صبحي زعيتر

كل شيء مرهون بالخضوع للجهة المُسلحِة ،حتى بين الحلفاء والأصدقاء.
فها هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما يربط تسليح تركيا ،الدولة العضو في الحلف الأطلسي، وقاعدته المتقدمة في الشرق الأوسط بمدى قربها أو بعدها من إسرائيل .
هو نهج ربما يكون ساريا في العلاقات الدولية ، ولكن من تحت الطاولة ، وليس بهذه الصورة العلنية التي عبر عنها الرئيس أوباما.
وطبقا لصحيفة quot;فايننشال تايمزquot; اللندنية فإن أوباما حذر ، رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان من أن المواقف التركية حيال كل من إسرائيل وإيران يمكن ان تقلص فرص أنقرة في الحصول على أسلحة امريكية.
لم تكن قضية أسطول الحرية العمل الوحيد الذي أزعج الولايات المتحدة بعد إسرائيل. فواشنطن لديها ملاحظات كثيرة على الحكم التركي منذ مجيء حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، لأن إردوغان ومعه عبدالله جول ليس مرحبا بهما كثيرا في الدوائر الغربية ، ربما بسبب حجاب زوجتيهما ، هكذا وبكل بساطة،وهو نهج لا تسير على هداه واشنطن وحدها وإنما جميع الدول الغربية ،وبخاصة أوروبا الغربية التي تحاول أنقرة منذ عشرات السنين دخول ناديها السياسي.
اليوم تتحفظ الولايات المتحدة على تزويد تركيا بطائرات استطلاع لمكافحة حزب العمال الكردستاني ،وقبل أيام جمد الكونجرس الأمريكي مساعدات عسكرية للبنان بقيمة 100 ألف دولار ،لأن ضابطا في الجيش اللبناني تجرأ وأطلق النار على دورية إسرائيلية خرقت الحدود.
هذه هي أمريكا وعلاقاتها بشعوب الأرض ..ما عدا إسرائيل.