الكويت - ldquo;الخليجrdquo;:

تتجه الأنظار في الكويت غداً الاثنين، إلى سلسلة اللقاءات عالية المستوى التي يجري خلالها تقييم المشهد السياسي وحسم موقف الحكومة وخياراتها قبل جلسة الأربعاء المقررة للتصويت على كتاب ldquo;عدم التعاونrdquo; مع رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، فيما دخلت البلاد في ldquo;حسبة أرقامrdquo; أربكت المشهد الداخلي، فبينما تحدثت الحكومة عن ضمان 26 صوتاً (من أصل 49 نائباً يحق لهم التصويت)، شككت المعارضة وأكدت أن لديها 22 صوتاً وهناك اثنان في الطريق (في إشارة إلى خالد العدوة وحسن جوهر اللذين لم يحسما موقفهما)، بعدما تأكد غياب النائب مبارك الخرينج لمرافقته والدته في رحلة علاج، مؤكدين أنه حتى في حالة تجديد الثقة بالشيخ ناصر بفارق صوت أو صوتين فهذه دلالة بالغة على رفض نحو نصف النواب له، وهي رسالة إلى القيادة السياسية مفادها أن إسناد رئاسة الحكومة لشخص آخر بات ملحاً .

في هذه الأثناء، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان أن الحكومة متفائلة بتجاوز الجلسة، وأن الشيخ ناصر سيحصل على أغلبية نابعة من قناعة النواب بإدارته الناجحة، مشيراً إلى أن جميع المؤشرات تشير إلى أن الغلبة ستكون في مصلحة الحكومة، وأن ldquo;القناعة الحكومية بأن الأغلبية ستكون لمصلحة رئيس الوزراء، لشعور النواب بنجاح مسيرة هذا الرجل الوطني وقدرته على إدارة الحكومة بشكل سيذهب إلى التنمية والإنجاز .

وطالب نواب الأمة ب ldquo;العمل الجاد على التعاون مع الحكومة وطي صفحة الخلافات والتأزيم من أجل حصد ثمرة التعاونrdquo;، مؤكداً أن الاستجواب ldquo;كان راقياً ورئيس الوزراء تعامل معه بحرفية ومسؤولية، واستطاع الرد على جميع المحاور بإقناع تام واقتدار لم يُشهد له مثيلrdquo; .

من جهته، جدد وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد تأكيد ثقة الحكومة بسلامة موقفها واطمئنانها الكامل إلى دعم الغالبية النيابية للتعاون مع رئيس الوزراء، موضحاً أن الكثير من المعلومات التي يروج لها فريق المستجوبين عن تزايد أعداد مؤيدي عدم التعاون ldquo;ليست إلا جزءا من الضغوط السياسية والنفسية التي تمارس على النواب الذين لم يعلنوا مواقفهم بعدrdquo; . وقال ldquo;إذا أحسست لحظة واحدة بأنني سأكون عبئاً على سفينة رئيس الحكومة فسأقفز منها، لكنني جزء منها ومكلف تطبيق القانونrdquo; .

وأعطى إعلان النائب مرزوق الغانم أن كتلة ldquo;العمل الوطنيrdquo; ستصوت مع كتاب عدم التعاون دفعة قوية للمعارضة، رفعت عدد الأصوات إلى ،22 مقابل 24 مؤيدا للتعاون مع الحكومة التي قوى موقفها نسبيا حسم النائب محمد الحويلة موقفه لصالح رئيس الوزراء، وتعول الحكومة على الصوتين المتبقيين أو أحدهما لحسم الصراع، ما تفعله المعارضة أيضاً التي دعت قواعدها إلى الضغط على النائبين .

ومؤيدو كتاب ldquo;عدم التعاونrdquo; هم نواب كتلة العمل الوطني (6 نواب)، نواب كتلة العمل الشعبي (4 نواب)، ونواب كتلة التنمية والإصلاح (4 نواب)، إضافة إلى المستقلين (8 نواب) .

إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري غداً الاثنين لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بجلسة التصويت على طلب ldquo;عدم التعاونrdquo; . وقالت مصادر مطلعة ل ldquo;الخليجrdquo; إن ldquo;المجلس سيدرس خريطة المواقف النيابية قبل وضع تصور نهائي بشأن التعامل معها خلال الجلسةrdquo; .

من جهته، أعلن أمين سر مجلس الأمة علي الراشد أنه سيعرض معلومات في جلسة التصويت، وطالب زملاءه في ldquo;العمل الوطنيrdquo; بعدم بيان موقفهم بانتظار ما سيكشفه .

وقطع النائب مرزوق الغانم في حديث حاسم وشديد اللهجة الشكوك بشأن تضامن كتلة ldquo;العمل الوطنيrdquo; مع عدم التعاون، رافضا دعوة الراشد، قائلا ldquo;رفعت الأقلام وجفت الصحفrdquo; . وأكدت النائبة أسيل العوضي أن ldquo;موقف كتلة العمل الوطني موحد من عدم التعاونrdquo; بالإجماع .

وأعلن النائب محمد الحويلة رفضه لكتاب ldquo;عدم التعاونrdquo;، داعياً للامتثال إلى تعليمات الأمير .

في الاتجاه الآخر، لم تقف كتلة ldquo;إلا الدستورrdquo; مكتوفة الأيدي إزاء المفاجأة التي أربكت حساباتها بعد موقف الحويلة، وأوضحت مصادر مطلعة أنها بصدد البدء بحملتها الشعبية الضاغطة على النواب انطلاقاً من الدائرة الخامسة تحت عنوان ldquo;ردوا الجميلrdquo; .