طلال القشقري

ليس انحيازاً للصحافة السعودية، لكنّي أراها الآن أكثر مهنية وأقرب للانصاف من الصحافة المصرية، خاصّة فيما يتعلّق بمضمون ما يُنشر عن القضايا التي تطرأ على المواطن السعودي أو المواطن المصري في بلد الآخر، وهذه رؤية شخصية، أؤكّد أنها مجرّدة من المحاباة!.
الصحافة المصرية تُصوّر قضايا مواطنيها في السعودية بأنها مظالم (أي أنهم مظلومون) وفي نفس الوقت تُصوّر قضايا المواطنين السعوديين في مصر بأنها ظلائم (أي أنهم ظالمون) وهكذا إسقاط.. هو عاطفي وخاطئ إذا عُمِّمْ!.
كمثال (لسّه) ساخن وطازج: أورد موقع جريدة ((المصريون)) المصرية في زاوية (ديوان المظالم المصرية) قصّة مواطن مصري يُقيم في المملكة، ويزعم أنّ وكيل إمارة إحدى مناطقنا قال له: (كلّكم كذّابين ونصّابين أيّها المصريين) بعدما اشتكى كفيله السعودي في قضية تُنظر الآن في المحاكم السعودية!.
شخصياً، لا أعلم تفاصيل القضية، لكن دون تثبّت ممّا زعمه المواطن المصري ودون سماع قول الطرف الآخر، فإنّ نشر الجريدة لهذا الزعْم على عواهنه يعضد رأيي في الصحافة المصرية، ولو استشارني رئيس تحرير الجريدة الأخ محمود سلطان لأفدته أننا لم نر الله لكننا بالعقل عرفناه، فمن المعروف أنّ أيّ وكيل إمارة لا يُعيّن في منصبه المهم والرفيع إلاّ وهو ذو حنكة دبلوماسية تحول بينه وبين التفوّه بما يؤجّج عداوة أو حتى شرر عداوة بين الشعبين العربييْن الشقيقيْن!.
خسارة، فالصحافة المصرية هي أمّ الصحافة العربية، وليس هناك صحفي عربي إلاّ وتعلّم منها، فلماذا تغلب عليها عاطفة كرة القدم؟! إن فاز فريقها في مباراة فبجدارة، وإن لم يفز فبسبب تحامل الحكم أو مؤامرة دبّرها الفريق الآخر!.