في صفقة لم يعلن عن قيمتها لسيدني هارمان مؤسس أكبر شركات الأجهزة الصوتية في العالم

واشنطن -فرنك أهرينز


لقد بيعت مجلة laquo;نيوزويكraquo; ذائعة الصيت، التي تمر بمشكلات مالية، من أحد الكيانات الكبرى داخل laquo;واشنطن بوستraquo; إلى كيان آخر بارز.
فقد أعلنت شركة laquo;واشنطن بوستraquo; المالكة لـlaquo;نيوزويكraquo; أمس أن رجل الأعمال والمبتكر التعليمي بـlaquo;واشنطنraquo; سيدني هارمان سيشتري المجلة الأسبوعية، وهو مؤسس laquo;هارمانraquo;، إحدى أكبر شركات الأجهزة الصوتية في العالم. وبهذا تنتقل المجلة من يد أسرة غراهام بعد نصف قرن من ملكيتها.

ويأتي هذا الإعلان بعد 3 أشهر من اعتراف مدير شركة laquo;واشنطن بوستraquo; دونالد إي غراهام بأن الشركة لا تستطيع إعادة المجلة المتعثرة إلى مسار تحقيق أرباح من جديد.

ولم تعلن الشركة عن ثمن بيع المجلة. ووفقا لمصدر قريب من الصفقة، تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته، فإن الجانب النقدي في صفقة الشراء صغير، لكن الالتزامات الكلية التي أخذت على هارمان - دفع تكاليف التأجير والالتزامات تجاه المشتركين في المجلة - تتجاوز قيمتها عشرات الملايين من الدولارات. وستستمر شركة laquo;واشنطن بوستraquo; في دفع مصاريف معاش التقاعد الخاصة بالعاملين في المجلة.

وبعد 4 سنوات من العمل كرئيس لتحرير المجلة سوف يستقيل جون ميتشام، الذي حاول إعداد عرض لشراء المجلة، فور إتمام الصفقة في أوائل سبتمبر (أيلول). وأعلنت الشركة أنه سيتم الاحتفاظ بغالبية من تبقى من موظفي المجلة، الذين كان عددهم 350 موظفا. ولم يتخذ أي قرار بشأن عدد من سيتم الاستغناء عنهم وتوقيت ذلك. وقال هارمان في مقابلة معه أمس laquo;أفعل هذا لأنني أرى المشاركة في العمل في مجلة (نيوزويك) تتويجا لحياة مهنية في الصناعة والحكومة والتعليم. وأرى أنها تتويج لكل شيء تعلمته في حياتي... وأجد من المفيد للغاية أن يعهد إلي بحمل إرث عائلة غراهامraquo;.

وقد سطر هارمان (91 عاما) اسمه في مجال الأجهزة الصوتية عالية الدقة، وأسس شركة laquo;هارمان كاردونraquo; للصوتيات عام 1952. لكنه أصبح رجل أعمال خيرية رفيع المستوى ومؤلفا لكتب عن الحياة المهنية والإنتاجية والتعليم. وحصل هارمان على درجة الدكتوراه في التعليم عام 1973 وأسس برنامج التكنولوجيا والسياسة العامة والتنمية البشرية في جامعة هارفارد. ويشغل منصب أمين شركة laquo;مسرح شكسبيرraquo; في واشنطن. وهو متزوج من العضو الديمقراطية في مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا جاين هارمان.

وقد نفى هارمان أي علاقة لزوجته بالصفقة قائلا: laquo;ليس لزوجتي أي علاقة بهذه الصفقة أكثر من أنها تتمنى لي النجاحraquo;، وقال محامي هارمان، روبرت بارنيت - من مكتب وليمز آند كونولي للمحاماة بواشنطن ndash; إن المجلة ستحول ملكيتها إلى شركة laquo;هارمان ميدياraquo;، المملوكة كليا لسيدني هارمان، ولن يكون لزوجته أي حصة فيها. وقال هارمان إن laquo;مسؤوليته الأولىraquo; ستكون إعداد خطة خلافة للمجلة لتسليمها إلى أبنائه أو مالك آخر بعد وفاته.

وقد اشترت شركة laquo;واشنطن بوستraquo; مجلة laquo;نيوزويكraquo; عام 1961، بعد أن أتى رئيس التحرير التنفيذي السابق بنيامين جيم برادلي - الذي كان في ذلك الوقت رئيس مكتب laquo;نيوزويكraquo; في واشنطن - بالصفقة إلى ناشر laquo;بوستraquo; السابق فيليب غراهام. وكانت المجلة جوهرة شركة laquo;واشنطن بوستraquo; لعدة عقود، ولكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة مع تقلص عدد القراء والمبيعات والإعلانات، شأنها في ذلك شأن معظم المنشورات المطبوعة. وكان قسم المجلات بشركة laquo;واشنطن بوستraquo; - الذي يضم في الأساس مجلة laquo;نيوزويكraquo; - قد حقق أرباحا مقدارها 31.4 مليون دولار عام 2007، ولكنه سجل خسائر تشغيل مقدارها 47.5 مليون دولار عام 2009. وانخفض عدد المشتركين في المجلة من 3.2 مليون مشترك إلى 1.5 مليون.

وتواجه المجلات الأسبوعية الأميركية، التي كانت صوتا نافذا في الولايات المتحدة وفي الخارج، أوقاتا صعبة مع انخفاض عدد القراء والمعلنين الذين اتجهوا إلى وسائل إعلام ذات وتيرة أسرع، وخاصة على شبكة الإنترنت. وكانت مجلة laquo;نيوزويكraquo; وlaquo;تايمraquo; وlaquo;يو إس نيوز آند وورلد ريبورتraquo; أقوى 3 مجلات. ولكن في السنوات الأخيرة تقلص حجم المجلات وعدد المشتركين وخفضت ميزانياتها بينما قامت بجهود كبيرة كي تظل ذات صلة بعالم laquo;الفيس بوكraquo; وlaquo;التويترraquo;.

والآن يبدو أن هناك واحدة من طريقتين فقط للمجلات الأسبوعية كي تحافظ على بقائها: أن تكون جزءا من تكتل أكبر كثيرا، مثل مجلة laquo;تايمraquo; وlaquo;بيزنس ويكraquo;، اللتين اشترتهما مجموعة laquo;بلومبرغraquo; العام الماضي، أو أن تكون مشروعا أنيقا لأحد الأثرياء الذي قد يكون على استعداد لتقبل خسائر مالية، على الأقل على المدى القصير، مقابل الحصول على منبر إعلامي بارز. وفي تلك الفئة، انضمت laquo;نيوزويكraquo; إلى laquo;يو إس نيوز آند وورلد ريبورتraquo; التي اشتراها القطب الإعلامي في نيويورك الملياردير مورتيمر زوكرمان عام 1984. أما laquo;يو إس نيوزraquo; فتحقق عائدات كبيرة من دوريتها عن ترتيب الكليات.

وقد حاول ميتشام جعل مجلة laquo;نيوزويكraquo; تبدو كطبعة أميركية لمجلة laquo;إيكونوميستraquo; البريطانية: مجلة نخبوية تركز على الرأي، آملا أن يساهم ذلك في اجتذاب القراء الأغنياء المعلنين لكنه فشل في ذلك.

وكتب ميتشام في رسالة بريد إلكتروني: laquo;أنا مسرور بنتائج هذه الصفقة التي أتت في صالح المجلة. وأعتقد أن (نيوزويك) تعد قوة هامة ولكن لا أحد يستطيع التقليل من التحديات التي تواجه المجلات خاصة وصناعة الأخبار عامةraquo;.

وكان غراهام حذرا في اختياره لمشتري laquo;نيوزويكraquo;. ووفقا لعدة مصادر مطلعة على الصفقة، فقد رفضت شركة laquo;واشنطن بوستraquo; عروضا من laquo;نيوزماكسraquo;، وهي مجلة شهرية محافظة، ومن مدير صندوق التحوط. وقالت المصادر إن هارمان تميز على عروض جادة من قبل شركة laquo;أفينو كابيتال بارتنرزraquo;، الناشرة لـlaquo;ناشيونال إنكويررraquo; ومن شركة laquo;أوبن غيتraquo; التي تملك laquo;تي في غيدraquo;.

* خدمة laquo;واشنطن بوستraquo;