مطلق سعود المطيري

إن الاستماع الى بيانات تنظيم القاعدة الصارخة بالكراهية والعنف الخبيث، أصبح عملا لا يثير بالنفس تساؤلات جديدة عن التوقيت والموضوع والمناسبة ولغة الانذار، ولكنه يبعث هما مضنيا من السخط المؤلم بسبب استمرار هذه الاصوات الناعقة بكذبتها الحمقاء في حماية الدين والذود عن حياضه.

وبعد إزالة هذا الالتباس المضني عن النفس يتجلى للمتابع انه امام جريمة انسانية تحفظ ثقافة الشر لها اسباب وجودها وتدفع بها الى مواقع الاستقرار لتعطل الامن، وتشل التفكير القادر على انتاج قيم المقاومة النبيلة الساحقة لكل نص يعمل على ارباك الوعي المميز لصور الخير والشر، وبمثل ما نعجز عن محو مهمة الشيطان او منع قدرته عن اداء عمله في دنيا الزوال لا يبقى لنا سوى الإدراك الواعي الذي يعد سبيلنا الوحيد لمعرفة سير خطواته التي تؤدي الى التهلكة.

وعمل تنظيم القاعدة يعد عملا شيطانيا يتخلق بصور الايمان ليجرد المؤمنين من اسباب نجاتهم بالدنيا والآخرة، ولا يختلف ايمان أعضائه عن ايمان السحرة الذين يدعون الايمان عن طريق اهانة الدين واهله، ومن أعماله الشيطانية دفعه للمرأة الى صدر المواجهة مع المجتمع، وحثها لدفع روحها للعنف والموت لتبدوا متناقضة مع دورها بالحياة كرمز للامومة والوجود، وهذا تكتيك يقوم على التخفي وراء نداءات نفسية تلهث بالزور الحقير لتوقض الاحساس العاطفي عند من يرى بلا وعي رسمهم لصورة المرأة الضحية ليتم سماعها كأرملة وأم ويغيب عن هذ الوعي المخدوع حقيقة الفعل والهدف، وهو شعور ينزع الى الوهم بدلا من الحقيقة، وهو احساس يستمتع بالالم والعذاب المبكي لتلبية الحاجات النفسية ولا يوجد اكثر من صورة الارملة قدرة على احداث هذا التاثير، وهنا تكمن شيطنة هذا التنظيم، ومثل ما ان شيطانا يدخل علينا من ابواب الخير ليأخذنا الى طريق جهنم يعمل تنظيم الشر عمله، بهذا الفهم البسيط شرحت لابنتي حقيقة هذا التنظيم وبعد ان استمعت الي قالت: اعوذ بالله من الشيطان والقاعدة!.

وهل تسميتنا الشيطان بالشيطان تعني أننا قضينا عليه؟!

وهنا يسلمنا هذا السؤال الى حدود الافتراضات العامة التي يجب ان تحدد بحالات صادقة لنقترب من اسباب انضمام المرأة لصفوف القاعدة وتعالوا لنتعرف على ظروف حالتين هما (وفاء الشهري، وهيله القصير) وكلتاهما ترتبطان بصلة قربى باحد اعضاء التنظيم كزوجات، والواضح ان اسباب انضمامهما جاء بسبب علاقة مع رجل وبسبب مأساة شخصية مقتل زوج هيله، بما ان عقيدة القاعدة تقوم على عبادة الاستشهاد جعلت المشاركة لها بعدا خالدا وايمانيا لا يصدق الا بهز قارب الامن والنساء اكثر استعدادا لتسليم انفسهن للانتحار والارهاب ثقافة ضد الانسانية ثقافة تنفذ مخططاتها عن طريق التخفي والمرأة في هذه البلاد تمارس جميع انشطتها من وراء الحجب وكشف ستر التخفي يعد تعديا على مبادئ المجتمع وقيمه، ان بناء منهج امني لكشف الممارسات المتخفية يعد امرا ضروريا لحاجات المجتمع والوطن الامنية، وكيف يتم ذلك لا اعرف ولكن اسألوا اهل الذكر، حتى لا يسمح لأهل الشر بخلق ذريعة لأفعالهم.