مدريد ـ حسين مجدوبي

يستمر الجدل حول الإسلام في اسبانيا بعدما قرر أئمة مساجد رفع دعوى ضد قرار بعض البلديات بمنع البرقع والنقاب في الأماكن العامة، في حين تقدم الحزب الشعبي المحافظ باقتراح لمجلس الشيوخ من أجل إصدار قانون يمنع البرقع والنقاب في مجموع اسبانيا.
في هذا الصدد، أعلن أئمة 11 مسجدا في منطقة كاتالونيا شمال شرق اسبانيا أول أمس الأربعاء رفع دعوى للمحكمة الدستورية لمواجهة القرار الذي صادقت عليه بعض بلديات الإقليم خلال الأسابيع الأخيرة ويقضي بمنع البرقع والنقاب في الأماكن العامة. ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية إيفي عن أحد مسيري مسجد مدينة رويس، وهو فريد الخطوطي، أن السبب الرئيسي وراء تقديم الدعوى هو تنافي قرار البلديات مع الدستور الإسباني وبسبب تنافيه والحرية الشخصية والدينية للفرد.
ويبرز أنه في مجموع المنطقة التي يعيش فيها لا تتعدى نسبة النساء اللواتي يرتدين النقاب خمسة أو ستة ولا توجد أي امرأة ترتدي النقاب أو البوركة كما هو متعارف عليه، ورغم ذلك، فهناك بعض الأحزاب ومن ضمنها الحزب الشعبي والتجمع والوحدة المحافظ ترغب في التوظيف السياسي لمشكل لا يوجد أصلا ويهدف إلى خلق جدل يرمي إلى المواجهة المجانية.
ويؤكد المسلمون أن القلة القليلة بل والنادرة من النساء المرتديات للنقاب في كاتالونيا بل ومجموع اسبانيا تستجيب لإجراءات الإدارة، حيث تكشف تلك النساء عن وجوههن في مختلف الإدارات دون أدنى مشكلة.
وعلاقة بالموضوع، تقدم الحزب الشعبي المحافظ بمشروع قرار في مجلس الشيوخ لاستصدار قانون يتم بموجبه منع البرقع والنقاب في الأماكن العامة في مجموع اسبانيا. مقترح المشروع يطالب الحكومة بضرورة اتخاذ إجراءات قانونية عاجلة تعمل على منع اللباس الذي يغطي الوجه خاصة اللباس الذي يعمل على تهميش المرأة.
وصرحت عضو مجلس الشيوخ، إليسيا سانتيش كاماتشو، قائلة ان 'أغلبية المواطنين يعتبرون استعمال البرقع والنقاب من المظاهر التي تهمش المرأة وضد كرامتها'. مصادر من الحزب الشعبي ترى أن الهدف من منع البرقع والنقاب هو منعه في ظل رصد ظاهرة تتجلى في ارتفاع نسبة النساء اللواتي يرتدينه، وفي الوقت نفسه محاولة توحيد القانون على مستوى أوروبا.
ويسود نوع من القلق والتذمر في صفوف الجالية الإسلامية في اسبانيا وخاصة المغربية منها التي تشكل أكثر من 80'، حيث يقول الباحث في علم الاجتماع عزيز الديش لـ'القدس العربي' ان 'الهجرة تمر بوضع صعب للغاية، ارتفاع البطالة، ارتفاع اليأس بسبب صعوبة العودة للوطن، ارتفاع التهميش، وبدل مناقشة هذه الأشياء، تركز بعض البلديات على مشكل غير حاضر وسط المجتمع الإسباني مثل البرقع'.
في الاتجاه نفسه، نشرت جريدة 'الباييس' أمس الخميس مقالا بعنوان 'شاردون أم أصحاب نية سيئة؟' أبرزت فيه الكاتبة الإسبانية إستير فيرا أن البلد يعاني من أزمة حقيقية تتطلب مناقشة قرارات سترسم السنوات المقبلة، في حين أن بعض أعضاء الطبقة السياسية يركزون على مشكل لا معنى له وربما يمس فقط بعض المئات من النساء في مجموع إقليم كاتالونيا (ثمانية ملايين نسمة) ويتعلق بالبرقع والنقاب.
وتضيف 'إذا اقدم الحزب الشعبي على طرح البرقع في مجلس الشيوخ، فمن ضمن الأسباب أحكام مسبقة ضد الهجرة الاسلامية'.
وتطالب الكاتبة الإسبانية بمنع البرقع إذا اقتضى الحال، ولكنها في الوقت نفسه تركز على ما هو أساسي وهو تمكين المسلمين من مساجد لائقة.