مكرم محمد أحمد

لا تتوقع حماس أن تسفر زيارة أمين عام الجامعة العربية لقطاع غزة عن إنجاز حقيقي يعجل بقضية المصالحة الوطنية أو يساعد علي إزاحة بعض العقبات التي تعترض طريقهاrlm;.

وأظن أنه لم يكن محض صدفة أن تعلن حماس قبل ساعات من وصول عمرو موسي إلي غزة عن رفضها استقبال وفد علي مستوي عال من رام اللهrlm;,rlm; يضم عددا من قياديي فتح بدعوي أن كل الجهود ينبغي تكريسها الآن لقضية رفع الحصار عن القطاع أما المصالحة فمؤجلة إلي غير مسميrlm;!rlm;
والواقع أن أمين عام الجامعة العربية كان حريصا علي ألا تبدو زيارته لغزة وكأنها اعتراف بالأمر الواقع الذي فرضته حماس علي القطاع منذ عامrlm;2006,rlm; اختار عمرو موسي أن يلتقي باسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في بيته بدلا من مكتبهrlm;,rlm; وحرص علي أن يكون في استقباله في مدخل القطاع ممثلون عن فتح وحماس وعدد آخر من التنظيمات الفلسطينيةrlm;,rlm; تأكيدا علي أن الهدف من زيارته هو تحقيق وحدة الموقف الفلسطيني إضافة إلي عزم الجامعة العربية العمل علي كسر الحصار وإفشاله في ظروف عالمية تبدو مواتية لتحقيق هذا الإنجازrlm;,rlm; حيث تعاني إسرائيل من عزلة دولية شديدة بعد ارتكابها جريمة القرصنة ضد أسطول الحرية عرض المياه الدوليةrlm;,rlm; كما تتعرض حكومتها لضغوط دولية مكثفة لم تجابه مثلها من قبل من أجل تغيير سياساتها إزاء الحصارrlm;,rlm; والسماح بدخول مواد الإعمار خاصة الحديد والأسمنت كي يتمكن أهل القطاع من إعادة بناء دورهم التي دمرها العدوان الوحشي الإسرائيلي قبل ثلاثة أعوامrlm;,rlm; ولا تزال أنقاضا وخرائب لأن إسرائيل تمنع دخول هذه الموادrlm;,rlm; بحيث يقتصر الحظر في النهاية علي مراقبة دخول الأسلحةrlm;.rlm;
ويبدو أن الاتفاق تم بالفعل علي أن يتولي ممثلو وكالة الغوث في القطاع مراقبة استخدام الحديد والأسمنت في مشروعات إعادة إعمار غزة مقابل سماح إسرائيل بدخول هذه المواد عبر معابرهاrlm;,rlm; ولهذا السبب تحرص حماس علي رفض أي حديث عن المصالحة الآن علي أمل أن تساعد عمليات إعادة إعمار القطاع علي رفع درجة شعبيتها في القطاع التي هبطت أخيرا إلي الحدود الدنياrlm;,rlm; خاصة أنها تعتقد أنها حققت انتصارا ضخما علي العالم أجمعrlm;,rlm; لكن حماس تعرف أيضاrlm;,rlm; أن للقضية وجهها الآخرrlm;,rlm; لأن إعادة إعمار القطاع تعني تضييق فرص استخدام صواريخها لضرب البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدودrlm;,rlm; خاصة أن أهل غزة لن يسمحوا بتدمير منازلهم مرة أخري في ضربة انتقامية من جانب إسرائيل ردا علي صواريخ حماس والجهاد التي يعرف الجميع أنها لا تحقق هدفا ولكن إسرائيل تستخدمها كذريعة لعدوانها المستمر علي الشعب الفلسطينيrlm;.rlm;