مكرم محمد أحمد


المفاجأة الاقتصادية التي أدهشت العالم أجمع هذا الأسبوعrlm;,rlm; ارتفاع معدل النمو الاقتصادي لتركيا في الربع الأول من عامrlm;2010rlm; إليrlm;11.5rlm; في المائةrlm;,

rlm; لتصبح تركيا الدولة الثانية بعد الصين التي تحقق هذا الإنجاز الاقتصادي الضخمrlm;,rlm; بينما تعاني معظم الدول الأوروبية من تضخم حجم الديون وزيادة نسبة البطالة وارتفاع معدل العجز في الموازنةrlm;,rlm; وهبوط معدلات النمو إلي ما دون واحد في المائةrlm;,rlm; الأمر الذي ألزمها اتخاذ إجرءات تقشفية طالت دخول الأفراد وقللت حجم الإنفاق الاجتماعيrlm;...rlm; ويعني نجاح تركيا في تحقيق هذا المعدل المرتفع للنمو الاقتصاديrlm;,rlm; تأكيد قدرتها علي أن تبقي دولة قوية اعتمادا علي ذاتها واستناد سياساتها الوطنية والاقليمية إلي قاعدة اقتصادية قوية تعزز قرارها السياسي وتزيد من وزنها الدوليrlm;,rlm; خاصة إن كانت ثمار التنمية تصل إلي جميع فئات المجتمع لتزيد من تماسك وقوة النسيج الوطني التركيrlm;.rlm;
وما يدهش في التجربة التركية أن هذا التحول الضخم حدث في غضون عشرة أعوام لا أكثرrlm;,rlm; قبلها كان عجز الموازنة التركية يصل إلي حدودrlm;16rlm; في المائة من حجم الناتج المحليrlm;,rlm; وكانت نسبة التضخم قد ارتفعت إلي حدودrlm;72rlm; في المائةrlm;,rlm; لكن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده رجب طيب أردوغان تمكن عبر سياسات رشيدةrlm;,rlm; قلمت أظافر الفساد وزاوجت بين النمو الاقتصادي وعدالة التوزيعrlm;,rlm; من تحقيق هذا الانجاز الاقتصادي الضخم الذي هبط بنسبة العجز إلي حدودrlm;3rlm; في المائةrlm;,rlm; وقلص التضخم إلي حدودrlm;8rlm; في المائةrlm;,rlm; ووسع من قاعدة المستفيدين من ثمار التنمية بما يمكن حزب العدالة من أن يصبح القوة السياسية النافذة في البلاد تسانده غالبية المجتمع التركيrlm;.rlm;
ويقف وراء النجاح التركي رجال أعمال حقيقيونrlm;,rlm; لم يشغلوا أنفسهم بوظائف الحكومةrlm;,rlm; ولم يتوقف دورهم علي التجارة والاستيرادrlm;,rlm; لكنهم نجحوا في تحويل مؤسساتهم الإنتاجية إلي مؤسسات عالمية قادرة علي المنافسةrlm;,rlm; وحققوا جودة عالية في الانتاج رفعت معدلات التصدير علي نحو متصل إلي حدودrlm;15rlm; في المائة سنوياrlm;,rlm; ومدوا نشاطهم الاقتصادي إلي الدوائر الجغرافية الأكثر قربا في السعودية والخليج وإيران وروسيا والجمهوريات الاسلامية التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتيrlm;,rlm; وجعلوا من قوة الاقتصاد التركي عامل فخار وطني وطريقا صحيحا لبناء الدولة القويةrlm;.rlm;