بيروت - غنوة دريان


حمادة إسماعيل، اسم برز أخيراً كطرف ثالث في الحرب الدائرة منذ فترة غير قصيرة بين هيفا وهبي ورولا سعد، بعدما اتهمته هيفا ببيع أغنية {إيه ده إي ده} التي كلّفته بشرائها إلى عدوّتها اللدودة رولا سعد. ما سرّ حمادة اسماعيل ولماذا أجج النار في هشيم الخلافات الشائكة بين الفنانتين التي يبدو استحالة إيجاد حلّ لها في المستقبل القريب على الأقل؟

حمادة اسماعيل أحد أهم المستشارين الفنيين في مصر، تربطه صداقة وطيدة مع عمرو دياب ورجل الأعمال إيهاب طلعت، رافق الفنانة شيرين وجدي في إحدى زياراتها إلى لبنان بحكم الصداقة التي تربطه بزوجها الذي كان في لندن ولم يستطع الحضور معها الي بيروت.

الرجل محترف جداً في عمله ومن النوع الجاد الذي يعرف ماذا يريد، وتجعله علاقاته بكبار المنتجين والفنانين في مصر والوطن العربي على دراية بكل كبيرة وصغيرة في الوسط الفني، خصوصاً الغنائي منه.

مع هيفا

انضم اسماعيل إلى فريق عمل هيفا وهبي، إلى جانب مدير أعمالها مصطفى سرور الذي حقق خطوات متقدمة معها، بعدما كان الصديق الصدوق وساعد محمد حماقي الأيمن وصنع معه الكثير من نجاحاته الفنية، إلا أنه، فجأة، اختلف مع حماقي وانضم إلى فريق عمل هيفا في وقت عيّن حماقي ياسر خليل مدير أعمال له. ولغاية اليوم لم يستعد حماقي {لياقته} الفنية التي كان يتمتع بها عندما كان سرور إلى جانبه.

يشار إلى أن هيفا لم تعد تعتمد، أخيراً، على مدير أعمال واحد بل أصبح لديها فريق عمل لبناني- مصري مشترك، وكان اسماعيل أحد أعمدته الأساسية بسبب الصداقة التي تربطه بأحمد أبو هشيمة، زوج هيفا. لذا أحدث انفصال هيفا عن اسماعيل وسرور مفاجأة للجميع، خصوصاً بعد النجاح الذي حقّقه الثلاثة معاً.

مفاجأة رولا

على رغم أن اسماعيل يرفض مقولة إنه كان مديراً لأعمال هيفا ويؤكد أنه كان مستشاراً فنياً لها وأقدم على هذه الخطوة لأنها زوجة صديقه، وأنه لا يتدخل في الصراع القائم بينها وبين رولا سعد لا من قريب ولا من بعيد، إلا أنه ظهر فجأة، ومن دون مقدمات، إلى جانب سعد وشاركها فرحتها بتصوير كليبها الأخير {إيه ده إيه ده} فيما توجّهت هيفا إلى النيابة العامة لتقديم شكوى ضدّه تتّهمه فيها باستغلال تنازلات الأغنيات الخاصة بها وبيعها إلى فنانين آخرين أو تسريبها عبر الإنترنت.

يؤكد اسماعيل أن لقاءه بسعد جاء بمحض الصدفة ولا دخل له في الأغنية والكليب، ويعرب عن سعادته بالتعرف إليها وإلى مدير أعمالها كريم أبي ياغي الذي سبق أن تسلّم إدارة أعمال هيفا عندما احترفت الغناء.

اسماعيل رجل بمنتهى الذكاء وخطواته مدروسة جيداً ولا يمكن أن يقدم على {دعسة ناقصة}، فهل أراد، بتصرّفه هذا، أن يقف إلى جانب صديق عمره عمرو دياب الذي بيدو أن الخلاف ما زال مستمراً بينه وبين هيفا؟ هل يهدف، من وراء مساندة سعد، إلى إثبات قدرته على أن يجعل منها منافساً حقيقياً وجدياً في مصر؟

يذكر أن سعد فشلت في إيجاد موطئ قدم لها في مصر، لا سيما بعدما أصبحت هيفا، منذ زواجها من أبو هشيمة، مواطنة مصرية وزادت شعبيتها بعد موقفها المساند لمصر في أزمتها الكروية مع الجزائر وإطلاقها أغنية {80 مليون إحساس}، وفي ظل تقاسم كعكة الشهرة هناك بين نانسي عجرم وهيفا وإليسا.

ضالة منشودة

لا شك في أن سعد وجدت ضالتها في اسماعيل، فهو مستشار ومنتج فني من الدرجة الأولى وتربطه علاقة وثيقة بأسماء كبيرة في عالم الغناء، يكفي مثلاً أن يستغلّ صداقته بعمرو دياب وينجح في إقناعه في مشاركتها في إحدى حفلاته الصيفية أو يبدأ بالترويج لها كبديل لهيفا.

من المؤكد أن هيفا تضع في حساباتها تلك الأمور كافة، فهل تستدرك العداوة التي أحدثتها مع اسماعيل بالتراجع عن البلاغ الذي قدّمته في مصر ولبنان؟ وهل تنجح في ترطيب العلاقة بينها وبين عمرو دياب التي شابها الجفاء على أثر زواجها، على رغم الصداقة الحميمة التي كانت تربطه بزوجها، بدليل أن دياب لم يكتفِ بعدم الغناء في زفاف هيفا فحسب، إنما أيضاً لم يكلّف نفسه بالحضور مثل باقي أصدقاء العريس؟

من سينجح في هذه الجولة من الحرب؟ هيفا التي تتسلح بذكائها الحاد والتي تساندها نوادي معجبيها عند الحاجة أم رولا سعد التي تحارب هذه المرة بسلاح فني خطير هو حمادة اسماعيل؟ هل ذكاء هيفا سيدفعها إلى عدم الدخول في معركة مع شخص تدرك تماماً مدى خبرته الفنية وشبكة العلاقات العامة التي يتمتع بها، فتحاول بشكل أو بآخر إعادة المياه إلى مجاريها بينها وبينه وبذلك تسجّل هدفاً في مرمى سعد؟ سيكون حمادة اسماعيل الوسيلة الفاعلة التي تحاول من خلالها سعد تذوّق ولو لمرة واحدة معنى الانتصار على هيفا.