القدس - بلال أبو دقة

كثفت دولة الكيان الصهيوني من مساعيها الرامية لحسم الصراع في مدينة القدس المحتلة وإلغاء البعد العربي فيها أو تقليصه إلى أبعد مدى. وكشفت التقارير الإسرائيلية عن مخطط هيكلي شامل للمدينة، هو الأول من نوعه منذ احتلال القدس الشرقية في حرب حزيران العام 1967.

ويشكل هذا المخطط الهيكلي الإطار العام للنشاطات الإسرائيلية في المدينة بقصد تهويدها وعدم ترك التهويد لأفراد أو لمنظمات استيطانية محددة. وبحسب ذات التقارير فإن المخطط لا يرمي إلى تنظيم المدينة، وإنما إلى توسيع التغلغل اليهودي في القدس الشرقية التي أجبرت على أن تكون المجال الحيوي للتمدد السكني بعدما تمّ الإعلان عن المناطق الغربية محميات طبيعية يحظر السكن فيها.. وبإقرار هذا المخطط تكتمل عملية الضم الفعلي والإداري التي أجريت على القدس الشرقية بقرار من طرف واحد من الكنيست الإسرائيلي.

وأشارت صحيفة هآرتس العبرية إلى أن المخطط الهيكلي الجديد يرمي إلى مصادرة ما تبقى من الأملاك العربية الخاصة في القدس الشرقية بعدما كانت إسرائيل قد استولت على الأملاك العامة فيها.. ويعتبر إيداع الخطة وعرضها من أجل الاعتراض عليها خلال ستين يوماً، الخطوة شبه النهائية قبل إقرارها نهائياً.

ومن المهم الإشارة إلى أن البناء الإسرائيلي في القدس الشرقية، تم خلال أكثر من أربعين عاماً من دون مخطط هيكلي، والمعروف أن القدس الشرقية باتت مليئة بالمستوطنات وخصوصاً بعدما تم تمديدها شرقاً باتجاه أريحا، وشمالاً باتجاه رام الله، وجنوباً باتجاه الخليل، بل إن البناء الاستيطاني في مستوطنة معاليه أدوميم بات فعلياً يمنع التواصل الجغرافي بين شمالي الضفة وجنوبها.