واشنطن

كتب أحمد شلقاني، المستشار السياسي للسفارة السورية في واشنطن، مقالاً نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونتور تحت عنوان laquo;سوريا العلمانية: نموذج للشرق الأوسطraquo;، أتى فيه على ذكر ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد ردا على سؤال طرحه عليه مايو الماضي الإعلامي تشارلي روز حول ماهية أكبر التحديات التي تواجه سوريا، فقال الأسد laquo;الحفاظ على الهوية العلمانية في سوريا من خطر التطرفraquo;. الأمر الذي أصاب روز بصدمة، فأعاد إجابة الأسد على مسامعه ليتأكد من أنه قد فهم جيداً ما قاله الأسد. وفي ذلك يقول رئيس تحرير مجلة فورين بوليسي إن إجابة الأسد تهدف إلى laquo;كسب تعاطف الجمهور الغربيraquo;. ويرى الكاتب أن استجابة روز ورئيس تحرير مجلة فورين بوليسي تنم عن الجهل الأميركي بطبيعة الأوضاع في دمشق. ففي حين ينتاب المنطقة الكثير من القلاقل، تلعب العلمانية التي تتمتع بها كثير من المجتمعات والحكومات دوراً وقائياً، إذ تحول دون تفكك تلك المجتمعات. ويشير الكاتب إلى أن سوريا ترى العلمانية من منظور مختلف. فالعلمانية في الغالب تعني laquo;لا مبالاة أو رفضا أو استبعاد الدين والاعتبارات الدينيةraquo;. ولكن سوريا تعرف العلمانية بشكل مغاير لـ laquo;رفض الدين واستبعادهraquo;، إذ ترى أن العلمانية laquo;احتضان جميع الأديان والاعتزاز بما يذخر به التراث من تنوعraquo;. وفي حين تُعرف بعض بلدان الشرق الأوسط نفسها كدولة لدين واحد، مثل ما اسماها الكاتب laquo;الدولة اليهوديةraquo; تفخر سوريا بأنها دولة لجميع الأديان، وهذه هي الصيغة التي تحدد الهوية الحقيقية لسوريا. ويتطرق الكاتب إلى وصف نسيج المجتمع السوري الذي تمتزج فيه جميع الأديان في بوتقة واحدة ليعيشوا في سلام ووئام، كما يتطرق أيضاً إلى بعض التوترات السابقة، التي شابت هذا النسيج المترابط. وفي ضوء الاضطرابات، التي تغمر منطقة الشرق الأوسط بسبب الاحتلال والأوضاع الاقتصادية والجمود الفكري، أصبحت المنطقة أرضا خصبة لتجنيد المتطرفين، عدا بعض المجتمعات والحكومات العلمانية. ومن ثم يتساءل الكاتب عما ينبغي اتخاذه لدعم علمانية سوريا. ويأسف على دعم القوى الخارجية لعرق أو قطاع معين من أجل تحقيق بعض الأهداف على المدى القصير. وعلى أن تلك السياسة -عادة- ما تحقق النتائج المرجوة منها، فهو سبب يغري القوى العظمى على انتهاجها. وفي النهاية يشير الكاتب إلى أن سوريا تواجه العديد من التحديات بما في ذلك استعادة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وتحسين مستوى المعيشة لجميع السوريين. ويرى أن تحقيق هذين الأمرين مسألة وقت: فتحرير الجولان أمر لا مفر منه، فضلاً عن أن الاقتصاد السوري آخذ في التنامي. ولكن انهزام العلمانية أمام قوى التطرف سيكون بمنزلة تهديد وجودي لا يمكن التراجع عنه.