علي محمد الفيروز
laquo;العثور على جثة عامل لبناني عالقة في عجلة طائرة شركة laquo;ناسraquo; السعودية في الرياض ذلك الخبر الذي هز كيان الحكومة اللبنانية، واربك اجهزة امنها في مطار رفيق الحريري الدولي من فاجعة هذا الحادث الغريب والمثير معا، فالأشخاص الذين ينسون في كابينة احدى عجلات الطائرات محاولين بلوغ بلدان اجنبية لا يمكنهم دخولها بصورة شرعية او قانونية، هي فكرة حمقاء في غاية الخطورة وتدخل في دائرة الجنون، والجثة التي عثر عليها لشخص مجهول الهوية وهي عالقة بالاطارات الخلفية لطائرة laquo;ناسraquo; السعودية هي لشاب لبناني مغامر، اعتبر ان الفكرة سهلة، والمسافة بين لبنان والسعودية ما هي إلا مسافة قريبة يمكن المغامرة فيها كونه في مقتبل العمر ولديه لياقة بدنية عالية، فالضحية دخل مدرج المطار قافزا من السياج المحيط به، واستطاع ان يندس في الفسحة الصعبة المخصصة لعجلات الطائرة حتى لا يشاهده احد، ولكن وضعه الخاطئ في كابينة العجلة جعلته يدفع ثمن حياته نهائيا.
هناك اسباب عدة تجعل البعض ممن يغامرون بحياتهم بهذه الطريقة المجنونة بحثا عن الهجرة، ولكنهم يسقطون تحت عجلات الطائرات مصرعين فجأة، والنجاة من كابينة عجلة الطائرة تعتبر اعجوبة العصر، ورغم ذلك تجد الكثيرين ممن يبحثون عن الهجرة بطريقة غير مشروعة يفضلون القدوم بهذه الوسيلة الانتحارية. والسؤال هنا: كيف استطاع الضحية ان يخترق الاجهزة الامنية اللبنانية في المطار، فاستطاع ان يدخل مدرج المطار عن طريق قفزه فوق السياج المحيط به دون ان يشاهده احد؟ هذا السؤال الذي تهربت منه السلطات اللبنانية في بداية الكارثة لتبحث عن كيفية مصرع الضحية اللبناني في الرياض، ووضعت هذه الاجهزة علامات استفهام حول سلوك كابتن الطائرة السعودية الذي تلقى اخطارا من الركاب والمضيفات في الطائرة دون ان يبالي او يعطي اي اعتبار للحدث! ان قائد الطائرة السعودية لم يتخذ اي اجراء حول الحادثة بل تعمد واقلع بالطائرة من دون ابلاغ السلطات المختصة في مطار بيروت بما تم اعلامه به وهذا ما اثار حفيظة سلطات الطيران المدني اللبناني التي بدورها طلبت من السلطات السعودية التحقق من مسألة التجاهل! وماذا لو كان هدف الضحية اللبناني القيام بأي عمل ارهابي في كابينة عجلات الطائرة مثلا، فماذا سيكون مصير هؤلاء الركاب في الطائرة، وكيف سقط الضحية تحت عجلات الطائرة وهو من علو، اين كاميرات المراقبة الواقعة في مدرج المطار، واين اختفى رجال امن المطار في حينها؟ انها حقا حادثة غريبة ويحيط بها الغموض، بل هي حادثة تستحق فتح ملف تحقيق عن كيفية حدوث خرق امني واضح في ساحة مطار بيروت بعد نجاح الضحية في اختراق السياج المحيط بالمطار بعيدا عن عيون الرقابة، وفي خطوة مثيرة تكشف عن تداعيات هذه الحادثة الخطيرة قام مدير امن مطار رفيق الحريري الدولي العميد الركن وفيق شقير بتقديم استقالته فجأة ولكنها لم تقبل من قبل وزير الداخلية، وانما منح العميد شقير مأذونية مدتها شهر وذلك للتريث وعدم الاستعجال في قبول استقالته الى حين الكشف عن كامل الملابسات التي احاطت بهذه الحادثة وتحديد المسؤول الحقيقي عنها، وبخاصة بعد ان القيت المسؤولية بكاملها على العميد شقير، الامر الذي اثار استياءه الشديد، وبعد ان جاءت هذه الاتهامات من عدد كبير من اعضاء البرلمان اللبناني الذين اعتبروا خطوة تقديم استقالته، تعني الهروب من تحمل المسؤولية!
على كل حال... يبدو من الحادثة الغريبة من نوعها ان لا خلفيات تخريبية وراء تسلل الشاب اللبناني الضحية الى طائرة laquo;ناسraquo; السعودية اذا كانت بهذه الطريقة العفوية وخصوصا عندما اشارت مصادر قريبة الى ان الشاب اللبناني كان يحمل على ظهره حقيبة احتوت على ملابس ومستلزمات شخصية، ما يعني حقا انه كان يريد ان يسافر بطريقة جنونية غير مشروعة.
نعم اننا في انتظار النتائج او ما ستكشفه التحقيقات من جميع الاطراف المعنية عن هذا الحادث المروع، ولكننا نجد جليا ان المسؤولية بداية تقع على كابتن الطائرة الذي رفض حتى النظر الى جثة الضحية بعد نزوله من الطائرة في الرياض، والى قائد جهاز امن مطار رفيق الحريري العميد وفيق شقير مهما كانت الاسباب والمبررات والحجج. ولكل حادث حديث.
- آخر تحديث :
التعليقات