منصور الجمري

وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة اجتمع بلجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب أمس (السبت)، وطالب بإطلاق سراح باقي الصيادين وغيرهم ممن يرتاد البحر ومازالوا محتجزين في قطر وإرجاع ممتلكاتهم الشخصية كافة التي تشكل مصدر رزقهم اليومي. وأكد الوزير أن أراضي وبحار دول مجلس التعاون هي بمثابة الفضاء الواحد الذي ينتمي إليه أبناؤه، بدون أية معوقات أو عراقيل لا تتماشى مع ما نصبو إليه من وحدة وتكامل.

بعدها اعتقلت إدارة أمن السواحل والحدود بدولة قطر ستة بحارة بحرينيين في منطقة شمال laquo;هير بوصورraquo;، في موقع ربما يقع في منطقة غير واضحة... إلخ. لقد أصبحت أخبار من يتم احتجازهم في قطر تتداول يومياً في الصحافة البحرينية، وهو مؤشر على أن العلاقات بين البلدين ليست في أحسن أحوالها، وهو ما يؤسف له حقاً، إذ إننا في الخليج كنا نتوقع أن يتحقق التكامل الاقتصادي وأن تفتح الحدود البرية والبحرية والجوية أمام انتقال المواطنين والبضائع لأن السوق الخليجية تتجه نحو الوحدة.

ولكن ربما أننا في الخليج لسنا بأفضل من أي بقعة عربية أو إسلامية أخرى، فبعد أن تنازل المسلمون عن المشروع الإسلامي الوحدوي، وبعد أن تنازل العرب عن المشروع العربي الوحدوي، ربما أن الضغط الآن يتركز على الخليجيين لينتهي بشكل واضح المشروع الخليجي الوحدوي، الذي ظل حلماً يراود أهل الخليج عقوداً من الزمن، ولكنه يبتعد - عملياً - خطوة أو خطوتين، كلما تقدمنا - نظرياً - خطوة أو خطوتين.

إن ما نشهده في مناطق ليست بعيدة عنا لا يفرح كثيراً، ولذا فإن علينا أن نسمو بأهدافنا الكبيرة لكي لا نقع ضحية لأخطاء تحدث بين الفينة والأخرى، فطموح البحرينيين والقطريين أن يربطوا بلادهم عبر جسر للمحبة في يوم من الأيام، وهذا المشروع الذي قد يتأخر أكثر أو قد يتم تجميده، يبقى هدفاً استراتيجياً للتكامل الخليجي الذي نأمل ألا يصيبه ما أصاب منطقتنا العربية والإسلامية