حسن الظاهري

في بعض ماتحويه الرسالة التي بعثها الرئيس الأمريكي الأسبق ( جورج بوش ) إلى صدام حسين ، والتي رفض استلامها وزير خارجية العراق آنذاك ( طارق عزيز ) ، جاء فيها laquo; إنني أكتب لكم الآن مباشرة لأن الخطر الراهن يتطلب عدم تضييع أي فرصة لتفادي ما سيكون بحق كارثة لشعب العراق ، وإنني أكتب لكم كذلك ، لأن البعض قد قال ، أنكم لاتدركون العزلة التي يعيشها العراق وما يواجهه نتيجة لذلك ، ولأزيل أي غموض ليس في تفكيركم حول الوضع الذي نحن فيه وما نحن مستعدون للقيام به ، إننا نفضل نهاية سلمية ، وإذا لم تنسحبوا من الكويت فأنكم ستخسرون ماهو أكثر من الكويت ، وموضوع النقاش هذا ليس الكويت ، إذ أنها ستتحرر وستعود حكومتها الشرعية وإنما مستقبل العراق ، والخيار لكم لتقرروا laquo; . كما أسلفت هذا بعض مما جاء في الرسالة التي بعث بها الرئيس بوش لصدام حسين ، وللأسف أن صدام حسين أوعز لوزير خارجيته بعدم استلام هذه الرسالة ، وقادته غطرسته إلى عدم سماع نصائح كل المبعوثين الذين زاروه وأوضحوا له مقدار الخطر الذي يهدد العراق ، فماذا كانت النتيجة ؟! النتيجة هي ما شهده و يشهده العراق الآن من دمار وخلاف واختلاف ، وانفلات في الأمن ، وانقسام وتباين في الرؤى حتى غدا عاجزا عن تعيين حكومة تقوم بقيادة هذه البلاد الممزقة التي تمسي وتصبح على دوي الانفجارات ، ودم الاغتيالات ، وحتى بعد أن تلاشت أعداد القوات الأجنبية ، فإن الكاميرات لم تتوقف عن تسجيل أحداث القتل والتدمير ، والضحايا هذه المرة هم من أبناء الشعب العراقي. إن ما دعاني للكتابة حول هذا الموضوع هو سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أرى مايجري في الشقيقة إيران .. ترى هل يعود نفس السيناريو هذه المرة ويكون ضحاياه الشعب الإيراني ؟.. فشخصية الرئيس الإيراني ( أحمدي نجاد ) لاتختلف كثيراً عن شخصية صدام ، مكابر ومعاند ، لايجيد لعبة الدبلوماسية ، ويظن بأن صواريخه ستفزع الأمم . والغريب أن نفس الدول التي أظهرت دعمها ووقوفها مع صدام حسين ، هي التي تقف اليوم لتدعم مواقف ( نجاد ) وتحثه على الوقوف والصمود والمواجهة ، وتوهمه بكسب الحرب ، وعطفاً على المقولة الشهيرة laquo; الكل خاسر في الحرب حتى المنتصر laquo; فالواقع الذي شهدناه في العراق يؤكد هذه الفرضية ، إذ أن صدام قد انتهى laquo; عهداً وجسداً laquo; لكن شلالات الدماء لازالت تسيل على أرض العراق. فهل يريد أحمدي نجاد أن تلحق إيران بالمصير الذي آل إليه العراق ؟! كل المؤشرات تؤكد أنه يسير نحو ذلك الإتجاه ، تحدٍ وإصرار وكبرياء وغطرسة واستعراض عضلات ، بينما ينشغل في بناء ( جحور ).