحضارة بالنسبة للعرب والمسلمين، إضافة إلى تهديداتها المتواصلة للدول العربية بشن المزيد من الحروب . كما أن التماهي ldquo;الإسرائيليrdquo; الأمريكي في المواقف، وتأكيدات الإدارة الأمريكية على أمن ldquo;إسرائيلrdquo; وضمان تفوقها . . يضع العرب أمام تحديات تستوجب منهم موقفاً حاسماً في القمة يتجاوز البيانات إلى الفعل .

ldquo;الخليجrdquo; استطلعت آراء عدد من السياسيين والمحللين والأكاديميين العرب، حول ما هو منتظر من القمة، وخرجت بالمحصلة التالية:

سلطنة عمان

مسقط - ldquo;الخليجrdquo;:

الشيخ سيف بن هاشل المسكري الأمين العام المساعد الأسبق للشؤون السياسية لمجلس التعاون الخليجي يقول: ماذا لدى القمة حتى تعطيه، وفاقد الشيء لا يعطيه، فمؤسسة القمة العربية فقدت مصداقيتها داخليا حتى أن الشعوب العربية اصبحت غير مهتمة بما تفعله أو تتوصل إليه من توصيات أو وصايا أو حتى قرارات .

لابد من الاعتراف بأن النظام العربي فقد احترامه داخلياً وخارجياً محلياً وإقليمياً ودولياً وأن الشعوب العربية لم تعد تأبه بشيء اسمه ldquo;القمة العربيةrdquo; أو النظام العربي .

فماذا عمل هذا النظام لحماية الفلسطينيين في الحد الأدنى الذي يتعلق بغذائهم ودوائهم وحياتهم اليومية، وماذا فعل لإنهاء الفرقة بينهم حماية للأم والطفل والشيخ في غزة .

يا أخي . . أعطني شيئاً واحداً يدعو للتفاؤل بشأن النظام العربي، خاصة أن القضية الفلسطينية تبقى هي المقياس رغم كل شيء . . هي المقياس لوجود هذا النظام أو عدمه، بغض النظر عن الاخفاقات في المجالات الأخرى الاقتصادية والسياسية والأمنية . . وعلى كافة الأصعدة .

كيف يمكن الحديث عن ldquo;المصداقيةrdquo; بينما النظام العربي يقدم ldquo;مبادراتrdquo; هو غير قادر حتى على حمايتها . . فماذا يمكن أن تفعله القمة القادمة؟

الذي نخشاه أن تتحول اجتماعات القمة القادمة إلى ldquo;ملاسنات أخرىrdquo; مثلما حصل في القمم السابقة .

وعلى كل حال، أتمنى أن أكون مخطئاً في بعض توقعاتي . . ففي عام 1996م تكلموا عن ldquo;الإصلاحrdquo; في الدول العربية، والديمقراطية وغيرها . . فماذا حدث؟ هذه كله كلام يقال لكنه بعيد كل البعد عن التنفيذ، فلا توجد دولة عربية واحدة تعتقد الآن بحاجتها إلى النظام العربي، فعندما كان هناك نظام عربي كانت تشعر بحاجتها إليه . . لكنها الآن فقدت هذا الشعور . . والكل سواء في ذلك . .دولة صغيرة أو كبيرة . . محورية أو هامشية .

لو أن هناك ldquo;احتماليةrdquo; للتفاؤل بنتائج القمم العربية كان يمكن مراجعة قراراتهم خلال السنوات العشر الأخيرة ldquo;ما هي؟ وماذا تم تنفيذه؟rdquo; خاصة في ما يتعلق بالمخاطر التي تهدد وجودنا كشعوب والتي ربما لا تثير اهتمام هذا النظام باعتبارها لا تهدده حسب ظنونه عليها أن تراجع نفسها ماذا حققت في الداخل والخارج . . أين كانت وأين وصلت . . ولماذا؟

لا أريد أن أكون متشائماً، ولكنني أعتقد أنه من الافضل أن يأخذ النظام العربي اجازة لمدة عشر سنوات تقوم خلالها الجامعة العربية بدور ldquo;ساعي البريدrdquo; بين هذه الدول، ويمكنها أن تقضيها في المنتجعات العربية التي انتشرت هذه الأيام . . وما أكثرها في البلدان العربية أو حتى في المنتجعات العربية الموجودة خارج الحدود لكنها تحمل اسم ldquo;العربيةrdquo; لأنها باستثمارات بالمليارات العربية في الخارج . .!

يا أخي . .كيف تفسر غياب النظام العربي خلال الأزمة المالية العالمية؟ كل المجموعات الدولية والإقليمية أعلنت الطوارئ واجتمعت ldquo;إلا النظام العربيrdquo;، وذلك على الرغم من أن أكثر الخاسرين وبالأرقام هي الاستثمارات العربية في الخارج .!

أعتقد أن الأفضل لهذا النظام أن يأخذ إجازة ليستفيد من تلك المنتجعات التي استثمر أموال شعوبه فيها لحساباته الشخصية .!

نريد لهذا النظام أن ldquo;يرتاح ويريحناrdquo; . . على الأقل تعرف الشعوب العربية أن أنظمتها في إجازة . . ولا تطلب منها شيئاً، وهي مستعدة أي الشعوب كالعادة لأن تدفع ثمن هذه الإجازة ولا تدفع ثمن الاحباطات الرهيبة التي نعيشها الآن .!

يا أخي . . كيف تسألني عن المسجد الأقصى؟ وهل يهتم أحد في النظام العربي بهذا المسجد . . انتهت هذه القصة . . المسجد الأقصى لم يعد يمثل شيئاً لهؤلاء . . إنشاء كنيس الخراب أو العمار أو هدم الأقصى لا يعنيهم في شيء .

إذا كان عضو في الكونجرس قبل خمس سنوات طالب بتفجير ldquo;الكعبةrdquo; علناً ولم يتحرك أحد ولم ينطق بكلمة . . فهل يمكن مقارنة الأقصى بالكعبة من وجهة نظر النظام العربي؟

هذا النظام لم يعد يمثل له المسجد الأقصى شيئاً إلا إذا كانت عبارات خجولة ldquo;لتخدير الشعوب التي هي ldquo;مخدرة بما فيه الكفايةrdquo; حتى أصبح من الصعب أن تستفيق . .!

كيف تسألني عن دور ممكن لرئاسة القمة خارج إطار ldquo;الاستضافة والترحيب وكرم الضيافةrdquo; . . وبعد الاجتماع كل إلى حال سبيله . . هل سمعت يوماً أن رئيس القمة العربية أي قمة طلب مقابلة الرئيس الأمريكي أو الاتحاد الأوروبي أو غيرهم من أجل القضايا الإسلامية والعربية بحكم أن العالم العربي يتحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية والإنسانية لحماية الإسلام .

يا أخي . . كيف تحدث ldquo;صحوةrdquo; . . صحيح الشعوب واعية، ولكن ماذا تقول عن نظام يأتي بقوة خارجية لتقمع شعبه؟! النظام العربي هكذا يدار الآن .

نريد للإنسان العربي البسيط أن يشعر بآدميته وأهميته في بلده . . أن يشعر بالمواطنة الحقيقية ولا يطلب منه أن يقول أو يعمل ما لا يؤمن به . . فقط يحفظون له كرامته . .!

ولكن الأفضل أن يتركوه لحال سبيله . . يسيبوه في حاله وهو يدبر أموره أفضل منهم . .!

. . يا أخي . . لماذ تثير المواجع . . ما إحنا كنا كويسين؟

المهندس صالح الشنفري عضو مجلس إدارة الهيئة العامة لسوق المال وعضو اللجنة الاقتصادية بغرفة تجارة وصناعة عمان يقول: نتمنى من القمة العربية ان تصل إلى قناعة تتماشى مع الواقع الجديد في عالم اليوم، وأن تتحرك باتجاه المستقبل منطلقة من حقيقة مفادها أن الاقتصاد أصبح هو المحرك للعجلة السياسية، وأن العمل العربي المشترك لن يتمكن من تفعيل أدائه بمعزل عن المصالح الاقتصادية للشعوب وليس الحكومات أو الأفراد في أنظمة الحكم أينما كانت .

فعندما يشعر المواطن العربي أن أمنه الغذائي والمائي والتعليمي والصحي هي مرتكزات ومنارات تسترشد بها مسيرة العمل العربي المشترك سوف يتحرك من واقع المتفرجين إلى المشاركين، ويتخلى عن سلبيته إلى السعي ليعلب دوراً إيجابياً ملموساً في مسيرة التنمية، واثقاً من أن عوائدها سوف ترجع إليه وإلى أبنائه وأحفاده، كما أنه سوف يشعر بالانتماء الحقيقي لوطنه الصغير دولته ووطنه الكبير من المحيط إلى الخليج، ويعتبر بأن أمن هذا الوطن في صورته الصغيرة والكبيرة يعني أمنه الشخصي ومستقبله والأجيال القادمة .

أما الآن ومع الآسف الشديد فما نراه رأي العين هو حالة مخيفة من السلبية والأنانية والانتهازية حتى أصبح كل منا له شأن يغنيه . . أو هكذا يعتقد .

وربما يكون المواطن العربي معذوراً في العزوف عن لعب دوره المشارك لأنه لا يشعر بثمار التنمية وعوائدها، ولا يرى سوى أوكار يعشش فيها الفساد المالي والإداري على حد سواء، الأمر الذي ينعكس على واقع المجتمعات العربية متجسداً في ألوان طيف من الفساد الاخلاقي وخراب الضمائر والنفوس .

ولعل ذلك هو السبب الحقيقي وراء عزوف المواطن العربي عن التفاعل مع مؤسسة القمة العربية أواجتماعاتها أو توصياتها وقراراتها لأنه يدرك جيداً من خلال الخبرة السابقة أن قرارات هذه القمم لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به على الورق . وأن متابعة القمة هو نوع من التسلية حتى أنني أخشى القول بأنها أصبحت موضعاً للتهكم والتندر .

هل يمكن أن يصدق أحد بأن الدول العربية الاثنتين والعشرين لا يمثل التبادل التجاري بينها سوى 8% فقط من الإجمالي، بينما 92% مع العالم الخارجي، بينما نتحدث عن منطقة تجارة عربية حرة وسوق عربية مشتركة . . وغيرها من الشعارات التي لا نرى لها فعلاً على أرض الواقع .

المطلوب من القمة إن أرادت التفاعل مع القاعدة أن تبحث بجدية في أسباب ldquo;الفجوةrdquo; الموجودة بين الأنظمة والشعوب، وأن تفكر جيداً وتخطط بشكل حقيقي من خلال برامج تنفيذية معلومة الأجل لتحقيق إنجازات ملموسة على الأرض، أما أن تخرج بيانات القمم بتلك الصيغ الباهتة التي اعتاد عليها الشارع العربي دونما فعل فسوف يؤدي إلى مزيد من الاحباطات وتوسيع الفجوة بكل ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على الأنظمة والشعوب معاً، خاصة في ظل ldquo;حالة التربصrdquo; المكشوفة بالعالم العربي الإسلامي .

سوريا

دمشق - ldquo;الخليجrdquo;:

الباحث الدكتور نبيل طعمة يتمنى من قمة سرت أن تكون قمة الوفاق العربي أولاً والتضامن العربي ثانياً لأن الحالة العربية لا تسر أحداً، ولابد للعرب ان يكونوا متصالحين مع ذواتهم وتكون القمة قمة مصارحة عربية حقيقية وأن يتم الترفع باللقاء الحقيقي، وأن تتمتع بدعم الشعب العربي وتعيد له وجدانه وكرامته، ومصارحة الشعب العربي بالمخاطر المحدقة في السودان واليمن اللذين يعيشان حالة اضطراب والعراق وموريتانيا والمغرب والجزائر المتنازعة حول ملف الصحراء الغربية .

ويدعو الدكتور طعمة القادة العرب خلال قمتهم المقبلة إلى التكامل الاقتصادي العربي مستشهدا بدول الاتحاد الأوروبي على اختلاف قومياتها ولغاتها ومشاربها التي أنجزت الوحدة الاقتصادية والسياسة والوحدة النقدية، متسائلا عن دور العرب كأمة ذات تاريخ عريق موغل في القدم حكمت العالم ما يقرب السبعة قرون ونيف .

ويؤكد الدكتور طعمة أن الطلب الحقيقي والمرجو من القمة ليس فقط القبلات والصور، بل تحرك عربي حقيقي يترفع عن الأنا من أجل نجاح الأمة العربية وبقائها، لأن التحدي الصهيوني والأمريكي كبير في المنطقة وضاغط على الشعب العربي بأكمله، فالمطلوب موقف حقيقي من التصرفات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والدعم الأمريكي اللا متناهي لها مضيفا ان الشعب العربي لم يعد يؤمن بمقولة ldquo;انتظروا فإننا معكم منتظرونrdquo;، وأن الفرص كبيرة جداً وهي لا تحتاج الا إلى مواقف تعبر عن وجود أمة عربية حقيقية لها أهداف وحضور .

تهدئة الأجواء العربية

يتوقع الدكتور نبيل السمان الأستاذ في جامعة دمشق حدوث مبادرات في قمة سرت وطي صفحة الخلافات بين الدول العربية، حيث ستكون هناك مبادرة سورية لطي صفحة الخلافات، وربما يكون هناك بعض التحفظات على هذه المبادرات نظرا لوجود المفترقين في الوطن العربي (دول الممانعة ودول الاعتدال) .

كما ستكون هنالك مبادرات بشأن قضية القدس وتهويدها وخاصة بعد إعلان الحكومة ldquo;الإسرائيليةrdquo; بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، في حين ستطلق بعض الدول العربية مبادرة تجاه الولايات المتحدة إذا ما نجح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في لي ذراع ldquo;الإسرائيليينrdquo; بقبول وقف الاستيطان أو تجميده .

ويرى السمان أن قمة طرابلس ربما ستنجح فقط في تهدئة الأجواء العربية، ولن تنجح في إقامة التضامن العربي، لأن القمم العربية السابقة كانت فاشلة بشأن ذلك، وهذا الفشل عائد إلى تبدل سياسات الدول العربية بين الاعتدال والممانعة تجاه ldquo;إسرائيلrdquo;، بالإضافة إلى اختلاف وجهات النظر بشأن إيران وملفها النووي، فدول الخليج لديها وجهات نظر تجاه إيران متباينة تماما عن الوجهة السورية التي تحاول أن تقوم بدور وساطة بين دول الخليج وإيران وتلطيف الأجواء، وان كانت دول الخليج لا تريد المجابهة والدخول في حرب في المنطقة .

يرى الدكتور سامر العطري المستشار في رئاسة مجلس الوزراء أن ما يهم المواطنين السوريين بالدرجة الأولى من القمة العربية المقبلة هو الخروج بالحد المطلوب من التضامن العربي بما يعيد إلى الأمة العربية متطلباتها الأساسية، وأن تؤدي القمة إلى تنقية الأجواء العربية والتلاحم العربي ومواجهة التحديات والأخطار الجسيمة التي تواجه هذه الأمة، مؤكداً أن نجاح القمة العربية في اتخاذ قرارات وخطوات عملية لاستعادة التضامن العربي يتوقف على استجابة الآخرين، لأن الموقف السوري واضح ومعروف ومشرف، ويتوقف على مقدار استجابة الآخرين ومشاركتهم وتعاونهم وانتقائهم وتلاحمهم .

في المقابل يرجو الدكتور جورج جبور المستشار السابق في رئاسة الجمهورية من القمة العربية أن تنتج أكثر مما هو منتظر منها، ذلك أن معظم العرب لا ينتظرون الكثير من القمة المقبلة، وإن كانوا يرغبون في أن تعطي القمة الكثير، ذلك لأن القمم السابقة علمتهم ألا ينتظروا الكثير إلا أنهم يتمنون الكثير، فالقمم العربية منذ أن بدأت لم تكن على المستوى المطلوب، وهنا يذكر جبور بما قاله في دراساته عن الجامعة العربية بأن القمة العربية الأولى إنما كانت قبل قيام جامعة الدول العربية بتسع سنوات، وأن أول كلام اتخذته القمة العربية عام 1936 إنما كان قراراً بطلب بريطاني من الملوك العرب حيث كان نداء لأبناء فلسطين لوقف الثورة وحينها قال الملوك العرب إنهم يحسنون الظن بنوايا بريطانيا التي لم تكن صافية، وتكرر الأمر عام 1991 عندما وثقت القيادة الفلسطينية بنوايا ldquo;اسرائيلrdquo; إزاء عملية السلام ووافقت على إلغاء القرار 3379 وهو أخطر قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص القضية الفلسطينية ونصه كما هو معروف ldquo;تقرر الجمعية العامة أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصريrdquo; .

كما وثقت القيادة الفلسطينية بحسن نوايا ldquo;اسرائيلrdquo; مؤخراً لدى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية ووثقت بجهود الوساطة الأمريكية وقررت أن تعطي وجهة إضافية ل ldquo;إسرائيلrdquo; لكي يتم تطبيق مبدأ الدولتين (سياسة الدولتين) أربعة أشهر إضافية، فأعطيت أمريكا وrdquo;إسرائيلrdquo; هذه المهلة، لتبقى خطة السلام العربية معروضة للبيع لمدة أربعة أشهر . إذاً ثمة نوع من العقم في معالجة القمة العربية في المسائل الأساسية للصراع العربي الصهيوني بل في معالجة أصل الصراع من الأساس .

أما في ما يتعلق بموضوع التضامن العربي فيؤكد الدكتور جبور أنه مطلب للجميع، غير أن هذا التضامن العربي لقي صعوبة في أن يتحقق ضمن إطار التحضيرات للقمة بسبب توتر العلاقة بين لبنان وليبيا بشأن موضوع يعتبره لبنان موضوعاً أساسياً بالنسبة لسياسته الخارجية ldquo;تغييب الإمام الصدرrdquo; ويتأمل جبور حدوث تضامن عربي بين دول عربية فرقتها ظروف السنوات الماضية وأن يكون هناك لقاء على مستوى القمة يضم كل العرب الفاعلين الأساسيين .

قال أنور رجا الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالقياس على مؤتمرات القمة السابقة بشكل عام، ننتظر بياناً سياسياً تقليدياً ربما يكون هذه المرة أكثر نضجاً في الإنشاء السياسي الذي تحاول من خلاله هذه القمة تبرئة ساحتها نتيجة التقصير العملي والميداني في الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ومواجهة الغطرسة الصهيونية المتواصلة فيجد القادة العرب ما يجري في القدس من عملية تهويد وتهديد مباشر للمسجد الأقصى والرموز التراثية والدينية سيجدون فرصة للبكاء على الأطلال . وبكل الأحوال ما نرمي إليه وهذا القول هو التأكيد على قناعاتنا بأن هذه القمم هي مجرد مكان للشجب والتنديد وعملياً التقاط الصور التذكارية لا أكثر لأننا لم نجد حتى الآن قرارات مدعومة ببرنامج زمني وعملي للتصحيح كل القمم العربية في معظمها افتقرت إلى الآليات التي تحول بياناتها إلى أفعال، فنحن أمام بيانات قمة تعد بياناتها شرفاً وقمم مصطنعة بجلساتها المعلنة، خطابات حامية الوطيس من دون أن نرى حقيقة الأمر طحيناً يمكن أن يشكل مادة للتفاؤل أو القناعة بجدوى هذه القمم .

للأسف انطلاقاً من التجارب السابقة نقول إنه ليس هناك ما يشير إلى حقيقة ما يؤمل به، خاصة أن وزراء الخارجية العرب كانوا قد استبقوا القمة لإعطاء سلطة أوسلو تشريعاً وغطاء للمفاوضات للمباشرة مع العدو الصهيوني، وجاء الرد الصهيوني المزيد من التهويد والاستيطان، ولم نر موقفاً أمريكياً حاسماً وقاطعاً يواجه هذه الهجمة الاستيطانية الشرسة خاصة أن وزراء الخارجية العرب قالوا آنذاك بأنهم اتخذوا قرارهم نتيجة لطلب أو إلحاح أمريكي باستثناء الموقف السوري وما على ضفافه من مواقف أخرى في هذا الاتجاه . ونحن نرى أن لا جدوى ولا أمل يرتجى من هذه القمة قبل القمة تبدأ المصافحات وبعد أن تنتهي القمة لا يبقى منها إلا الأيام . نقطة أخرى في هذا المجال كنا نتمنى لو أن هذه القمم تعكس إرادة سياسية عربية متحررة من الضغوط، إذ إن الواقع يؤكد أن الإدارة الأمريكية تحاول أن تلقي بظلال سياستها على هذه القمم بطريقة أو أخرى، لذلك نطالب بقمة عربية ترتقي إلى طموحات الشارع العربي .

لبنان

بيروت - ldquo;الخليجrdquo;:

وزير الدولة اللبناني د . عدنان السيد حسين قال: أول ما ننتظره من القمة العربية هو الضغط على ldquo;إسرائيلrdquo; وليس الضغط على الفلسطينيين والعرب، لأن ldquo;إسرائيلrdquo; تجاوزت كل الحدود في موضوع الاستيطان والقدس، وفي الوقت الذي تتذمر الولايات المتحدة من حكومة نتنياهو نجد أن بعض الحكومات العربية تتصرف كأن الأمر لا يعنيها .

قال لي السفير الصيني في لبنان قبل ايام يجب ان تتفقوا كعرب قبل ان تطلبوا دعمنا ونحن نؤيد العرب وقضاياهم وهذا دليل على أهمية أن يكون للعرب موقف كشرط لتأمين الدعم الدولي .

من جهة ثانية، طالما ان الانقسام الفلسطيني الحالي قائم بصورته الحالية فلا يمكن حتى مجرد التفكير بامكانية حل سلمي، فكيف اذا كنا نواجه فريقا متصلبا ومتعنتا مثل فريق نتنياهو وليبرمان .

ما يعنينا كلبنانيين من القمة هو أن تكون معنا في رفض التوطين الفلسطيني، وأن نعالج موضوع المخيمات الفلسطينية . فنحن في طليعة المدافعين عن القضايا العربية وأهمها القضية الفلسطينية، ولكن في ما يخص الوجود الفلسطيني في لبنان، فنحن نريد تطبيق مقررات طاولة الحوار الوطني الاولى في آذار/مارس ،2006 والقاضية بجمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه وتنظيمه داخلها .

موقف جدي

وزير الدولة اللبناني وائل أبو فاعور قال: إزاء التصلب ldquo;الإسرائيليrdquo; وازاء الهجمة العدوانية الجديدة المتمثلة في عمليات الاستيطان الاخيرة، من العبث الاكتفاء ببيانات الاستنكار . والمطلوب موقف عربي جدي، سياسي وعملي، يوقف هذا الهجوم العدواني . وفي هذا الاطار يجب التفكير جدياً بإعادة نظر شاملة بموضوع مبادرات السلام والتسوية والمفاوضات، فمع حكومة نتنياهو أصبح الحديث عن التسوية خارج الزمن .

فشل محتم

وزير الخارجية اللبناني فارس بويز قال: تنعقد القمة العربية في ظل ظروف بالغة الدقة من حيث انقسام أعضاء جامعة الدول العربية الى عدة محاور .

المشكلة الأولى تقع بين محورين، الأول يدافع عن العلاقة الحميمة مع طهران واعتبارها عنصر قوة للموقف العربي، والمحور الثاني يطرح مشكلة الصراع العربي الفارسي، ويدعم موقفه بإثارة قضايا عديدة . وهذا الانقسام بين محورين يخفي وراءه صراعاً مذهبياً غير معلن .

المشكلة الثانية هي الانقسام بين محورين آخرين، الأول مساير للولايات المتحدة، بمعنى إعطاء الفرص للسلام، ودعم المبادرة الامريكية التي ينفذها جورج ميتشل، ومحور ثان لا يثق بأن الولايات المتحدة لها الارادة والقدرة على تغيير الأمور وهذا المحور يستند الى التصلب ldquo;الإسرائيليrdquo; لا سيما منها عملية الاستيطان الجديدة في الضفة والقدس، التي تتزامن مع حضور نائب الرئيس الامريكي الى المنطقة .

المشكلة الثالثة تخص العلاقات الثنائية بين عدد من الدول العربية والدولة المضيفة ليبيا . وبهذه الصفة سيترأس العقيد معمر القذافي دورة القمة العربية وهذا ما قد لا يروق لدول وقادة كانوا او مازالوا على خلاف مع ليبيا .

هذه الانقسامات تجعل فشل القمة أمراً محتماً فإذا اخذنا موضوع السلام فثمة دول عربية تراهن على الدور الامريكي ودول أخرى تعتبر ان خيار الممانعة والمواجهة هو الكفيل بتحقيق السلام . وهذا ما سينعكس على الموقف من المبادرة العربية للسلام التي ما زالت موجودة .

دعم المقاومة

الوزير السابق كريم بقرادوني قال: لسوء حظ العرب فإن القمم حتى الآن كانت قمماً في الشكل وليس في المضمون، وكانت معظم القرارات كبيرة والانجازات صغيرة، وبالتالي لا أتوقع ان تخرج قمة ليبيا عن مسار القمم السابقة . أي كلام كثير وفعل قليل .

على الرغم من ذلك فإن انعقاد القمة أفضل من عدمه . واللقاء بين القيادات أفضل من المقاطعة لكن اعتقد أن العمل العربي المشترك مازال دون الصفر . وفكرة ايجاد آلية عربية لحل النزاعات التي يقترحها الرئيس السوري بشار الأسد قد تكون الشيء العملي الوحيد الذي قد تخرج به القمة .

الموقف العربي المطلوب اليوم هو المقاومة ودعم المقاومة عربياً . المقاومة الفلسطينية هي هاجس ldquo;إسرائيلrdquo;، والمقاومة اللبنانية هي كابوس ldquo;إسرائيلrdquo; . وخير ما يفعله العرب في قمتهم هو اعلان موقف دعم المقاومة فقط . ليس المطلوب من الدول العربية الانخراط بالمقاومة، يكفي ان يدعموا المقاومة الموجودة . عندها سيتبدل الموقف ldquo;الإسرائيليrdquo; ومن خلفه الموقف الامريكي ويصبح للعرب عنصر قوة يمكنهم من التفاوض من موقع متكافىء . فالسلام لا يتم الا بين متكافئين .

خيار المفاوضات الفاشل

الوزير السابق عبد الرحيم مراد قال: اعتدنا على ألا ننتظر شيئاً من القمم العربية . وعندما خرجت قمة بيروت العربية في العام 2002 بالمبادرة العربية للسلام، أعتقد البعض انها ستحدث تغييراً كبيراً في وضع المنطقة، ولكن على الرغم من تواضع المبادرة ورغم كل التنازلات التي قدمت للعدو، فانه رفضها ولم يتغير شيء .

في الحقيقة اننا لا نتوقع شيئاً من قمة ليبيا، أما تمنياتنا فتذهب لدعوة العرب الى اعادة النظر في المبادرة العربية للسلام، وأن تعيش القمة أجواء ما يجري اليوم في القدس، من انتفاضة عظيمة للشعب الفلسطيني، وأن يضغط القادة العرب على القيادة الفلسطينية التي راهنت على خيار المفاوضات، كي تتخلى عنه لأنه لن يؤدي الى نتيجة . وأن يتخذ العرب قراراً استراتيجياً بدعم خيار المقاومة في الداخل الفلسطيني وجعله خياراً عربياً شاملاً .

مواقف جدية

الوزير السابق بشارة مرهج قال: ننتظر من مؤتمر القمة العربي أن يكون على مستوى الحد الأدنى من الطموح العربي في مواجهة الاستحقاقات التي تعيشها القدس وفلسطين المحتلة بأسرها .

تقدم العرب في السابق بمبادرات، أهمها مبادرة السلام العربية وقد أهملتها ldquo;إسرائيلrdquo;، لا بل احتقرتها، في حين لم تكترث لها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، ولم يصدر عنهما سوى مواقف لفظية من دون مضمون . وبالأمس القريب تقدمت الدول العربية بمبادرة جديدة من خلال قرار مجلس وزراء الخارجية العرب، بإطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين وrdquo;الإسرائيليينrdquo;، فردت تل ابيب على هذه المبادرة ببناء مزيد من المستوطنات .

ينتظر المواطنون العرب من قمة ليبيا أن تأخذ قرارات مهمة تكون فعلاً قرارات قمة وليس مجرد بيانات توصيفية تستنكر ما يحصل فقط . والمواطن العربي في أي مكان وجد، لا يمكن أن يقبل بمواقف اعلامية، ويريد مواقف جدية تواجه التحدي ldquo;الإسرائيليrdquo; .

مصر

لقاهرة - ldquo;الخليجrdquo;:

يقول جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني: ldquo;معالجة الانقسام العربي العربيrdquo; أكثر القضايا التي يرى الخبراء والمحللون السياسيون أنها تفرض نفسها على أجندة القمة العربية المرتقب انعقادها بمدينة سرت الليبية، بما يصبح مطلوبا معه اتخاذ قرارات حاسمة للتعامل مع تلك القضية وتداعياتها، مثل تلك القضية تستحق أن تكون بنداً وحيداً على جدول أعمال القمة ليجري حولها ldquo;تشاور جادrdquo; بما من شأنه أن يقود في النهاية إلى اتخاذ قرارات ldquo;حاسمةrdquo; تلبي طموحات وتطلعات الشعوب العربية نحو إنهاء هذا الانقسام . ويؤكد عودة أن الانقسام الموجود في الصف العربي وصل إلى مرحلة عالية من الخطورة بما يهدد مستقبل العمل المشترك في المنطقة، مضيفا أنه صار ملحّاً أن يسعى القادة العرب إلى إحداث تقارب جاد في ما بينهم بما يمكنهم من صياغة أسس جديدة للتعاون المشترك في مواجهة التحديات والأخطار التي تحدق بدول المنطقة وتنال من استقرارها، مشيرا إلى أنه من الضروري أن يبتعد القادة عن الصياغات التي ملّت الشعوب العربية تكرارها من قبل ldquo;الوعد بمساعٍ لتنقية الأجواءrdquo;، وأن تصدر عن القمة قرارات يلمس المواطن العربي جديتها في هذا الشأن .

وعلى الرغم من أن د . عودة يرى أن المطلوب من القمة كثير، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن المأمول والمتوقع ليس بنفس المستوى حيث دأبت القمم العربية على الخروج بنتائج صادمة حسب تعبيره للتوقعات والطموحات العربية حتى انتهى الأمر إلى ldquo;اجتماعات هزليةrdquo;، على حد وصفه، ويقول إنه من المفترض في أي اجتماعات تضم قادة الدول أن تسعى إلى اتخاذ قرارات وتنفيذها أو على الأقل أن تسعى إلى تشاور جاد بشأن القضايا المطروحة على دولهم، أما القمم العربية والكلام لا يزال لعودة فلا يحدث فيها هذا ولا ذاك .

دعم مالي عاجل

ويقول مندوب فلسطين الدائم وسفيرها في القاهرة الدكتور بركات الفرا: ldquo;على المستوى السياسي، القضية الفلسطينية قضية عربية بامتياز والقرار في شأنها قرار عربي تماما مثلما هو قرار فلسطيني، وحين اقترحت الولايات المتحدة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس تدشين مفاوضات غير مباشرة قال لهم إن هذه المفاوضات لن تتم إلا بموافقة الدول العربية وهو ما حدث بالفعلrdquo; .

ويضيف الفرا: فلسطين تريد من قمة سرت دعماً مالياً عاجلاً على خلفية قرار قمة بيروت السابق بتخصيص دعم بقيمة خمسة وخمسين مليون دولار للسلطة الفلسطينية، ورغم ذلك فإن عددا من الدول العربية لم تلتزم حتى الآن بدفع حصتها .

ويرى الفرا أن قضية القدس يجب أن تكون هي القضية الأولى على جدول أعمال القمة، ويضيف: توجهنا بمشروع كامل لإنقاذ القدس من المخططات ldquo;الإسرائيليةrdquo; التي تهدف إلى تهويدها والاستيلاء عليها، ونحن حاليا بدأنا بمناقشة هذه الخطة خلال اجتماعات المندوبين الدائمين لجامعة الدول العربية، فالقدس في وضع خطير وصارت مهددة الآن بالأسوأ .

تمثيل متدنٍ

د . عماد جاد الخبير بالشؤون ldquo;الإسرائيليةrdquo; في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام يتفق مع القول إن معالجة الانقسام العربي وبالتبعية معه الانقسام الفلسطيني الفلسطيني يعد أهم القضايا التي تتطلب من القمة العربية تعاملا حاسما خلال انعقادها المرتقب .

ويرى د .جاد أن حل أي من الانقسامين سيقود بالتأكيد إلى التأثير الإيجابي في الآخر، معتبرا أن إعطاء الأولوية لحل الخلافات العربية العربية سيمهد الطريق بالتأكيد للوصول إلى مصالحة فلسطينية داخلية، وكلا الأمرين سيقود إلى تعامل عربي مع بقية القضايا ذات الصلة كالممارسات ldquo;الإسرائيليةrdquo; في القدس ومضي حكومة نتنياهو في الاستيطان .

لكن د . جاد لا يتوقع أيضا أن تكون قمة ldquo;سرتrdquo; مختلفة عن سابقاتها من القمم العربية، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك متوقعا أن تكون الأضعف بالنظر إلى مستوى التمثيل العربي فيها .

ويقول إنه في ظل مستوى تمثيل متدن فلا يمكن توقع استصدار قرارات أو التوصل إلى إنجازات، مشيرا إلى أنه في كل الأحوال مطلوب من القمة العربية معالجة قضايا مهمة أخرى كالعمل المشترك في المجالات الخاصة بالتعاون الاقتصادي وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، إضافة إلى التعامل مع قضايا المناطق الساخنة كالصومال والسودان واليمن والعراق .

قطاع غزة

غزة - ldquo;الخليجrdquo;:

قال منسق تجمع الشخصيات الوطنية المستقلة الدكتور ياسر الوادية: إن الزعماء والرؤساء العرب مطالبون بضرورة العمل سريعاً على انهاء الانقسام واتمام المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة الوطنية المفقودة، وضرورة التحرك لإنقاذ مدينة القدس المحتلة، وقطع الطريق على المخططات ldquo;الإسرائيليةrdquo; الخبيثة بتهويد المقدسات العربية الإسلامية مثلما فعلت من قبل بضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية .

وطالب الوادية الرؤساء والزعماء العرب بالضغط على المجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياته وممارسة ضغوط حقيقية على دولة الاحتلال ldquo;الإسرائيليrdquo; التي تدعي حرصها على استئناف المفاوضات وتحقيق السلام، فيما ممارساتها على الأرض تقوض كل فرص هذا السلام .

وأكد أهمية أن توحد القيادة العربية صفوفها ونبذ خلافاتها والانتباه للتحديات والقضايا المصيرية، وأبرزها رفع الحصار الظالم المضروب على قطاع غزة للعام الرابع على التوالي، والوقوف في وجة الجرائم الاستيطانية التوسعية التي ترتكبها الحكومة ldquo;الإسرائيليةrdquo; المتطرفة، وبحث عملية السلام برمتها استناداً إلى المراوغة ldquo;الإسرائيليةrdquo; .

كما أكد الوادية أهمية أن تبحث القمة العربية قضية إعادة إعمار ما دمرته الحرب ldquo;الإسرائيليةrdquo; في قطاع غزة، رغم ادراك صعوبة الشروع في الاعمار في ظل الانقسام القائم في الساحة الفلسطينية، مستدركاً أنه بالإمكان تجاوز هذه العقبة وتخفيف معاناة المشردين من خلال البدء في إعادة الإعمار تحت اشراف عربي بعيداً عن قطبي الانقسام الداخلي ممثلين في حركتي ldquo;فتحrdquo; وrdquo;حماسrdquo; .

ورأى الوادية أن القمة العربية لن تحقق نتائج ملموسة وذات قيمة وستكون نسخة عن سابقاتها من القمم العربية، وستقتصر على جملة من المواقف في بيان لن يجد طريقه إلى التطبيق الفعلي، بسبب حالة الضعف والترهل وخلافات الأنظمة العربية .

ويؤيد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم رأي الوادية، ويرى أن الفلسطينيين لا يتوقعون الكثير من القمة العربية، ولن يرفعوا سقف تطلعاتهم ومطالبهم، فالقمة العربية التي عقدت في بيروت في العام ،2002 لا تزال ماثلة أمامهم حيث تزامنت مع إعادة قوات الاحتلال ldquo;الإسرائيليrdquo; احتلال الضفة الغربية وحصار الرئيس الراحل ياسر عرفات، ولم يحرك العرب ساكناً، وكذلك العدوان ldquo;الإسرائيليrdquo; في العام الماضي على قطاع غزة، ولم يفعل العرب شيئاً بل إن الفلسطينيين وجهوا اتهامات صريحة لبعض الدول العربية في طريقة تعاملها مع دولة الاحتلال ldquo;الإسرائيليrdquo; .

ويدرك الفلسطينيون أن الدول العربية ال22 منقسمة على نفسها، وكل دولة لها مصالحها وتحالفاتها الإقليمية والدولية، والتي كانت معالمها واضحة الشهر الماضي عندما اتخذت لجنة المتابعة العربية للترويج للمبادرة العربية قراراً بدعم شروع السلطة الفلسطينية في مفاوضات غير مباشرة مع دولة الاحتلال بناء على طلب أمريكي .

لذا لا يعول الفلسطينيون، كثيراً على القمم العربية، وعلى الرغم من ذلك يتطلع الفلسطينيون لأن يلعب العرب دوراً أكبر في وضع حد للانقسام الفلسطيني المستمر منذ ثلاثة أعوام، وعودة اللحمة بينهم والمساهمة في توحيد الفلسطينيين، والعمل على ان تتم المصالحة الفلسطينية .

كما يتطلع الفلسطينيون إلى أن يتخذ الزعماء والقادة العرب قراراً صريحاً بكسر الحصار المضروب على قطاع غزة والمساهمة في فكه واتخاذ قرار بالضغط على المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية لرفع هذا الحصار إلا أن ذلك يظل في باب التمنيات .

إن تجارب القمم العربية السابقة والبيانات الجوفاء التي تصدر عنها دون أن تجد طريقها نحو التطبيق الفعلي تبقي تطلعات الفلسطينيين بنتائج ملموسة وذات قيمة في باب التمنيات لا أكثر .