مازن السديري

أتذكر في آخر عام 2007 صرح مدير عام شركة (توتال) النفطية الفرنسية السيد (مارجري) في صحيفة (ليزكو) أن توتال سوف تدخل مجال الطاقة النووية لا محالة, وتستوعب من إجاباته بأن الطاقة النووية أصبحت تقنية ضرورية علامة تخلف أو تقدم بالرغم أن فرنسا تمتلك هذه التقنية والكهرباء التي تنير شوارع باريس مصدرها هذه الطاقة النووية, وخلال سنوات سوف ترتقي (توتال) من شركة نفطية إلى شركة متخصصة بالطاقة.

للأسف أسيء استخدام هذه الطاقة وتشوهت صورتها وأصبحت مرتبطة فقط بالدمار, طورها الأمريكيون بعقول ألمانية في سرية غامضة لأغراض عسكرية في أربعينيات القرن ثم لحقهم السوفييت بسنوات معدودة عبر جاسوسين أمريكيين (كانا يهوديا ويهودية متزوجين من بعضهما), ثم بدأ بالخمسينيات شيمون بيرز بناء مفاعل (ديمونة) تحت الأرض لأغراض عسكرية صرف.. أدرك (ديجول) تأخر فرنسا ليلحق بالركب لتفجر فرنسا قنبلتها النووية لأغراض تجريبية في صحراء الجزائر.

بعد أزمة الطاقة النفطية عام 73 ميلادي التفت العالم لهذه الطاقة ليجد فيها البديل المناسب لإنتاج الكهرباء.. العرب يمتلكون النفط ولكن ينقصهم الكثير ليس فقط الطاقة المتجددة (النووية) بل الماء مثلا وهو خطر استراتيجي كبير وتحلية ماء البحر شديدة التكلفة, وكذلك إنتاج الكهرباء الذي يستنزف الطاقات النفطية والغازية التي يفضل استثمارها على استنزافها.. كنت أستغرب عندما كنت طالبا في كلية الهندسة أين سوف يذهب خريجو الفيزياء النووية.

اليوم رجل المفاجآت الذي يفتتح مجمعا صناعيا ضخما في الجبيل ثم في ينبع ثم مدينة علمية بالمليارات يفاجئ العالم برغبة فرض طموح العلم وتغيير صورة تأخر العرب وإسكات المتحججين بالمؤامرة الغربية علينا بأنها سبب تأخرنا والتي تخرج من عقول دائما تنتقد وتشتكي ولا تعمل.. وخادم الحرمين يحب العمل ويحب العقول التي تفكر لتعمل لا لتحبط.