الكويت - ميس حمدان

بعد هيمنة عدد من نجوم السينما والمسرح والاغنية على مواقعهم ها هم يغزون مواقع اعلامية جديدة بل انهم يلتهمون حصة المذيعين ولربما لقمة عيشهم وهناك الكثير من الفنانين فضلوا أن يستفيدوا من شهرتهم لتقديم برامج تلفزيونية، وآخرون أرادوا طرح أنفسهم فنانين لابراز موهبتهم الغنائية، والبعض الآخر كانوا جديرين بهذه الطلة، وقدموا أنفسهم بشكل مختلف، مما جعلنا نتساءل: هل بدأ الفنانون بسحب البساط من تحت أقدام الاعلاميين، أم بات المنتجون يبحثون فقط عن الجمال والشهرة بغض النظر عن وجود الاعلامي المثقف؟ وما مدى تقبل المذيعين لهذه الظاهرة؟

لاحظنا خلال الفترة الماضية اختراقا قويا من الفنانين للمجال الاعلامي، وسطوا على معظم القنوات التلفزيونية، ليصبح تبادل الكراسي بين النجم والمذيع هو السمة السائدة، فقد أفردت كثير من القنوات الفضائية مساحات واسعة للمذيعات، لكي يبدعن من خلال برامجهن، وقد أصبحت ظاهرة تحول المذيعات الى مطربات من الظواهر التي يجب أن ينظر اليها بعين الاعتبار لتأثيراتها الواضحة في الاعلام كمهنة.وفي تجويدهن لما يقدمنه من برامج عبر الفضاء، فنرى الفنانة أروى تطل علينا من خلال برنامج (آخر من يعلم) على شاشة (ام بي سي)، وأشرف عبدالباقي الذي يعد برنامجه (دارك) من أنجح البرامج التلفزيونية. وذلك لتلقائيته الشديدة في الحوار، كما خاض أيمن زيدان تجربة التقديم من خلال برنامجي (وزنك ذهب)، و(لقاء الأجيال) الا أنه لم يحقق شعبية كبيرة. كما خاضت نجمة laquo;سوبر ستارraquo; ديانا كرزون تجربة التقديم من خلال برنامج laquo;دويتوraquo; على شاشة laquo;نايل لايفraquo;، وقامت فيه بتأدية دور المذيع والمطرب، وقد لاقى استحسانا كبيرا أثناء عرضه بشهر رمضان الماضي، ومع انتشار القنوات الفضائية الدينية، زاد الطلب على الفنانات المحجبات لتقديم البرامج. ومنهن الفنانة صابرين التي أطلّت من خلال برنامج بعنوان laquo;طلة قمرraquo; وتناقش فيه السلوكيات الأخلاقية التي يجب اتباعها في حياتنا الاجتماعية. وحاليا تخوض الفنانة يسرا تجربتها الأولى في التقديم خلال 20 حلقة من برنامجها الجديد (العالم العربي اليوم)، وتأتي المغنية اللبنانية رولا سعد التي تنشغل حاليا بتصوير حلقات برنامج (الحياة حلوة).وهو برنامج مسابقات تستضيف من خلاله عددا من نجوم الفن العربي ويدور حول منافسة بين فريقين؛ الأول من الشباب، ويقوده نجم من النجوم، والثاني من الفتيات وتقوده نجمة معروفة، وسوف يعرض البرنامج على قناة الحياة مع بداية الشهر المقبل. تقول الاعلامية أميرة الفضل: التخصص مهم لنجاح أي شخص في عمله.

وليس معنى أن هناك ممثلا أو مخرجا ناجحا أن يكون بالتبعية مذيعا ناجحا، فالخلفية الثقافية التي يتمتع بها المذيع وطريقة التقديم تختلفان كثيرا عن الفنان، وما يحدث اليوم خلط للأوراق من دون مراعاة للمشاهد الذي يرغب في رؤية برنامج قوي المضمون، فالفنان نشاهده طوال العام من خلال أعماله الدرامية والسينمائية الناجحة.

وأعتقد أن هذا يكفي، ولكن تجاوز بعض أصحاب رؤوس الأموال ورغبتهم في جذب المشاهد مهما كلف الأمر، دون النظر للمحتوى يؤديان الى تزايد هذه الظاهرة، ولكن هذا لا يعني وجود تجارب ناجحة لبعض الفنانين الموجودين على الساحة، وتضيف: عرض علي الاشتراك في أعمال سينمائية وتلفزيونية عدة، ولكنني رفضت لأنني مؤمنة بمبدأ التخصص. على العكس تقول ديالا علي: اعتمدت المحطات الفضائية على الفنانين لتقديم الكثير من البرامج رغبة منها في جذب المشاهد الذي يفضل دائما رؤيتهم، وأعتقد أن الساحة مفتوحة للجميع، والمهم أن يثبت الشخص نفسه في أي مجال يقدمه، وهناك الكثير من التجارب الناجحة لبعض الفنانين تتقدمهم أروى التي تقدم البرنامج بطريقة جذابة. بينما ترى وئام الدحماني أن ما يحدث اليوم على الساحة الاعلامية يشكل خطرا على المذيعين، وذلك لشعبية الفنان الواسعة، وليس بسبب كفاءته الاعلامية، تقول: عندما اختارت قناة أبوظبي الممثلة زهرة عرفات لتقديم برنامج تلفزيوني، كان ذلك بسبب شهرتها ونجوميتها في مجال التمثيل، وليس لأنها اعلامية كفؤة، كذلك بالنسبة للفنان مصطفى شعبان الذي يقدم برنامجا تلفزيونيا على الرغم من وجود اعلاميين أكثر كفاءة منه.

ولكن المنتجين يعرفون أن هذا الفنان له شعبية واسعة، ستجعل الكثير من المشاهدين يتابعون برنامجه وينتظرون موعده، وتضيف: في هذا الزمن اذا أراد الاعلامي أو الفنان النجاح يجب أن يعمل كل شيء، باختصار يجب أن يكون شاملا، اذا توفرت فيه الموهبة، فأنا مثلا أقف على أبواب التمثيل الذي أحبه منذ صغري.

والذي من خلاله سأصبح نجمة مشهورة، واعلامية أكثر شهرة، لأن برامجي وقتها ستختلف سواء من حيث المضمون أو ميزانية الانتاج، فالنجومية تفتح أمام الفرد أبوابا عدة لكي يختار منها ما يناسبه.

وعلى الجانب الآخر، يقول الممثل والمخرج ماهر الخاجة: نحن في النهاية أسرة واحدة نكمل بعضنا البعض، واذا لاحظنا سنرى أن الفنانين لا يقدمون سوى البرامج الخفيفة التي تليق بهم، ويقدمونها بشكل جيد جدا، ولكن هذا لا ينفي أحقية الاعلاميين في الغضب منا للتدخل في أعمالهم