علي حماده
في جنوب الليطاني، وبالاخص في منطقة عمليات القوات الدولية quot;اليونيفيلquot;، ليس هناك شيء اسمه quot;الاهاليquot;. هناك فقط quot;حزب اللهquot; الذي يدير الارض وتحديداً في ما يتصل بالتحرشات التي تعرضت وتتعرض لها القوات الدولية في شكل مبرمج ومنظّم. وتعرف قيادة quot;اليونيفيلquot; والامانة العامة للامم المتحدة وحكومات الدول المشاركة انها تحرشات مقنّعة ينفذها الحزب بالواسطة.
اسباب التحرشات معروفة في مجملها، ولا سيما من خلال تركزها ضد القوة الفرنسية في شكل شبه حصري:
- انها رسالة متزامنة مع صدور تقرير الامين العام للامم المتحدة بشأن القرار 1701.
- وهي رسالة ايرانية احتجاجية الى الحكومة الفرنسية بشأن تصلّب باريس في الملف النووي، وتصدّرها الحملة الدولية الى جانب الاميركيين لفرض عقوبات في مجلس الامن، وخارج مجلس الامن بواسطة الاتحاد الاوروبي. وقد جرى فرض عقوبات اوروبية اضافية على ايران.
- ورسالة سورية احتجاجية على الرسائل السياسية الفرنسية التي وجهت لبنانياً من خلال نشر مضمون لقاءات وفد برلماني فرنسي مع المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية الذي شكا من استمرار دمشق في نسج علاقات مباشرة مع القوى السياسية، وعدم قصرها على الجهات الرسمية اللبنانية. ولا يغيب عن البال استقبال البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي اطلق من العاصمة الفرنسية سلسلة مواقف اعادت ضبط quot;الساعة اللبنانيةquot; على وقع خلاف جوهري حول سلاح quot;حزب اللهquot; واسلوب دمشق في التعامل مع لبنان.
- ورسالة تحذيرية من quot;حزب اللهquot; وسوريا وايران معاً تتعلق بتقدم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اذ يشاع ان القرار الظني الذي اعده مكتب المدعي العام دانيال بلمار قد انجز ويمكن ان يعلن في غضون اسابيع. وتتصرف الجهات الثلاث المشار اليها وكأن اتهامات ستوجه حتماً في اتجاه معسكرها. والتحرش بالقوة الدولية يصيب هدفاً آخر يتمثل في وضع حد لتحركها على الارض لمنعها من رصد التعزيزات التي يستقدمها quot;حزب اللهquot; الذي يبقي خيار الهروب من المحكمة الى الحرب مفتوحاً.
هذه رسائل يجري تحميلها لما يسمى quot;الأهاليquot;، وهؤلاء يُستخدمون في سياق اجندة ينفذها quot;حزب اللهquot; الذي نجح في تعطيل فاعلية الجيش اللبناني في كل مكان بدءاً من الجنوب. والسؤال هنا: هل يتحمل quot;الأهاليquot; انسحاب قوات quot;اليونيفيلquot;؟
يأتي ذلك في اطار توتير داخلي يمارس في كل اتجاه من اتفاق التدريب الامني اللبناني ndash; الاميركي، الى المساعدات الاميركية والاوروبية، فـquot;جاسوس الاتصالاتquot;، حيث يُقال كلام كبير في حق الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني، وحيث تساق نظريات في العمالة والبيئة الحامية لها. والحال ان العمالة في لبنان تحتاج حقاً الى تعريف جدي. والسؤال: من هو العميل؟ هل هو عميل اسرائيل وحده دون سواه؟
اياً يكن من امر، فإن الظاهر من كل ما تقدم هو ان ثمة جهة متوترة لم يخفف توترها كل هذا التملّق المستجد الذي ينهمر عليها يمنة ويسرة. وتوترها هذا يعكس سلوكاً لا يسلكه الا المذنبون... معاذ الله!
التعليقات