مازن حماد

خرج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على كل المعايير الأطلسية التي تحكم مواقف الحلف في الشرق الأوسط، عندما أعلن بالفم الملآن أن حركة حماس ليست إرهابية وإنما هي حركة مقاومة.

وإذا كانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد آثرت عدم التعليق على هذا الموقف التركي بالتحديد، فإنها لم تُخْف قلقها من دعم أنقرة المتزايد لحركة حماس.

وقال مسؤول في السلطة ان قيادة رام الله ليست سعيدة بسياسة تركيا تجاه حماس، وخاصة فيما يتعلق بالضغط الذي يمارسه الأتراك لرفع الحصار عن قطاع غزة دون شروط.

ويرى هذا المسؤول حسبما تقول صحيفة laquo;جيروسالم بوستraquo; أن سياسة تركيا تجرىء حركة حماس وتعمل على تقويض السلطة الفلسطينية. ورغم أن السلطة تبدي رغبتها في إنهاء الحصار على غزة، فإنها تريد من حماس أن تتراجع عن استيلائها على القطاع وأن تسارع إلى توقيع الورقة المصرية الخاصة بالمصالحة مع حركة فتح.

وهذا ما يعني بالتالي أن لدى حركة فتح شروطاً فعلية يجب على حماس أن تنفذها قبل رفع الحصار. كما أن السلطة تبدي امتعاضها من عدم تشاور مصر معها قبل أن تعلن عن فتح معبر رفح مع قطاع غزة. وأحب مساعدون لمحمود عباس أن يذكّروا الحكومتين التركية والمصرية أن معبر رفح كان يخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية قبل أن تستولي حماس على القطاع في انقلاب عام laquo;2007raquo;.

وفيما تعاتب السلطة مصر على عدم التنسيق معها بشأن معبر رفح، فقد قال القيادي في حركة فتح عزام الأحمد إنه يعارض رفع الحصار عن غزة قبل أن تنهي حماس نزاعها مع فتح.

واهتمت الصحف الإسرائيلية باجتماع عباس مع أردوغان في اسطنبول قبل أيام حيث نقل إليه قلقه من التقارب بين أنقرة وحماس، لكن رئيس الوزراء التركي رد عليه بتقديم عرض للتوسط بين الحركتين وهو ما قبله أبومازن وكذلك الحمساويون.

ويبدو أن أردوغان مصمم على خوض تلك الوساطة في غمرة قناعة لديه بقدرة بلاده على إنهاء الانقسام بين الفلسطينيين وهو انقسام دفع إسرائيل إلى التصلب والمماطلة والتهرب من استحقاقات السلام.