تركي عبدالله السديري

الاضطرابات فيما هو خارج العالم العربي تتم بفعل مؤثرات محلية نتيجة سلبيات في مستويات المعيشة أو تسلط فئة أقلية على فئات أكثرية.. مثل ذلك يُقال عن محاولات الظهور السياسي..

في عالمنا العربي تأتي محاولات خلْق الاضطرابات في مجتمعات مؤهلة لأن تكون متواصلة المسار الإيجابي في تقدّمها المتنوّع.. ومن المخجل أن ما يزيد على المليار في تعداد سكان الصين يفوق عدد سكان العالم العربي بمراحل كثيرة، ومع ذلك فإنهم ومع المليار لم تجد الاضطرابات ولا التدخل الأجنبي منافذ تدخّل تعمل على الهدم وتقويض منطلقات التقدم..

مثلاً الكويت.. الذي يقدّر لدولته سيطرتها على الأوضاع واستمرار حيوية البلد الذي عاش التبكير الحضاري في العالم العربي قبل أن تعرفه كثير من دوله، وإذا أردت أن تفهم ماذا يريد الانشقاق من بلد هو نموذجي السلوكيات الاجتماعية وفي الوقت نفسه جزالة توسع قدراته الاقتصادية فإنك لن تجد أي مبرر لذلك.. لندع الكويت جانباً.. عندما نراقب مواقع النت الإعلامية تذهلنا ادعاءات باطلة تتقمص لباس الدين كي تشكك في سلامة مسلك المملكة العربية السعودية في منطلق التقدم.. وكأن الركود مطلب وطني، أما تطوير التعليم وتعدّد الجامعات وبروز التميز الاقتصادي فأمور يرونها تخرج بالمجتمع عن تعليمات laquo;السلفraquo;، لكنهم مدحورون بوجود دولة قوية بكل قدرات الحماية لمسار التطوير الحضاري والثقافي والاجتماعي..

قبل أن أصل إلى البحرين.. أردت تأكيد شمول ظاهرة وجود الجهود السلبية بل العدوانية لإعاقة الاستقرار والتقدم.. البحرين دولة ليست بالسهلة ولا التي تأخذ مكانتها أو قوّتها من أي تبعية لكنها - وهذا أمر يعرفه جيل الآباء - كانت هي الأبرز تبكيراً في تنشيط علاقاتها الدولية وتنوّع قدرات الاقتصاد والتبكير الأهم في بروز مكانة المرأة وتحديث التعليم فتستغرب جداً في بلد آمن.. جيد مستويات المعيشة.. تفضل عناصر عربية عديدة إن لم تكن له منه هويتها الوطنية فهو الأفضل لتجد فيه مجالات نشاطها وأمنها السياحي.. فماذا تريد الطائفية التي هي في الواقع مرض العصر العربي بصفة عامة من محاولتها غير المعقولة تحريك المجتمع الصاعد والآمن نحو الصراعات، نحو إحباط مثالية الوحدة الاجتماعية؟..

لكن ما يجعلنا أكثر اطمئناناً ويقيناً باستمرارية التميز البحريني موقف جلالة ملك البحرين الصارم والواعي في آن واحد حماية قادرة لكل إيجابيات التميز في مجتمع البحرين الذي امتاز طوال تاريخه بتعدّد الصداقات لا تعدّد الخصومات، ورفض دائماً أن تكون الطائفية المذهبية مسارات خلْق لعداوات يرفضها العقل وأسقطتها موضوعية الحكمة..