الجزائر- رزيقة أدرغال


جمع كتاب الله بين الفتاة الجزائرية خولة عزوز (15 سنة) والمصرية فاطمة الزهراء محمد عبد المولى (12 سنة) في منافسة ساخنة لافتكاك جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم التي تجري فعاليتها بدار الإمام في العاصمة بمشاركة 43 دولة، يمثلها شباب على اختلاف ألسنتهم حرصوا على حفظ وختم القرآن الكريم في سن مبكرة.
ما يميز مسابقة القرآن الكريم لهذا العام هو مشاركة فتاتين لأول مرة في هذه الدورة السابعة، ومن الصدفة أن تكون المواجهة بين خولة التي تمثل الجزائر، وفاطمة الزهراء عن مصر، لتعيد للأذهان حمى التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم التي عرفت منافسة شرسة بين أشبال سعدان وشحاتة، ولكن بفارق بسيط لأن المنافسة هذه المرة هي حول كتاب الله وليس الكرة المستديرة.
''الخبر'' التقت بخولة وفاطمة الزهراء بدار الإمام في العاصمة، الفتاتان حسب ما لمسناه من خلال حديثنا معهما تجمعهما قواسم مشتركة كثيرة، حصرناها في الحياء الشديد والتواضع، وفوق ذلك حبهما الشديد للقرآن الكريم الذي حفظناه عن ظهر قلب في سن جد مبكرة، وكليهما متفائلتان بتحقيق الفوز في هذه الدورة، ما جعل المواجهة ساخنة بينهما.
تقول خولة، من البليدة إنها بدأت تحفظ القرآن الكريم وعمرها لا يتجاوز 12 سنة ووفقها الله في ختمه بعد عام ونصف، ما سمح لها بالمشاركة في مسابقة ولائية بالبليدة هذا العام، وكانت من الأوائل، فرشحت لمسابقة الجزائر الدولية للقرآن الكريم.
الخوض في الحديث مع خولة حول النزاع بين الجزائر ومصر بسبب منافسة كرة القدم جعلنا نشعر أننا أمام شخص كبير في السن، حيث ردت علينا بالقول ''عندما يوحدنا كتاب الله، لا يمكن الحديث عن النزاعات، فالإسلام جمع بين دول أجنبية، وكيف لا يجمع بين دولتين عربيتين وإسلاميتين كالجزائر ومصر''، لتستطرد ''أنا رتلت القرآن ومنافستي أيضا، ونحن ننتظر قرار لجنة التحكيم، أتمنى الفوز لأهديه لوالدي والأساتذة الذين لقنوني القرآن، وإذا فازت المصرية أقول لها ''مبروك عليك''.
إن كانت خولة قد أبدت روحا رياضية عالية في هذه المنافسة، المصرية فاطمة الزهراء محمد عبد المولى، وعلى صغر سنها وحيائها الشديد لم تخف تمسكها بتحقيق الفوز الذي ينتظره منها شعبها في مصر.
تقول هذه الفتاة ''كنت خائفة قبل مجيئي إلى الجزائر بسبب الأحداث التي وقعت بين البلدين، غير أنني اكتشفت طيبة الشعب الجزائري من خلال أول مشاركة لي في مسابقة دولية للقرآن الكريم''، ليلتقي ردها مع سابقتها حول النزاع القائم بين الجزائر ومصر بالقول ''عندما يجمعنا القرآن الكريم يسقط الحديث عن أي نزاع مهما كان نوعه، أنا لست من متتبعي كرة القدم ولكن أتمنى أن أكون ومنافستي سببا في إطفاء نار الفتنة بين البلدين''.
وكان لنا حديث مع بعض المتسابقين في الدورة، والذين أجمعوا جميعهم على أن هذه المشاركة فرصة لاختبار قدراتهم في ترتيل القرآن الكريم ومدى احترام أحكامه، حيث يقول يوسف صمد بلكيل (19 سنة) من تركيا، أنه يختبر قدراته في ترتيل القرآن الكريم من خلال هذه المسابقة الدولية، وكانت والدته وراء حفظه له وختمه في سن 6 سنوات''.
أما نور سلطان (22 سنة) من كزاخستان فقال إن المنافسة شديدة بين المشاركين، وكلهم يرتلون القرآن بشكل جيد.
من جهته كشف مفتش التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية عزوق محند أنه تشارك 43 دولة في هذه الدورة، من بينهما كزاخستان والكاكرون والسينغال ومالي والسعودية وقطر وفلسطين، ولأول مرة روسيا وأذربيجان وبورندي لأول مرة، ويقيم جميع ممثلوها بفندق الهيلتون.
وسيتم الكشف عن الفائزين بحفل يقام بمناسبة ليلة القدر المبارك، والثلاثة الأوائل منهم سوف يحصلون على جوائز مالية، تبلغ الأولى مليون دينار جزائري، والثانية بـ800 ألف دينار والثالثة 600 ألف دينار.
كما يتم تكريم جميع المشاركين بمبلغ مالي محترم، مع برمجة زيارات إلى مواقع أثرية ومتاحف.