نهار عامر المحفوظ


منطقة الشرق الاوسط تعد من المناطق الساخنة لكون بعض دولها يشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي وكذلك الحدودي بين بعض دولها، ناهيك عن الصراعات السياسية الداخلية والتي تهدد بنشوب حروب أهلية ان لم تكن قد اندلعت شرارتها في بعض دول المنطقة مثلى السودان والعراق واليمن وان كانت تختلف حدتها بين بلد وآخر، والتي بلاشك انعكست على تلك الدول المحيطة بها ضعفا وعدم اطمئنان على المستقبل السياسي وما ينتج عن ذلك من وهن اقتصادي لتلك الدول وجيرانها، عدا كونها تصب بشكل مباشر في خانة تأزيم منطقة الشرق الأوسط وتجعلها عرضة للتدخلات الاجنبية وكذلك القوى الدولية بحجة استقرار الامن الدولي وحماية مصالحها، هذا من جانب، ومن جانب آخر ما تمثله اسرائيل ككيان مغتصب ويملك من الاسلحة المتطورة ذات التدمير الشامل والمحرمة دوليا ما يجعلها تهدد جيرانها وحتى الدول العربية البعيدة عن حدودها، ولاشك ان احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية يمثل انتهاكا للمواثيق الدولية التي لا تعترف بها اسرائيل لاعتمادها على حماية ودعم اميركا والدول الاوروبية التابعة لها، لتكون اسرائيل بذلك اهم اسباب التأزيم في منطقة الشرق الأوسط وعدم استقرارها الامني والسياسي. ،والامر الجديد المؤسف ان الجارة ايران دخلت طرفا في عملية التأزيم وحالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة وخصوصا اقليمنا الخليجي من خلال اعتمادها سياسة التصنيع العسكري واصرارها على تخصيب اليورانيوم وتكملة مشروعها النووي، عدا تلميحاتها التهديدية لبعض دول مجلس التعاون، وكذلك اصرارها على احتلال الجزر الثلاث الاماراتية بما يتنافى مع شعاراتها الثورية وخطاباتها الدينية التي ترفض فيها سياسة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والسورية.

ومع هذه الاختلالات وحالة عدم الاستقرار تبقى المملكة العربية السعودية صمام الامان لما تتمتع به سياستها من اتزان وحكمة لتكون بذلك مركز التأثير الاساسي كمرجعية موثوق بها لدول المنطقة جميعها وكذلك تأثيرها على القرار الدولي الخاص بشؤون الشرق الأوسط، وما كانت المملكة العربية السعودية ان تبلغ هذه المكانة من المرجعية والثقة لولا سياساتها الحكيمة واحترامها لسيادة دول المنطقة وحقوق شعوبها عبر سياستها الهادئة في بناء علاقاتها القائمة على الود والاحترام مع جميع دول العالم، ولذلك تبقى السعودية مركز التأثير الاساسي وتشكل صمام الامان لدول المنطقة.