واشنطن

أعد ديفيد غراهام تقريراً نشرته مجلة نيوزويك تحت عنوان laquo;لماذا يشجع الجهاديون كأس العالم؟raquo;، لفت فيه إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن_وعلى عكس المتوقع وما يفعله معتنقو فكره المتشدد_ يشجع لعبة كرة القدم، بل ويهوى مركز صانع الألعاب بها. ويقول سكوت أتران، العالم الأميركي الفرنسي الذي درس التفاعل بين كرة القدم والجماعات الإرهابية، إن laquo;هذه اللعبة هي أكثر ما يفضله الجهاديون بعد الجهادraquo;. ويوضح التقرير مدى العلاقة القوية بين كرة القدم وقادة الجماعات الإسلامية أمثال رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية، والذي كان يلعب الكرة في فريق الشط في شبابه، وهناك أيضاً حزب الله الذي يدعم كرة القدم ولاعبيها. غير أن أهمية كرة القدم بالنسبة لأغلب المتشددين لا تقوم على حب اللعبة، ولا لأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حث المؤمنين على ممارسة الرياضة للحفاظ على صحة أجسادهم، وإنما لأن كرة القدم أداة مفيدة في تجنيد أعضاء جدد وتشجيع المجندين الفعليين.
ثم يشير الكاتب إلى الإشاعة شبه الصحيحة بأن أسامة بن لادن يشجع نادي الأرسنال البريطاني. ويضيف التقرير نقلاً عن لورانس رايت، مؤلف كتاب laquo;البرج البارزraquo; عن أصول القاعدة، إن laquo;بن لادن استخدم الكرة لتنظيم أتباعه ونشر رسالته، حيث مارسها وهو شاب وأقام دورات حتى في أيام الصيام، كما أنه حافظ خلال ممارستها على قوام الدين من ارتداء السراويل الطويلة والعمامة وهو ما قلده فيه الكثيرونraquo;. هذا وقد ظلت معه قوة الكرة في التنظيم بعد سفرة إلى السودان في التسعينات، حيث مقر القاعدة وأقام فريقين هناك للمشاركة الفعلية في المسابقات. إلا أن المهد الحقيقي للجهاديين الرياضيين كان أفغانستان وباكستان، حيث أقيم كأس عالم مصغرة للمجاهدين، يمثل كل فريق دولته التي يتأصل منها. فقد كانت الكرة الأداة الضرورية لكسر ملل التدريب وانتظار العدو. وبعد رحيل الروس أصبحت الكرة تشكل وسيلة للاتصال، خصوصا للمجاهدين الإندونيسيين الذين يشكلون أساس الجماعة الإسلامية الإرهابية. جدير بالذكر أن الكرة تؤدي إلى العنف القتالي وليس العكس، حيث ان أحد مؤشرات انضمام الأفراد إلى الجماعات الجهادية هو كونه عضواً في مجموعة من الناشطين اجتماعياً، حيث تقوي الروابط بينهم عبر كرة القدم. ويشير التقرير إلى أن الجماعات الإسلامية لا تتفق جميعها في ذلك، حيث ترى طالبان أن اللعبة تلهي الشباب المسلم عن التأمل في دينهم. هذا وتقول الشرطة العراقية إنها أحبطت مخططاً للقاعدة لمهاجمة كأس العالم في مايو، في محاولة للتأثير وليس لرفض اللعبة. إلا أن الكثير من الدعاة لا يبدون أي اعتراض على ممارسة أو مشاهدة مباريات الكرة، ومن بينهم الواعظ يوسف القرضاوي. وإذا كانت كأس العالم مفخرة للجهاديين، إلا أن كأس العالم 2010 خيبت الآمال، حيث وصلت دولتان مسلمتان فقط وخرجتا من بداية التصفيات، وهما نيجيريا والجزائر.