صالح إبراهيم الطريقي
أظن لا يوجد شخص حدث العرب الآن مثل عضوة laquo;الكنسيتraquo; الإسرائيلي حنين الزعبي بسبب موقفها الرائع جدا، وإن كنت أتحفظ على الذين يقولون laquo;إنها بألف رجلraquo;، فهذه المقولة أرى أنها عنصرية، فالإنسان قد يكون رائعا ومبهرا، لكنه يظل إنسانا، ولا يمكن أن يقايض بألف، لكن العنصرية تسمح بهذا، وتوافق أن يقول أحدهم laquo;واحد منا بقبيلتك كلهاraquo;.
أعود لحنين الرائعة وصاحبة المبادئ التي قالت في قبة laquo;الكنيستraquo;: laquo;كل سياسي يتمتع بأخلاقيات سيعارض الحصار، وكل من يدعم الحصار غير أخلاقيraquo;.
هذه الجملة جاءت متقطعة بسبب مقاطعة quot;الأعضاء المتطرفين في الكنسيتquot; الذين أتهموها بالخيانة العظمة، ولا بد من سحب الحصانة منها.
رغم المقاطعات تابعت حنين لتقول: laquo;حملة القرصنة العسكرية كانت ضد القانون الدولي، ويجب إقامة لجنة تحقيق دولية لتحقق بما جرى على متن السفينة، وأنا أسأل لماذا حكومة إسرائيل تعارض التحقيق وكشف الحقيقة؟
هل أنتم تصدقون رواية الحكومة الإسرائيلية؟
إن كان كذلك، لماذا منعوا الصحافيين من تغطية الحدث، وأخذت الكاميرات من الصحافيين؟
ولماذا نشرتم صور مصابي الجيش الإسرائيلي، ولم تنشروا صور الضحايا؟
أنشروا صور الأشخاص الذين ماتوا، أنا هنا يا سادة لأفسر لكم من هو المجرم، ومن الذي أرتكب الجريمةraquo;.
لم يحتمل laquo;المتطرفونraquo; هذا الكلام فتم مقاطعتها، فردت عليهم حنين: laquo;أنتم خائفون من كل ما قلته، كنيست إسرائيل يخاف أن يسمع لي، أنتم تشوشون، وذلك لأنكم تخافون من سماع أقواليraquo;.
بهذه الجملة ختمت حنين الزعبي حديثها الرائعة جدا، فحملتها الشعوب العربية ورددت laquo;بالروح بالدم نفديك يا حنينraquo;، laquo;نحن معك يا حنينraquo;، laquo;لك الجنة يا حنينraquo;.
ما حدث في laquo;الكنيستraquo; من المتطرفين ضد حنين، وهتافات الشعوب العربية لحنين، ذكرني بقضية اغتيال الرئيس laquo;رفيق الحريريraquo;، حين طالب البعض أن تشكل لجنة دولية للتحقيق في اغتياله، فشن laquo;متطرفوraquo; العرب حملة على من طالب بالتحقيق الدولي، وأتهموهم بنفس التهمة التي ألصقها المتطرفون الإسرائيليون لحنين laquo;الخيانة العظمةraquo;.
فلماذا وقفتم مع الفلسطينية حنين الزعبي، فيما اتهمتم من يطالب بالتحقيق الدولي لاغتيال الحريري بالخيانة العظمة؟
يبدو لي أن المتطرفين في كل مكان، لديهم مأزق أخلاقي، ومبادئهم متقلبة حسب أمزجتهم، أو هم بلا مبادئ واضحة.
المحزن أن المتطرفين غالبية في العالم منذ القدم، وهم من يقودونه، لهذا العدل يغيب كثيرا.
التعليقات