وزير بريطاني: حذرون من التواصل مع حزب الله.. وأمور سيئة قد تقع إذا لم تتقدم عملية السلام
لندن -راغدة بهنام
حذر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، من أنه إذا لم تمض عملية السلام في المنطقة قدما، فإن laquo;أمورا سيئة قد تقعraquo;. وكشف بيرت في حديث خاص لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; من مكتبه في لندن فور عودته من جولة في دمشق وبيروت، أن الحكومة الجديدة تراجع علاقتها بحزب الله، وأنها laquo;حذرةraquo; من هذا التواصل. وكانت حكومة حزب العمال السابقة قد فصلت بين جناح سياسي وعسكري لحزب الله، وأجرت محادثات مع نواب في الحزب، مما أثار حفيظة واشنطن التي قالت إنها لا تفرق بين جناح عسكري وجناح سياسي في حزب الله.
وقال بيرت خلال المقابلة التي أجرتها معه laquo;الشرق الأوسطraquo; أمس إن هناك laquo;شعورا بالقلق والإحباط لدى الناس في المنطقة، وتشاؤما بأنه إذا لم تتحرك الأمور أو تتحسن فإنها ستسوء.. هذا الصيف صيف صعبraquo;. وأضاف: laquo;هذا شعور قوي في سورية وفي لبنان، وأعتقد أن مسؤوليتنا أن نبذل كل ما بوسعنا لنحاول أخذ خطوات تبدد هذا الشعورraquo;. وعاد الوزير البريطاني أمس من جولة في سورية ولبنان التقى خلالها مسؤولين سوريين ولبنانيين، وأوضح أن هدف الزيارة كانت لتأكيد مدى أهمية قضية السلام في الشرق الأوسط بالنسبة لهذه الحكومة. وقال: laquo;نحن نعي تماما أن هذه سنة مهمة، ونعي أيضا أن هناك شعورا بالإحباط بسبب عدم تحقيق تقدم، وأنا أردت أن أنقل مباشرة أننا نشارك ذلك وأننا قلقونraquo;. وأضاف: laquo;نريد أن تنجح المفاوضات وأن تنتقل مباحثات التقارب إلى مرحلة المفاوضات الكاملة، لأننا لا نعرف عواقب عدم حدوث ذلكraquo;.
وتسلم بيرت مهامه في مايو (أيار) الماضي، وتعتبر هذه هي الجولة الأولى له إلى بيروت ودمشق. وتحرص حكومة الائتلاف البريطانية التي يترأسها ديفيد كاميرون، زعيم حزب المحافظين، على إبراز دعمها لعملية السلام في المنطقة، من دون أن تلعب دورا مباشرا في ذلك عبر التوسط بين الأفرقاء. ونفى الوزير البريطاني أمس أن تكون بريطانيا تسعى للتوسط بين سورية وإسرائيل لإعادة إطلاق عجلة المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين. وكان السيناتور الأميركي أرلن سبيكتر قد زار سورية الأسبوع الماضي وقال إنه ينقل رسائل بين دمشق وتل أبيب سعيا لإعادة إطلاق مفاوضات السلام. ومن المعروف أن بيرت يتمتع بعلاقات جيدة في إسرائيل، وكان عضوا ناشطا في جماعة laquo;أصدقاء إسرائيلraquo;، وهي جماعة ضغط نافذة داخل حزب المحافظين. إلا أنه نفى بالأمس أن يكون يلعب دورا في الوساطة، أو أن تكون سورية قد طلبت منه ذلك. وقال: laquo;لا نبحث عن دور نلعبه في هذا المجال. لا أعتقد أنه يعود إلى الحكومة البريطانية أن تقول لإسرائيل وسورية إن عليهما أن يبدآ محادثات بين بعضهما البعض، أعتقد أن هذا أمر يعود إليهماraquo;. ولكنه شدد على أن لندن تشجع عملية التقارب، وقال: laquo;من الواضح أننا مهتمون بأي شيء يحرك عملية السلام.. ودورنا أن نكون على علاقة مع كل الأطراف المعنية ونرى ما هي مجالات التقدمraquo;. وانتقد إعلان إسرائيل إعادة بدء بناء وحدات سكنية في القدس الشرقية، بعد 9 أشهر من تجميد بناء المستوطنات هناك. وقال: laquo;قرار إسرائيل هذا لا يساعد، قلنا إن سياسة المستوطنات الحالية تعتبر عقبة أمام عملية السلام والمفاوضات، ونعتقد أن سياسة المستوطنات خاطئة، وندعم تعليقهاraquo;.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يرى أن سورية تلعب دورا إيجابيا في المنطقة أم سلبيا، قال: laquo;من المؤكد أن سورية تلعب دورا أكثر إيجابية بكثير في العراق، هي تشارك في العملية السياسية بصدق لإيجاد حكومة هناكraquo;. وأضاف: laquo;ولكن نبقى قلقين بشكل كبير بشأن حزب الله بالطبع، ونحن قلقون بشأن تقارير حول تكديس الأسلحةraquo;. ولكن بيرت تردد في اتهام سورية بدعم حزب الله، وقال ردا على سؤال حول ذلك: laquo;سورية تقول إنها لا تلعب دورا في ذلكraquo;. وكرر بيرت إجابته نفسها مرتين عند سؤاله إذا كان يصدق الادعاءات السورية. إلا أن بيرت لم يتردد باتهام حزب الله بلعب دور في التوترات بين القوات السلام الدولية المنتشرة في جنوب لبنان (يونيفيل) وأهالي بلدات جنوبية. وقال: laquo;يبدو أنه من المستبعد ألا يكون حزب الله متورطا بالتوتر بين الأهالي واليونيفيل، نظرا لوجوده القوي في المنطقة. ولكن من الصعب الحصول على تأكيد على ذلك، إلا أن وجودهم القوي في المنطقة يوحي أنهم حثوا على التوترraquo;.
وكان بيرت زار الجنوب والتقى مسؤولين في اليونيفيل خلال زيارته إلى لبنان أول من أمس. كما رفض التعليق على تقارير إسرائيلية عن تحويل حزب الله لـ160 قرية جنوبية إلى مخازن أسلحة، رغم حديثه عن laquo;قلق بشأن تقارير حول تكديس الأسلحةraquo;. وقال: laquo;لا يمكن التعليق على ما تشتبه إسرائيل بأنها وجدته في المنطقة، ولكننا حصلنا على التزام واضح من الحكومة اللبنانية أن الجيش سيعمل عن كثب مع اليونيفيل لكي يتمكنوا من أداء عملهمraquo;. وأضاف: laquo;القرار 1701 لا يتعلق فقط بالأرض بل بنزع السلاح أيضا. لذلك إذا كان الـ1701 سيطبق يجب أن يتم هذا العمل ويجب أن تكون هناك علاقة جيدة مع اليونيفيل وعلى حزب الله أن يكون قادرا على الاستجابةraquo;. والقرار 1701 صدر عن مجلس الأمن وأنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل صيف عام 2006. ودعا إلى خلق منطقة خالية من الأسلحة جنوبي نهر الليطاني تحت سيطرة اليونيفيل والجيش اللبناني.
ولم يلتق الوزير البريطاني مسؤولين في حزب الله خلال وجوده في بيروت، وقال ردا على سؤال حول السبب: laquo;هذه المرة لأن الوقت لم يسمح، الزيارة كانت فقط ليومينraquo;. وأضاف: laquo;أعلم أن الحكومة السابقة كان لديها اتصال بحزب الله ضمن قواعد محدودةraquo;. ولكنه شرح أن الحكومة الحالية تعتبر أن laquo;التواصل مع حزب الله هو دائما تحت المراجعةraquo;. وقال: laquo;هناك سبب لذلك، فنحن حذرون من هذا التواصل لأسباب معروفة. ننظر إلى التزام حزب الله بالمقاومة المسلحة على أنه أمر لا نقبله ولا ندعمهraquo;. وأضاف: laquo;لا يزال مبكرا القول إذا كنا سنعتمد مقاربة الحكومة السابقة نفسها حول التفريق بين جناح حزب الله السياسي والجناح العسكري. ولكن نعلم أنه حصل اتصال محدود مع بعض أفراد حزب الله في الماضي، وسنبقي هذا الاحتمال تحت المراجعة للمستقبلraquo;. ولكنه تابع من دون أن يغلق باب الانفتاح كليا على حزب الله: laquo;قد تكون هناك مناسبات حيث التواصل المحدود يكون في صالح الجميع وعملية السلام بشكل عام. ولكن نبقي هذه الاتصالات تحت المراجعة دائما، وحالة بحالة. في هذه المناسبة، لم يكن هناك مناسبة للقاء ممثلين من حزب اللهraquo;. وكان بيروت التقى في دمشق وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وفي بيروت رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وغيرهما من المسؤولين اللبنانيين.
التعليقات