طارق العلوي
laquo;اللي لدغته الحية يخاف من الحبلraquo;.. لنا الحق ان نحتاط لأنفسنا بعد ان نمنا مطمئنين في الاول من اغسطس، واستيقظنا في الثاني على تلاوة بيان رقم واحد الصادر من الحكومة المؤقتة، ينبئنا ان جميع ثرواتنا واملاكنا، بل وارواحنا اصبحت تابعة لـlaquo;أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدةraquo;، واننا لن ندخل الجنة الا بعد الحصول على اذن خطي ومختوم من المهيب الركن صاحب التسعة والتسعين لقبا laquo;مباركاraquo;!
أي تلميح رسمي عن عدم شرعية القرارات الدولية لترسيم الحدود بين البلدين سيجر العراق قبل الكويت الى ما لا تحمد عقباه من توتر وتأزيم، ولن نقبل ترديد هذا الادعاء حتى ولو كان على سبيل المزاح!
لكن laquo;الحكمةraquo; ضالة المؤمن، وlaquo;اللي ما يحسن تدابيره.. حنطته تاكل شعيرهraquo;، ومن الحكمة ان نكسب الى صفنا ابناء الشعب العراقي الكريم الذين يرفضون المساس بالكويت وسيادتها، وان نحصر هجومنا وانتقادنا بالفئة الضالة ممن تفوه بما يطعن في شرعية ارض او حكومة الكويت، فنجعل من هؤلاء منبوذين لا يود الاقتراب منهم احد. فمهما تقدم العراق في مدنيته وحضارته، سنظل نسمع اصواتا نشازا تعيش laquo;نوستالجياraquo; وأوهام الفكر القومي الذي يرى بان ثروة العرب.. هي لكل العرب، وبأن laquo;ثروةraquo; الكويت جزء لا يتجزأ من املاك العراق، لكن الخطأ الاستراتيجي الذي نكرره المرة تلو الأخرى في الكويت هو أننا نعطي لهؤلاء laquo;الشرذمة القلةraquo; زخماً إعلامياً عندما نجمعهم وبقية العراقيين الشرفاء في مركب واحد، ونبدأ بالتطاول والتجريح من دون تمييز، فنثير ساعتها حفيظة الشعب العراقي وتعاطفه مع هؤلاء الرعاع ضدنا.. وهذا غاية ما تتمناه هذه الشرذمة!
العراق اتخذ خطوات ممتازة في الاتجاه الصحيح يأتي على رأسها تعيين رجل يحظى باحترامنا وتقديرنا كسفير للعراق في الكويت، وهذا اعتراف صريح من الحكومة العراقية باستقلالية الكويت وسيادتها، ومن واجبنا في الكويت التعاون مع الأشقاء في العراق لتعزيز مفهوم استقلالية دولة الكويت، وبناء علاقات على أساس متين، بدلاً من المطالبات الساذجة بطرد البعثة الدبلوماسية، وقطع العلاقات والعودة إلى المربع.. صفر!
***
اليقظة والحذر واجبان على الحكومة الكويتية، خصوصاً عندما نسمع عن مشاغبات من مزارعين ومسلحين على الحدود بالقرب من أنابيب النفط. ووصلتني معلومة بالامس من عسكريين كويتيين بأن هؤلاء المشاغبين يلبسون {الترينغ سوت} وتحركاتهم بها تنظيم لا يتناسب مع مصطلح {مزارع}.. علينا دائما ان ننتبه الى الاطراف الاخرى في المنطقة!
التعليقات