أحمد جمعة

بريطانيا دولة صديقة وحليفة وهي بمثابة صديق قديم للبحرين كما هو الأمر بالنسبة لجميع الدول التي كانت بمثابة حليف مع هذه الدولة بعد استقلال هذه الدول وتحول العلاقات بينها وبين الدولة العظمى التي لا تغيب عنها الشمس الى علاقات صداقة وتعاون من نوع خاص، ويعتبر الشعب البريطاني شعبا صديقا اذ يرتبط بعلاقات تاريخية مع شعب البحرين ومن هنا عبرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية عن هذه العلاقة في مقال كتبه كون كافلين دعا فيه الحكومة البريطانية بدعم ومساندة ديمقراطية البحرين الواعدة في وجه الارهاب وجاء في مقال صحيفة lsquo;rsquo;الديلي تلجرافrsquo;rsquo; البريطانية في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي، مقال دعت فيه حكومة بلادها إلى ضرورة دعم التجربة الديمقراطية الشجاعة والواعدة في مملكة البحرين. وقال كاتب المقال كون كافلين، إن في الوقت، الذي باتت فيه بقية الدول الخليجية، تتهيأ للتحديات القادمة التي ستواجهها، فإنه يجب إجزال الثناء لمملكة البحرين لأنها lsquo;rsquo;أبدت تصميماً كبيراً على مواصلة جهودها الرامية إلى إرساء ديمقراطية فعالة بشكل كامل، موضحاً أن مملكة البحرين، قد تكون أصغر دولة عربية من حيث المساحة الجغرافية، غير أنها أكبر بكثير من حجمها الصغير، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتعاطي مع أكثر القضايا السياسية تحدياً وحساسيةrsquo;rsquo;. ودعا صاحب المقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، إلى الإعراب عن دعم بريطانيا القوي، والواضح لمملكة البحرين في هذه المرحلة الهامة التي تمر بها في مسيرة تطورها السياسي، مشيراً إلى أن وليام هيج، أعرب في تصريحاته العلنية عن حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون والصداقة الوثيقة بين بريطانيا وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن ثمة فرصة ذهبية قد سنحت له الآن للتعبير عن هذا الموقف، وتجسيده على أرض الواقع، من خلال التأكيد على دعم بلاده الكامل للتجربة الديمقراطية والفتية التي تشهدها مملكة البحرين. وأكد كافلين أن عائلة آل خليفة الحاكمة تسعى جاهدة، على مدى أعوام، لتطوير الحياة السياسية وإشراك كافة الأطراف والمكونات في مسيرة البناء والإصلاح، مضيفاً: lsquo;rsquo;بالرغم من هذه الجهود المتواصلة التي تبذل، والتي ترمي إلى تعزيز البرلمان، حتى يضطلع بدوره الفاعل، فإن هناك من يظل يصر على السعي لإجهاض وتدمير هذه الجهود التي تبذلها الحكومة البحرينيةrsquo;rsquo;.
بعد هذا المقال الواضح لم يعد هناك مبرر للحكومة البريطانية ولا لقناة بي بي سي التي دأبت على مواصلة حملتها بدعم الارهاب على البحرين ودول المنطقة من خلال استضافتها للوجوه المطلوبة للعدالة في بلادها ومنحها المساحة الخيالية تعلب بها ما تشاء من دون واعز ولا ضمير اخلاقي واعلامي يردعها عن هذا السلوك وهي التي تدعي بعراقة الاسم الذي تحمله وهو ادعاء لم تعد تستحقه.
بالإضافة الى ذلك هناك مرتزقة الاعلام والسياسة من بعض النواب الشاذين المنبوذين حتى من المجتمع الانكليزي ذاته والمعروفين بصداقاتهم للهاربين والمطلوبين للعدالة عن جرائم ارهاب وعنف وتخريب وليس كما يصورونهم بالمناضلين، وللأسف خضعت هذه المجموعة الشاذة في المجتمع البريطاني لهؤلاء بحجة حرية التعبير، وهذه الحرية للأسف الشديد تعطي للمطلوبين وتحجب عن الآخرين ممن يريدون تعرية هذا الطابور المرتزق القابع في بلاد الانكليز ومعه بضعة منحرفين من ساسة ومدعي حقوق الانسان وغيرهم ممن يقتاتون على موائد السفارات، سواء كانت غربية او حتى سفارات دول اسلامية متخلفة، فالأمر سيان طالما هذه المكاتب مفتوحة لهم لشتم الدول الخليجية التي بحسب كل الموازين والمقاييس والمعايير حققت النسب العالية من التنمية قياساً بدول نفطية اخرى مثل نيجيريا وليبيا وايران والعراق التي أضاعت ثرواتها على المغامرات المجنونة ورغم ذلك لم نرَ الاعلام البريطاني ولا بعض ساسته المعتوهين ولا دكاكين ما يسمى بحقوق الانسان تهتم بتلك الدول ولا بقضاياها وانما تركيز حملاتها موجهة للدول الخليجية التي هي محسوبة بحسب العلاقة التاريخية دول صديقة لبريطانيا التي تحتضن ومازالت كل المطلوبين للعدالة وهي التي تدعي وتتحدث عن مخاطر الارهاب والعنف والتخريب.. والسؤال متى تستيقظ لندن من سباتها؟ ومتى تتخلص من مفارقة الدور المزدوج الذي تلعبه بتشجيع العنف والارهاب في الدول العربية وخاصة الدول الخليجية التي يبدو ان صناع السياسة والاعلام في لندن قد نهجوا طريق الابتزاز للدول بدلاً من التعاون من أجل الاستقرار في المنطقة؟ هل تنتظر حتى يضرب الارهاب قلب لندن نفسها؟