زيّان

على رغم التزام لبنان الدقيق لكل نصوص القرار 1701 ومندرجاته، وكل قرارات الشرعيَّة الدوليّة، فان التهديدات تعود لتنصبّ عليه من واشنطن واسرائيل في آن واحد.
وعلى رغم المساعي الحثيثة والدؤوبة التي يتابعها الرئيس سعد الحريري مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا المجال، وتأكيده استعداد لبنان الدائم للتعاون الكامل مع الامم المتحدة، ومجلس الأمن، والمساعي الحميدة التي تبذل على أكثر من صعيد، فان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لم يتردَّد في توجيه التحذيرات الصريحة في هذا الخصوص.
وفي اشارته أمس الى ترسانة quot;حزب اللهquot;، واتهامه سوريا وايران بتزويد quot;الحزبquot; quot;صواريخ متطورةquot;، يلتقي مباشرة وعن سابق تصوُّر وتصميم مع الموقف الاسرائيلي المتشنّج، ويفسٍّر تالياً الكثير من المواقف الأميركية والاسرائيليّة التي تسارعت في الأيام الأخيرة.
وخصوصاً بعد التقاء غيتس في يوم واحد، وربما في لحظة واحدة، على كلام تهديدي تحذيري واحد مع وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك.
فباراك، بدوره، وجد ان من quot;المناسبquot; أمس توجيه اتهام الى سوريا quot;بنقل صواريخ الى حزب اللهquot;.
وفي معرض الاتهام التنصُّل من سعي اسرائيل الى شن أي عدوان على لبنان أو سوريا، من غير أن يفسٍّر أسباب هذا الاصرار الأميركي ndash; الاسرائيلي على جعل quot;موضوع الصواريخquot; قضية يومية، ومادة لتصريحات لا تخلو من التهديدات والتحذيرات.
مما يقول للبنان وسوريا والعرب إن المسألة فيها ما فيها. وفيها، تالياً، ما يفسٍّر الحركة الناشطة، والواسعة للرئيس الحريري في هذا الصدد. ويوميّاً.
وعلى خطَّين متوازيين: عربيّاً واوروبيّاً، وتحسّباً لما يكون قيد التحضير والاعداد في كواليس واشنطن وتل أبيب ومطابخهما.
من بعيد ومن قريب، تبدو المنطقة كأنها أمام امتحان جديد وعسير. بل كأن لبنان، تحديداً، وُضع مرُّة أخرى قيد التجربة. أو على مقربة من برميل بارود.
لكن الكل يعلم ان المغامرات الحربيَّة لم تعد سهلة. ولن تكون اسرائيل بعيدة من مفاجآت قاسية، اذا ما ركبت رأسها واختارت الحرب عوض السلام مرة أخرى.