البابا شنودة: قضية كاميليا شخصية ولا يجوز للغرباء التفتيش عنها.. لسنا دولة داخل دولة ولا نستقوي بالخارج

القاهرة

نفى البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية تعاظم دور الكنيسة وتحولها لدولة داخل دولة قال شنودة: هذا التعبير 'مثير' يراد به الانقسام والفتنة في المجتمع، أين هذه العلامات التي تقول اننا دولة داخل دولة؟ هذا الكلام فارغ وخارج السياق تماما، وإذا كان العلمانيون ـ وهم أبناء للكنيسة ـ يتهموننا بهذا الشكل فلا يكونون مخلصين لكنيستهم على الإطلاق، ومن العيب ان يقال أن هناك تآكلا للدولة في مواجهة الكنيسة لان هذا الكلام يهدف إلى إشعال حفيظة الدولة ضد الاقباط والكنيسة، فهل المطلوب الا تستجيب الدولة لمطالب المسيحيين وتهملهم كي لا يتهموها بالعمل على تآكل الدولة.
وأكد البابا أن الكنيسة لا تعقد صفقات مع أي قوى أجنبية كما لا تستقوي بالخارج مشدداً على أن رجال الدين لا يستقوون بغير الله، وسخر من مزاعم مفادها أن الكنيسة تتصل برؤساء في الغرب وقال: لا نتصل لا بزعماء ولا بحكومات متحدياً اي جهة تقوم بتقديم دليل يثبت وجود اتصالات مع أي طرف أجنبي بغرض الاستقواء بالخارج.
وحول القضية التي تشغل على مدار الساعة الرأي العام بشقيه المسلم والمسيحي وهي كاميليا شحاته قال البابا شنودة أنه من حق السيدة كاميليا أن تختار دينها دون قهر أو وصاية من أحد، وليس من حق أي شخص أن يتحدث باسمها كما لا يحق للغرباء التفتيش عنها وإطلاق الشتائم بغير وعي مما جعلنا (فرجة) للعالم طيلة الفترة الماضية.
وتساءل البابا في تصريحات لبرنامج مانشيت الذي يقدمه جابر القرموطي على الفضائية التي يمتلكها الملياردير القبطي نجيب ساويرس لماذا الإصرار على التدخل فى حياة امرأة تمسكت بمسيحيتها ولم تعلن إسلامها؟ مؤكدا في الوقت نفسه أنه يدعو لكل من أساء وشتم وسب خلال هذه الاحداث بالمغفرة لان الهدف من هذه المظاهرات إحداث ضجة حول الكنيسة رغم أنها لم تمارس اية ضغوط على كاميليا أو غيرها، لان الدين لا توجد به ضغوط لكنه ضمير ووازع داخلي خاص بالشخص ولا يمكن لأحد أن يجبره على تغييره وليس من حق أحد أن يسأل عن مكان تواجدها.
وأضاف البابا أن الكنيسة لا تشتغل بالسياسة ولا يهمها بأي حال أن تتحول قضاياها إلى أخبار ساخنة للصحف وقال: تحولت قصة كاميليا لمصدر إلهام الصحافيين ولقضية اجتماعية اخذت اكثر من حجمها وهناك كثيرون تدخلوا فى القضية رغم انها لا تخصهم.
ونفى البابا تفكيره في منع زوجات الكهنة من العمل موضحا أن البعض اقترح ذلك ونحن رفضناه لانه امر غير جائز فكل انسان حر يعمل او لا يعمل، خاصة اذا كانت امراة ومثقفة، ووجود كاميليا فى المسيحية أمر شخصي خاص بها وهي حرية عقيدة وليس من حق أحد ان يتدخل فيها.
وحول وجود خلافات بين الطوائف المسيحية حول قانون الأحوال الشخصية قال شنودة: لا يوجد خلاف من أي نوع لان الإنجيل سيكون الحكم ولن يكون هناك خلاف حول أحكامه لكن ما حدث أن بعض الأشخاص ليست لهم صفة رسمية أثاروا جدلا حول هذا الموضوع رغم أنهم ليسوا أصحاب قرار بعد أن اتفق ممثلو الطوائف الثلاثة في اللجنة المشكلة من قبل وزارة العدل. وهاجم العلمانيين مشدداً على أنهم لا يمثلون اتجاها فكريا في الكنيسة، وليس لهم مسمى رسمي حتى تجري معهم الكنيسة حوارا أو مؤتمرات.
وتابع: هم مجموعة قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة افراد يعدون على الاصابع، ولم أقم معهم حواراً لان كلمة علماني تعني كل من ليس في الكهنوت او الرهبنة وتعداد رجال الدين 5 الاف شخص فقط.
وعن مستقبل مصر قال: لا بد أن نسأل أولا: هل هناك مخاوف أو خطورة تمر بها مصر في الحقيقة لا أرى أن هناك مخاوف على مصر قد تكون مراحل خطرة شأن تلك التي تمر بها أي دولة لكن الأمر في النهاية ينتهي إلى إنفراجة والمفروض على من يتنازعون في مضمار السياسة أن يعملوا على الحفاظ على الوطن وعلى شؤونه ولا نضحي به من أجل'مسائل شخصية وعلى الجميع ان لا يفكر فى مصالحه الضيقة بل يفكر فيما تحتاجه مصر بمختلف أهلها. وفي سياق متصل أعرب 113 محام مصري عن تضامنهم مع الأمين العام السابق لاتحاد علماء المسلمين محمد سليم العوا في مواجهة الدعوات التي أطلقها المجلس الملي بالإسكندرية مطالبا بمحاكمته جنائيا بسبب تصريحات للعوا اعتبرها المجلس 'تشجعا على العنف ضد المسيحيين' وفق بيان أصدره المجلس الملي.
وأعرب المحامون الغاضبون عن تأييدهم لتصريحات العوا التي أشار فيها إلى وجود حالة من الفتنة بسبب عدم الشفافية في التعامل مع الكنيسة بشأن ما يتردد من تخزين أسلحة بالكنائس والأديرة، وطالب حينها بإشراف الدولة على الأديرة بعدما أثيرت شكوك حول وجود أسلحة بداخلها
وجاء بيان المحامين ردا على حملة مضادة تعرض لها العوا رئيس جمعية مصر للثقافة والحوار بسبب تصريحاته ضد الكنيسة المصرية. وكان المجلس الملي بالإسكندرية قد طلب من الرئيس المصري حسني مبارك وشيخ الأزهر أحمد الطيب اتخاذ الإجراءات القانونية ضد العوا بسبب تصريحات وصفت بأنها شديدة اللهجة ضد المسيحيين والكنيسة المصرية، أطلقها في برنامج 'بلا حدود' الذي تذيعه قناة الجزيرة.. وطالب المجلس الملي الرئيس مبارك بدعم الكنيسة وتأمين دور العبادة تحسبا لأي رد فعل قد يحدث نتيجة هذه التصريحات، متهما العوا بالسعي إلى استعداء الدولة والشارع المصري على القيادة الدينية الكنسية وشعبها بإعلانه أن إسرائيل هي المصدر الرئيسي لدعم الكنائس والأديرة بالأسلحة، وأن الكنيسة تخزن الأسلحة وتتربص لإعلان الحرب على المسلمين.
وكان سكرتير المجمع المقدس الأنبا بيشوي وصف الأقباط بأنهم أصل البلد وأن المسلمين مجرد ضيوف عليهم، وهدد بترحيل المسلمين من مصر واعتبر البيان الصادر عن المجلس الملي أن ما أشار إليه العوا من أن الكنيسة تسعى لإقامة دولة قبطية هو نيل من مكانة الكنيسة، وأن غرض تصريحاته تلك تدعيم أصحاب الأفكار المتطرفة وتضليل بسطاء الناس الذين ينساقون وراءهم.
وفي المقابل أكد بيان المحامين المصريين تأييد تصريحات العوا وقال إنه تحدث باسم مصر محذراً بلسان المحب لجميع طوائف الشعب المصري، وليس مهددا بترحيل الأقباط الضيوف على المسلمين كما قال بعض المسيحيين، في إشارة إلى تصريحات أطلقها الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والذي طالب العديد من الكتاب والنشطاء بتحويله للمحاكمة بعد أن اعتبر مسلمي مصر ضيوفا على الأقباط.
وكان الأنبا قد أطلق تصريحات قال فيها إنه على استعداد للاستشهاد في مواجهة أي سيناريو يرمي إلى تفتيش الأديرة، واصفًا الأقباط بأنهم 'أصل البلد' ومهددا بترحيل المسلمين من مصر باعتبارهم ضيوفا عليها. ورد بيان المحامين المصريين على تصريحات الأنبا بيشوي بالقول إنه 'في الوقت الذي تخالف فيه الكنيسة القانون وتتحدى الدولة باحتجاز مواطنات مصريات بغير حق، يتزايد الغلو والتطرف عند البعض في الكنيسة المصرية حتى وصل تبجح أحدهم أن يصرح أن المسلمين ضيوف في بلدهم ووطنهم .وأشار بيان المحامين المصريين رد على تصريحات الأنبا بيشوي بالقول إن الغلو والتطرف يتزايد عند البعض في الكنيسة المصرية.
وحذر من استمرار ما أسماه التطرف الكنسي وتحديه للدولة والمسلمين والذي بدا واضحا في الحملة التي شنها بعض المسؤولين بالمجلس الملي على العوا لأنه حذر من تغول هذا التطرف الكنسي وخطورته على أمن مصر. كما حذر البيان من ضعف الدولة في بسط سيادتها أمام هذا التوحش الكنسي الذي يهدد مصر
وجاء في البيان أن المحامين كانوا يتمنون لو يتم إخراج المواطنات المصريات المحتجزات لكونهن أشهرن إسلامهن إلى العلن ويقدمونهن على الفضائيات ليطلع على حالهن الرأي العام، 'لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا لأن الحقيقة واضحة'، في إشارة إلى كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين وماري عبد الله وهي زوجة قسيس الزاوية الحمراء الذي يؤكد العوا أنها أسلمت غير أن مؤسسة دينية رسمية مسلمة قامت بتسليمها للكنيسة. وأكد المحامون أنهم كانوا يتمنون أن تخرج الكنيسة لتعلن أن كنائسهم وأديرتهم جاهزة لمن يريد أن يفتش، ومفتوحة لمن يتهمهم بمخالفة القانون حتى يظهر صدق كلام العوا من عدمه.