عبدالزهرة الركابي

في سياق المناورات العسكرية التي دأبت عليها إيران، أنزلت الى المياه في الفترة الأخيرة أربع غواصات خفيفة من صناعتها، ووفق ما يعتقد المحللون، فإن إيران تأخذ جديا التهديدات الأميركية بضرب منشآتها النووية، إذا لم تفعل فعلها الإجراءات السياسية والاقتصادية التي تعرضت لها من قبل مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي.
ولو أخذنا تصريحات سابقة وقريبة زمنيا، وهي كلها تدخل في سياق ترجيحات واحتمالات شن الحرب من قبل أميركا وحلفائها بما فيهم إسرائيل على إيران، من خلال توجيه ضربة جوية وصاروخية على المنشآت النووية الإيرانية المحددة وفق السيناريوهات التي ذُكرت أو تم تسريبها الى وسائل الإعلام بغرض أو بغير غرض، كما ان ما تقوم به أميركا وحلفاؤها من إجراءات سياسية واقتصادية وإعلامية، هي تدخل في إطار الحرب النفسية أو الحرب الناعمة التي ترمي الى تحقيق غرضين لهدف واحد، إذا صحت التسمية: الغرض الأول ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية بما يجعل إيران laquo;بطة جالسةraquo; لا تقوى على الحراك، حسب توصيف أحد المحللين الغربيين، وصولا الى إجبارها على إيقاف برنامجها النووي على النحو الذي تطالب به أميركا والأوروبيون واللجنة الدولية للطاقة الذرية.
والغرض الآخر يتمثل في خطة الطوارئ، وذلك بتمهيد الأجواء وتصعيدها الى الحد الذي يكون وقتا مناسبا لشن الحرب عليها، وهذا الغرض يوصف بالتدرج التمهيدي لحين الوصول الى نقطة الشروع بتوجيه الضربة العسكرية، وهو أمر أشار إليه قائد القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط دافيد بتراوس، الذي قال في تصريحات سابقة إن بلاده وضعت خطة طوارئ للتصدي لطموحات طهران النووية، مشيرا إلى إمكانية قصف المنشآت الإيرانية النووية في حال فشل المبادرات الدبلوماسية معها، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مساعدين للرئيس الأميركي باراك أوباما قولهم، إنهم يعرفون أن العقوبات هي أداة محدودة لن تجبر إيران على وقف برنامجها النووي، وأن الإدارة الأميركية أعدّت خططا احتياطية تكون الخيارات العسكرية هي الخيارات الأخطر والأخيرة فيها.
وفي هذا السياق كشفت مصادر اميركية عالية المستوى النقاب عن انّ الاسرائيليين اعدوا خطة كاملة ومتكاملة لضرب المنشآت النووية الايرانية، وقد قام باحثان اميركيان بنشر البحث الذي اجرياه في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، وهذه هي المرة الاولى التي ينشر فيها بحث من هذا القبيل بهذه الصورة، وبما انّ ايران مملوءة بالمنشآت النووية، فانّ الباحثين ركزا على امكانية توجيه ضربة عسكرية لثلث المنشآت فقط، والتي تشكل عمليا لب المشروع النووي الإيراني، ويؤكدان على انّ ضرب هذه المنشآت سيؤدي الى تأخير البرنامج النووي سنوات عدة.