شريف قنديل

ماذا يجري في مصر؟ أطرح السؤال من قلب القاهرة وأنا أتابع بفرح مشهد التحول الجميل للديموقراطية الحقيقية. والذي حدث أن الدكتور محمد البرادعي الذي ترشحه قوى المعارضة المصرية للرئاسة نزل للصلاة في مسجد الحسين بمنطقة الأزهر المزدحمة فالتف الناس حوله ورددوا شعارات كانت إلى وقت قريب وقريب جدا كافية لدخول أصحابها السجن بقضايا تتعلق بأمن الدولة ومحاولة قلب نظام الحكم.. حدث ذلك في الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات وquot;الألفينياتquot;.
بالغ الناس في الالتفاف حول البرادعي وجاء رجال الشرطة وتصورت أن سيارات الأمن المركزي المحيطة بالمكان ستضيق بالأعداد التي ستحملها من المشاغبين الشيوعيين، بتعبير الستينات والسبعينات، والإرهابيين بتعبير الثمانينات والتسعينات ، والإخوان المسلمين بتعبير quot;الألفينياتquot;, لكن شيئا من ذلك لم يحدث، فقد تولى الضباط حماية البرادعي من الازدحام وتأمين وصوله إلى سيارته.
قلت في نفسي لعلها حركة مصطنعة لتبييض الوجه, لكن ما حدث الجمعة الماضية يؤكد بوضوح أن فجرا جديدا للتعبير عن الرأي بحرية تامة قد لاح في الأفق.. انتقل البرادعي للتجول في محافظة الدقهلية والصلاة في مسجد محافظتها وإقامة ندوات في قراها وعاد الرجل للقاهرة في أجواء هادئة مطمئنة لم تشهدها مصر منذ أكثر من 40 عاما.
في صباح اليوم التالي كانت الصحف المصرية المحسوبة على النظام القديم والجديد تتحدث عن جولة البرادعي وكان رئيس مجلس إدارة الأهرام ، كبرى الصحف المصرية ، يكتب عن ضرورة احترام ظاهرة البرادعي وداعيا لترشيح عمرو موسى أيضا.
سيقول البعض إنها شكليات وإن مرشح الحكومة آت أت, وأقول إن مرشحا حكوميا يأتي بنزاهة, وبعد إحداث التغييرات الدستورية المطلوبة, ووسط هذا الزخم لا غبار عليه أبدا حتى ولو كان اسمه جمال. وأهلا بالديموقراطية.