وليد الرجيب

محمد طلعت حرب باشا، ولد في 25 نوفمبر 1867، وتوفي في 1941م، وهو اقتصادي مصري، لعب دوراً متميزاً في تمصير الاقتصاد، وتحريره من التسلط الأجنبي، أو الانكليزي بالتحديد، وهو أول من أنشأ بنكاً مصرياً خالصاً، هو بنك مصر، كما أنه صاحب مبادرات لانشاء شركات ومصانع مصرية، مثل شركة الغزل والنسيج المصرية، كان طلعت حرب نموذجاً للانسان الوطني، الذي نذر حياته من أجل اقتصاد وطني مستقل.
ومناسبة هذا الحديث، أن هذا اليوم 19 مايو يصادف الذكرى الـ58، لتأسيس بنك الكويت الوطني، في العام 1952م، وذلك بعدما اجتمع مجموعة من رجالات تجار الكويت، لتأسيس أول بنك كويتي، وتوجهوا الى المغفور له أمير الكويت الأسبق الشيخ عبدالله السالم، بطلب تأسيس بنك كويتي، فقال لهم: ان الاتفاقية القائمة مع البنك البريطاني للشرق الأوسط، تمنعنا من الترخيص بانشاء بنك آخر، الذي كان البنك الوحيد آنذاك في الكويت، ولكن التجار أوضحوا للأمير أن الاتفاقية تلزم بعدم الترخيص بانشاء بنك أجنبي آخر، الى جانب البنك البريطاني... وهنا وافق الشيخ عبد الله السالم على طلبهم، وخاصة أنه كانت لديه توجهات وطنية، وقدم دعماً للبنك الوطني الوليد بمليون جنيه استرليني، ومليون دولار أميركي كوديعة من دون فوائد.
لعل لهذا المشروع الوطني دلالة مهمة في الشخصية الاعتبارية الكويتية، فهو يعني من ناحية، النزعة الكويتية للتحرر من السيطرة الأجنبية، كما يعني من نواح أخرى، اهتمام فئة التجار بالشأن الكويتي الوطني المستقل، وبالأخص عندما كانت فئة التجار، هي المعني الأساسي بمصالح الوطن، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.
اليوم، ومع هذه الذكرى التي أعتبرها مجيدة ومشرقة، في تاريخ بلادنا، عندما كان التفكير بالوطن ومصالحه أولاً، مثلما كان هم طلعت حرب في مصر، في نهاية القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، أتساءل، ألا نجد تحولاً في توجهات الفئة التجارية وانتقالها، من توجهات وطنية تاريخية، الى توجهات تعيد التاريخ والتسلط الأجنبي، على مقدرات وثروات بلادنا، ومن استعادة تأميم النفط في عام 1975، الى عودة ارتهان اقتصادنا الوطني، الى الهيمنة الأجنبية، والقطاع الخاص المرتبط عضوياً، بالرأسمال الأجنبي، هذه مجرد تساؤلات