أنس زاهد

(1)
أتابع من حين لآخر برنامج ( صناعة الموت ) على قناة العربية. ورغم أن البرنامج يعجبني إلى أنني أجد نفسي أتساءل في كل مرة أشاهد فيها إحدى حلقاته : لماذا يركز البرنامج على سبر أغوار صناعة الموت في الشرق فقط، دون أن يهتم بفضح أسرار صناعة الموت في الغرب الاستعماري ؟! صناعة الموت لها أكثر من مصدر، والتركيز على مصدر واحد مع تجاهل المصادر الأخرى هو أمر يحتاج إلى تفسير.
( 2)
رغم قدرات تنظيم القاعدة الإرهابي، إلا أنني أشك كثيرا في أن وسائل الإعلام الغربية قد ضخمت من إمكانات هذا التنظيم إلى حد كبير. القاعدة تحولت بفضل وسائل الإعلام الغربية من تنظيم إرهابي إلى إمبراطورية عظمى لا حدود لها. هكذا فقط يمكن تمرير كل التجاوزات والانتهاكات والمذابح بحق المدنيين الذين يسقطون فيما يسمى بالحرب على الإرهاب.
(3)
الحروب بالنسبة للدول الاستعمارية هي شريان الحياة الأول. فبدون حروب لا يمكن الهيمنة على ثروات الشعوب المستضعفة، ولا يمكن استغلال دافع الضرائب لتضخيم ثروات لوبيات الصناعة الكبرى، ولا يمكن تدوير عجلة رأس المال بالسرعة والقوة المطلوبتين.
وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانهيار الشيوعية، كان لابد للغرب الاستعماري من العثور على عدو بديل يملأ الفراغ الذي تركه العدو السابق. وطبعا فقد كان الإسلام هو العدو المثالي لأنه قادر بكل بساطة على ملء الفراغ الذي تركته الإمبراطورية السوفييتية. لا رأسمالية بلا حروب مستمرة
(4)
وسائل الإعلام الغربية كان لها الدور الأبرز في اختلاق ما يسمى بالخطر الإسلامي. كما كان لنفس الوسائل الدور الأبرز في تضخيم قوة منظمة القاعدة الإرهابية.
العجيب أن وسائل الإعلام الغربية والعالمية بما فيها وسائل الإعلام العربية، لم تحاول يوما أن تكشف مدى الارتباط بين هذه المنظمات وبين الأنظمة الغربية على الأقل عندما كانت هذه المنظمات وعلى رأسها منظمة القاعدة، في طور التأسيس ! المسألة تحتاج إلى تأمل
(5)
هل يعقل أن أجهزة المخابرات الغربية لم تستطع اختراق منظمة القاعدة من الداخل، رغم مساهمتها في تدريب كوادرها إبان الاحتلال السوفييتي لأفغانستان؟!
لا أعتقد أن أجهزة المخابرات الغربية ضعيفة إلى هذا الحد.